الــــمـــيــول والـــتـــوجــيــه الـــتــعــلـــيـــمـــي
عندما يصل الاولاد والبنات إلي المراحل النهائية في المدرسة الثانوية تبقى ميولهم باعتبارها القوي المحركة لتعليمهم ... وتظل دافعاً قوياً لإتقان مايتعلمونه من المواد كاللغة والعلوم ... ولكن للميول أهمية أخري في هذه المرحلة . فالاولاد والبنات يواجهون هنا من الفرص والمواقف مايدعوهم لدراسة بعض المواد الاختيارية او إختيار إحدي الهوايات الخارجة عن المناهج ... ولهذه المواد الاختيارية والهوايات أهمية خاصة إذ انها تهيئ للتلميذ فرصة المحاولة والتجريب لنواح مختلفة من النشاط وتزوده بالكثير من الخبرات والتجارب ... وهذا يساعده على ان يتهيا لاختيار طريقه المهني المناسب ويوجه نفسه في الطريق الذي يسلكه في حياته المستقبلية .
والميول من أهم الاسس التي يجب ان يستند عليها الفرد في اختيار المواد الدراسية والهوايات , فبدون أن يعرف الشخص ميوله يجوز ان أن يتجه في دراسته للمواد الاختيارية بمحض الصدفة , أو لكونها تناسب مواعيده , أو لان بعض اصدقائه قد اختارها , أو لان مدرسها اكثر تساهلا من غيره .
ويمكن ان نتصور الجهد والوقت اللذين يضيعان في تنقل التلميذ من مادة إلي أخري بطريق المصادفة إلي المادة التي تتفق مع ميوله فعلا فيعمل على تركيز نفسه فيها .
وعندما يتبين لنا ميول التلميذ . وعندما يدرك التلميذ ايضا ميوله الخاصة ويعرفها – اذ انه يجب ان نشركه معنا في الوقوف على نتائج اختبارات الميول التي تجري عليه – يمكن ان نقترح عليه المواد ونواحي النشاط المرتبطة بميوله الخاصة بحيث لو سار فيها يشعر بالرغبة في مواصلة سيره , ويكون لها في نفسه معني .
خـــبـــرات جـــديـــدة لـــمــيــول جـــديـــدة
هناك علاقة قوية بين الميول والخبرات السابقة التي مر بها الشخص , ولذا فقد تدل الدرجات المعبرة عن ضعف ميل معين على ان الفرصة لم تهيا للشخص للمرور بالخبرات التي يمكن أن يُنمي هذا الميل عن طريقها ... واذن فمن المهم جدا أن نهيئ الفرصة لطالب المدرسة الثانوية لكي يمر بعدد كبير من الخبرات المنوعة التي يمكن أن تكشف عن وجود ميول جديدة عنده . ومن الممكن في بعض الاحيان ان ننمي ميلاً جديداً في التلميذ بان نربط بين ميوله الأصلية الموجودة عنده فعلا وبين نواحي النشاط التي يمكن أن تبني عليها الميول الجديدة .
فمثلا لو ان عندنا طالبا لايميل للنواحي الادبية رغم ضرورة دراسة آداب اللغة الانجليزية لكونها مادة اجبارية ... وهو لايميل لاي شئ يتعلق بشكسبير مثلا !! وقد أظهرت نتائج اختبارات الميول أن لديه ميلا قويا لاعمال النجارة , وأن هوايته المحببة هي النواحي الفنية والميكانيكية , وأن آماله المهنية هي أن يكون مهندساً يعمل في تصميم رسوم المباني ... وأن المواد الاختيارية التي اقبل عليها هي الرسم واعمال النجارة ... لماذا إذن لايعهد إليه بمهمة تصميم مسرح من مسارح عهد اليزابيث ؟ وبهذا يتمكن تلاميذ الفصل من أن ياخذوا فكرة حقيقية عن نوع المسارح التي كان يؤلف لها شكسبير ... وسيتمكن هذا الطالب من أن يحصل على معاونة كبيرة من زملائه , وربما يؤدي قيامه بهذه المهمة إلي غرس حب آداب اللغة الانجليزية والميل إلي دراستها في نفسه .
الــمـــيــول و الـــتـــوجـــيـــه الـــمـــهـــنــــي
يقضي معظم الناس أحسن مرحلة من حياتهم في المهنة التي يعملون فيها . ولما كان كل واحد منا لا يود ان يقضي حياته في القيام بعمل لا يحبه ولا يروقه فمن المهم أن يتبين الافراد ميولهم التي يصح ان يبنوا عليها إختيارهم لمهنتهم . ويختار الكثير من الناس مهنتهم التي يعملون فيها من غير ان يدرسوا ميولهم الخاصة فقد يختارون المهنة لكونها من المهن البراقة في نظرهم , أو لكونها من المهن التي يكون لها مركز اجتماعي , أو بسبب تحقيق رغبة الآباء والامهات , أو لكونهم معجبين بواحد ممكن يكبرونهم ممن يعملون في هذه المهنة ( مثل الاب أو الاخ أو صديق أو مدرس ) وقد يكون إختيارهم للمهنة التي يعملون بها لاسباب معقولة كأن يقبلوا على مهنة حكومية لكونها مضمونة من حيث الاستقرار, أو العمل في مهنة صناعية مثلا لكونها المهنة الصناعية الرئيسية الموجودة في المنطقة التي يعيشون فيها .
وهناك عوامل كثيرة تتحكم في مدي نجاح الشخص وارتياحه الي العمل في المهنة التي يختارها سواء كانت الاسباب التي يبني عليها اختياره معقولة أم غير معقولة .
ومن هذه العوامل استعداده العقلي ومثابرته وقابليته للاعتماد على النفس وظروفه العائليه وحالته الاقتصادية وكذلك مجرد الحظ !
ولكن الميل للعمل المهني أمر في غاية الاهمية فعلى مر الايام سيتوقف الرضا بالعمل في مهنة ما على كون هذه المهنة محببة إلي نفس الفرد أو غير محببة.
وللحديث بقية