إســـتـــغـــلال الـــمـــيـــول
للميول أهمية كبري باعتبارها من اقوي دوافع السلوك فنحن نمارس النشاط الذي نميل إليه برغبة وارتياح أكثر من النشاط الذي لانميل إليه ... وللميول أهميتها في التعليم وفي توجيه خطة العمل المدرسي وفي الاختيار المهني . وهي تحدد إلي درجة كبيرة مدي نجاح الشخص وارتياحه في مهنة ما . كما أنها تساعدنا على إشباع حاجاتنا النفسية الأساسية ... ويمكن ايضاً أن تساعدنا على اختيار التشاط المناسب لاوقات فراغنا .
ربــــط الـــمـــيـــول بالــــتــــعـــلـــيــم
عندما يبدا الطفل حياته المدرسية يكون شغوفاً بكسب خبرات جديدة ويكون ميالاً للتعلم ... ولهذا نجد أن المدرسة
تشعر الاطفال بأنهم في نمو مستمر وهم يتطلعون لكل ماهو جديد فيها , وينتابهم شعور بالنشوة في كل عمل جديد وكل مخاطرة يقدمون عليها . ومن الواجب علينا كآباء ومدرسين أن نستغل ميول الاطفال الطبيعية في تعليمهم وتنظيم حياتهم المدرسية حتى لايفقد الاطفال هذا الدافع الذي يسوقهم لتعلم كل ماهو جديد ويستحثهم الي تفهم نواحي العالم الذي يعيشون فيه .
ولكن كيف نحتفظ بميول الاطفال حية قوية لتكون حافزاً لهم على التعلم ؟
1. بمعرفة ميول كل تلميذ مثلا عن طريق دراسته دراسة جيدة تكشف النواحي التي يميل إليها . فإذا فرضنا أن هناك الميل البارز عند احد الاطفال هو لعب الكرة فلماذا لايحاول المدرس مثلا ان يوجهه في دروس اللغة إلي قراءة الكتب عن العاب الكرة , وأن يلقيعلى زملائه بالفصل ملخص مايقرؤه ويمكنه أن يتناقش في مزايا بعض اللاعبين أو في عيوب اللعب بين فريقين من اللاعبين . وفي الحساب مثلا يمكنه ان يحسب نتائج مباريات الفرق والنقط التي يحصل عليها اللاعبون والارقام القياسية التي وصل إليها ابطال هذه المباريات ... وهكذا . صحيح انه ليس من السهل الحياد عن المنهج المقرر في بعض العلوم , ولكن يجب ان نضع في اذهاننا دائما ميول كل تلميذ عندما نسند إليه عملاً في مشروع معين أو نعطيه واجبا مدرسياً .
2. بجعل ميول الاطفال نقطة البدء دائماً , والاتجاه إلي ميولهم أينما وجدت ونتخذ من هذه الميول أساساً لتربيتهم وتعليمهم . وسواء أكان ميل التلميذ إلي جمع الطوابع , أم الي قراءة القصص الفكاهية , أم إلي التليفزيون ... الي غير ذلك ... فإن هذه الميول يجب ان تعتبر بداية طيبة للمشروعات التي ترتبط بالمواد الدراسية وبالمواقف التعليمية المختلفة . فالايمان الدائم باهمية الميول في حياة الاطفال امر كثير الفائدة ... فيجب ان نشجع كل تلميذ على التعبير عن ميوله وهواراته الخاصة عن طريق التحدث عنها لزملائه . وإن أظهرنا للتلميذ تقديراً وإعجاباً بميوله المفضله عنده فسنكتسب تقديره لنا وإعجابه بميولنا .
3. يجب استغلال الميول الطبيعية المشتركة بين التلاميذ المتقاربين في السن . ومن الممكن الاستعانة بهذه الميول في جعل الحياة المدرسية عندهم ذات قيمة ومعني , وفي تنشيط عملية التعلم . فمثلا استخدام ميل الاطفال إلي معرفة مايتصل بأمثالهم من اطفال البلاد الاخري من حيث العابهم وملابسهم ونوع حياتهم المدرسية , يمكن أن يفيد كثيراً في تعليمهم كثيراً من الحقائق الجغرافية ... وهكذا .
4. بمساعدة التلاميذ على أن يلمسوا علاقة المدرسة بالحياة , وذلك عن طريق ربط المواد الدراسية والخبرات التعليمية بحياة الطفل الخاصة ... فالاطفال يعيشون عادة عالمهم الخاص بهم عندما يكونوا صغاراً ... وكلما كبروا اتسعت دائرة حياتهم لتشمل نواحي حياة الكبار والاهتمام بالاشياء المحيطة بهم , ومن الممكن أن نعينهم على ربط المعلومات المدرسية بهذه الحياة ... ومن الممكن تحقيق هذا كأن نجعل التلاميذ يدركون أهمية الهجاء الصحيح مثلا بغبراز قيمته لمن يقوم بوظيفة سكرتيرة أو في كتابة الخطابات للاصدقاء والاقارب ... او كيف يمكن ان يكون الحساب مفيداً بالانتفاع به في ضبط حساب المصروفات الخصوصية ... وهكذا .
وللحديث بقية