السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
أخواني اعضاء المنتدى الكرام ...
أحب أقدم بهالمشاركات المتواضعه
مجموعة حورات حية ومفيدة أنقلها لكم من كتاب
( حـــــوار مع صديقي الزوج )
للأستاذ الفاضل / محمد رشيد العويد
ولأني من المعجبين بطروحاته وكتبه
فحبيت أنقل لكم فصول الكتاب من الشكل الورقي
إلى الحرف الإلكتروني بالمنتدى

حتى تعم الفايدة
ونتعلم من تجارب الآخرين ...
وإن كان لكم شكر او دعوة فهي تروح لصاحب الكتاب
( الاستاذ / محمد العويد )
وأنا مجرد ناقل .. وهم لاتنسوني من الدعاء
والحين اخليكم مع أول قصة أنقلها لكم من الكتاب بعنوان ..
حــــــزم في ليـــن ..
تعود معرفتي به إلى عهد الطفولة , كان رقيقاً في طبعه , رقيقاً في عشرته , عفاَ في لسانه ,
لطيفاً في تعامله , يكره الجدل ويبتعد عنه ابتعاد الصحيح من المجذوم , لم يكن يختلف مع أحد ,
يحاور بهدوء , فإن وافقه الرأي أظهر تأييده له , وأوضح وجهة نظره فيه , وإن خالفه آثر الصمت ..
حتى لا يخوض في جدال لا يحبه .
كان الإطمئنان شديد الظهور في وجهه , لاستقراره في قلبه ونفسه , ورضاه المطلق بكل ما يٌقدره الله
له , لم أسمعه يوماً يشكو من شيء , أويتبرم من حـال.
من لطائفه أنه كان يُقرض كل من يستقرض منه , ولا يرد أحداً , وما علمت أنه اقترض من أحد , أو طالب
أحداً بما أقرضه .. فإن رد المقترض ما اقترضه منه أخذه وهو يستمهله : ( إن كانت لك فيه حاجـة ..
فاتركه عندك إلى وقـت آخر ).
جميع من عرفت من أصدقائه وزملائه كان يحبه , فما كانت له رغبة عند أحد , زاهداً بما في أيدي الناس ,
قلما بسأل أحد حاجـة أو يطلب طلباً .
ولعل هذا كله يفسر الاطمئنان والرضا اللذين كانا لا يفارقانه ... اللهم إلا في حالة واحدة .. كنت أرى فيها
علامات قلق خفيف تعلوا وجهه المطمئن .. تلكم هي الحالة التي كان يتحدث فيها الشباب المتزوجون أمامه
عن مشكلاتهم الزوجية , ومعاناتهم من عدم انقياد زوجاتهم لهم , وتذمرهم الدائم من الحياة الزوجية ,
وغيابهم شبه المستمر عن البيوت .. هرباً من المشاجرات التي تنغصهم .. وتعكر أمزجتهم .. وأحسب أن هذا
القلق كان وراء تأخر زواجه إلى ما بعد الثلاثين من عمره .
كلنا كنا نتوقع له حياة زوجية سعيدة ... لأخلاقه وطباعه التي أشرت إليها , من رفق ولطف وكراهية جدل.
ولقد صدق ما توقعناه حقاً , فقد كان بعد زواجه أكثر إطمئناناً ورضى , يؤثر الجلوس في البيت على ما سواه..
وكثيراً ما يعتذر من صحبه الإطالة في سهرة أو غيرها .. ليعود إلى البيت بلهفة ظاهرة ..
لهذا كله .. وقع خبرُ همس به في أذني أحد الإخوة .. وَقعَ الصاعقة علي . لقد أخبرني أن صاحبي يوشك
أن يُــطــلق زوجتـــه !
" كلهم يمكن أن يطلق زوجته إلا هو " .. هذا ما تردد في نفسي , وربما تردد على لساني , إثر همس الهامس
في أذني بهذا الخبر المفاجئ حقـاً !
أسرعت في الاتصال بصاحبي , وأخبرته برغبتي الملحة في زيارته ... الآن إن أمكن . رحب بي غاية الترحيب ,
في لطفه ومودته المعهودتين .
لم تمض ساعة إلا وكنت معه في بيته .
قلت: لم أصدق ما سمعت .
قال: وما سمعت ؟
قلت: تريد أن تطلق زوجتــك ؟
قال: ( بعد صمت قصير ) أرجو أن لايصل الأمر إلى الطلاق .
قلت: إذن ثمة خلاف شديد .
قال: لا أدري بما أصفه ... لكنه خلاف على أي حال.
قلت: متى بدأ ؟
قال: قبل عـام .. ووصل مداه هذه الأيام ؟
قلت: أأنت تختلف مع أحـد .. ؟!
قال: يبدوا أنني لا أفهم النســاء ... !
قلت: لكنك اشتهرت بحب زوجتك وبيتك .. وتعلقك الشديد بطفلتك الصغيرة .. وكنا نتحدث عن سعادتك
ونجاح زواجك .
قال: هذا ما بدالي السنتين الأوليين ... ولكن ما أدري ماذا جرى في السنة الثالثة ؟
قلت: هل أستطيع أن أعرف ما يمكن من تفاصيل عن هذه الخلافات ؟
قال: صدقني يا أخي أني لم أقصر في واجب من واجبات البيت .. ليس هناك طلب خاص لم ألبه لها ..
أترك لها حرية التصرف في كل شيء .. مرتبي أسلمه لها لتعطيني منه وتنفق على البيت وتوفر منه ما توفر ..
