غــــرس الــمـــيــول
لا يستطيع الاطفال الصغار أن يلعبوا وحدهم دائماً ... ولذلك فمن الضروري توجيه الطفل لانواع اخري من النشاط كلما تقدم نموه ... وغرس الميول في الاطفال يتوقف كثيراً على توجيه الطفل في لعبه وعلى مصاحبته فيه , إذ أن النشاط الجديد على الطفل يسهل عليه الاضطلاع به إذا وجد من يشاركه فيه .
الـــخـــبـــرات الـــمـــنـــزلـــيـــة
قد لايتوفر دائما وجود حديقة أو كوم من الرمال ينشغل فيه الطفل ... ولكن اتساع المكان ليس أمراً ضرورياً ... فمن الممكن أن يجد الطفل فرصاً كثيرة تثير عنده الاهتمام باللعب رغم عدم اتساع المنزل الذي يعيش فيه . فالامر يتوقف على تآلفك مع الطفل بحيث تعرف كل مايهتم به وتلم بامكانياته في العمل , وبحيث يمكن أن تعرف الاشياء التي يمكن أن تثير اهتمامه باللعب داخل المنزل وايها يمكن أن تثير اهتمامه خارجه . ومن الممكن أن يتعلم الطفل الكثير من المهارات عن طريق اللعب بعرائس الورق والمكعبات الملونة وغيرها من الالعاب الصغيرة التي تكسبه معلومات وأفكاراً جديدة عن الناس وحياتهم . كما أن القصص يمكن أن تنمي لديه الميول الادبية , كما أن الالغاز الحسابية والعددية يمكن أن تكسبه الميل للحساب , أما الميول الميكانيكية فيمكن أن تقويها نواح كثيرة بالمنزل كإستعمال الشاكوش وأدوات النجارة وغيرها في التصليحات المنزلية البسيطة . وتفتح الكتب أيضاً أبواباً كثيرة لميول الاطفال وخبراتهم فالقصص عن الطبيعة وجمالها وحكايات البطولة وماشابه كلها تزيد في فهم الطفل للعالم الذي يعيش فيه ... والخبرات التي يكتسبها الطفل عن طريق القراءة تزيد في معلوماته وتدربه على الاستجابات الانفعالية ... وتساعده على تنمية الميول الادبية والعلمية او الميل للخدمة الاجتماعية أو اي ميل آخر . ويمكن أيضاً تقوية الميول الموجودة وغرس ميول جديدة عن طريق الرحلات إلي الاماكن المختلفة كالمتاحف والمصانع وغيرها والاجابة عن كافة الاسئلة التي يسألها الطفل عند رؤيته لتلك الاماكن . فن طريق الاجابة على هذه الاسئلة وموقفنا منها يمكن أن نؤثر بشكل كبير في ميول الاطفال .
ومت أهم العوامل التي تساعد على تنمية الميول أن يتدرب الطفل على الموازنة والمقارنة ومعرفة أوجه الشبه والخلاف بين الاشياء والعلاقات التي تربط الحوادث الجارية في محيط حياته ومن أمثلة ذلك تمييز الطفل للالوان ودرجاتها وتمييز أنواع الاخشاب مثلا أو ماركات السيارات المختلفة ومقارنة الترام بالمترو وغيرها .
وكلما اشترك الكبار مع الصغار في ميولهم ونواحي نشاطهم ساعد ذلك على تحبيب الطفل في النشاط واشعاره بقيمته ... ولذا نجد أن بعض الاسر تنظم برامج لهذا الغرض , كقضاء احدي الامسيات في قراءة القصص مع الاطفال , أو الاستماع لبرنامج موسيقي ’ أو الذهاب لأحد النوادي , أو تنظيم عمل جماعي لرعاية الحديقة مثلا .
وللحديث بقية