لا أذكر أني خالفتها في أمر .. أو نازعتها على شيء .. أنت تعرف طبعي .. أكره الجدال ولا أحبـه .. أُخيرها
في كل شيء .. تسألني ماذا تريد أن تأكل اليوم .. أقول لها اطبخي ما شئت ...
لم أمنعها يوماً من زيارة أهلها .. وحتى تقصيرها في كثير من واجباتها نحو بيتها ونحوي .. أتغاضى عن
كثير منه .
قلت: ( وقد بدأت أمسـك بخيوط المشكلة ) : كيف نشأ الخلاف إذن ؟
قال: لم تُـقـدر هذا كله ... صارت إذا طلبت منها شيئاً لا تفعله ... ردودها في الكلام قاسية .. تثور لأتفه
الأسباب .. تصرخ دائماً قائلة : لقد مللت .. مللت .. مللت . , كثيراً ما تصب جام غضبها على ابنتي الصغيرة ..
فأتصدي لها .. وأمنعها .. لا أخفي عليك أني ما عدت أصبـر على سلوكها وتغيرها .. وصرت أصرخ فيها
كما تصرخ هي ..
حتى كــان ما كان قبل أيـــام ..
قلت: ماذا حـدث ؟
قال: لقد صفعتها بكل ما أوتيت من قوة .
قلت: وأين حلمك ؟
قال: اتقوا ثورة الحليم .
قلت: ولمَ صفعتها ؟
نظــر في عيني صامتاً .. وأدركت أنه يتحرج من البوح بالسبب .
قلت: لعلها جرحت شعورك بعبارة .
قال متحمساً متألماً: فعلاً .. ثرتُ عليها لأنها ضربت ابنتي الصغيرة ضرباً مبرحاً إثر كسرها كأساً ..
وصرخت فيها : لماذا تضربينها ؟ فردت : لأنه ليس في البيت رجل يُربيها ... ! فلم أملك إلا ان هويتُ على
وجهها بكفي .. بكل ما اشتعل في نفسي من غضب .
أردف وقد تهدج صوته : أي تربية تلك في ضرب طفلة لم تتجاوز السنتين ؟
قلت: وماذا حدث بعد ذلك ؟
قال: انطلقت غاضبة إلى بيت أهلها وهي تصرخ : طلقني .. لا أريد العيش معك ..
قلت: ومازالت هناك ؟
قال: أجل .
قلت: منذ متى ؟
قال: منذ يوم أمس .
قلت: هل تسمح لي بمصارحتك ؟
قال: قل ما شئت .
قلت: أنت ساعدتها في الوصول إلى هذه الحال .
قال: أنــا .. ؟!
قلت: لا يختلف اثنان في رقعة طبعك , ودماثة لسانك , ولطف معشرك , ورفق تعاملك ... وهذا والله من
الخلق الحسن الذي يرضاه الله ورسوله , ويعدان صاحبه بالثواب العظيم في الآخرة , والمرأة تحب هذه الصفات
وترضاها .. ولكنها تريد معها شيئاً آخــــر !
قاطعني: ماذا تــريـــد ؟
قلت: تريد مع رقة طبعك حزماً , ومع دماثة لسانك حسماً , ومع لطف معشرك عدم تردد , ومع رفقك
بها قوة ظاهرة مسيطرة . هكذا خلق الله المرأة .. ولهذا جعل سبحانه للرجل القوامة عليها ..
قال: وماذا كان علي أن أفعل ؟
قلت: كان عليك منذ بداية زواجك أن تقرر أنت كل شيء .. لا بأس من مشورتها وأخذ رأيها ... ولكن
صدور القرار يجب أن يكون منك ... وحتى ولو كان موافقاً لرأي زوجتك ...
كان عليك أن لا تخيرها في كل شيئ .. وأن تختار أنت كثيراً من الأشياء ... لماذا كنت تخيرها في طبخ ما تريد ؟
لماذا لا تقول لها : نفسي اليوم في أكلة كذا ؟ لماذا تلبي لها كل ما تطلب .. ؟ ألم تكن هناك أشياء لا حاجة لها ؟
لماذا لا تقول لها : لا ؟
إن كلمة (نعم) دائماً وعبارة ( افعلي ما شئت ) و .. ( كما تحبين ) .. قد ترضي المرأة في البداية .. لكنها مع الزمن
تجعلها تسأم وتضيق .. وتشعر أن حاجتها إلى رجل يأمرها وينهاها .. لم تُـلـبَ .
واستمع يا أخي إلى ما وصل إليه نائب رئيس معهد العائلة في كاليفورنيا والأستاذ المساعد للتحليل النفسي في
جامعتها , بعد مجموعة من الدراسات التي أجراها والخبرة التي حصل عليها خلال عمله الطويل في التحليل النفسي
, إنه يلخص ما وصل إليه بقوله :
" مازالت المرأة تبحث عن القوة والكفاءة في الرجل الذي تفضله لحياتها ". وتأمل كلماته التالية ..
" كثيراً ما أسأل المرأة عن أحاسيسها حين تلتقي رجلاً حساساُ , وشديد العناية , ومتفتحاً .. وهي الصفات
التي قيل إن المرأة ترغب فيها من خلال السنوات الأخيرة .. لكنني أفاجأ بأن المرأة لا تحب هذا النمط من
الرجال لأنه لا يشعرها بالراحة .. بل إنها تشعر أنها ليست مع رجل حقيقي ".
قال: سبحــــان الله .
قلت: يضيف هذا الخبير , وهو الدكتور لارتون شيفتر .. أنه سأل النساء فيما إذا كُن على استعداد لقبول
الانفتاح والمبادرة في الرجل بدلاً من القوة والكفاءة , فقلن جميعاً :
نريـد القوة والكفاءة قبل أي شيء
آخــــــــــــر .