سفينتي الزوجية توشك الغرق .. فهلموا !!
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائي
آثرت أن أكتب لكم بعد أن هدأت نفسي .. وسكنت روحي
فحرف مبعثر حال جنوح العقل .. لا يضاهي حرفاً قد تماسك نظمه مع ما يليه
أعزائي
لولا أن استعصى على عقلي الصغير استجلاب حل لما أعاني
ولولا ثقتي بالله أولاً ثم برجاحة رأيكم وسداد فكركم .. ما كتبت
بأي الكلمات أبدأ .. وبأي الحروف أخطو
سفينتي الزوجية يا أحبائي .. سفينتي .. توشك الغرق !
فهلموا .. هلموا يا من أوتيتم نخوة المسلم .. هلموا فأنقذوها !
أعزائي
منذ أكثر من شهر .. وعلاقتي وزوجي .. يومياً .. شجار في شجار
توتر لا محدود .. خلافات لها أول .. ولا آخر لها
مالذي حدث ..
بعد صمود أمام عاتيات الزمن .. لشهور عديدة .. وأزمنة مديدة
نأتي الآن .. فننثني أمام عواصف الحياة
وااحر قلبي .. ويح نفسي .. مالذي حل بي ..
قد يقول قائل .. لاعجب .. فكل من اقترب زفافه .. كان ذاك حاله ..
فأقول .. بل العجب .. كل العجب .. ما أنا وزوجي عليه الآن ..
أخوتي
لست وزوجي في سن يخولنا لتحمل خلافات المخطوبين السطحية في معظم الأحايين .. ( وعذراً للجميع )
ولكن .. صدقاً
نحن في سن قد رجح فيه العقل .. واتزن فيه الفكر .. بل ومضت السنوات على علاقتنا
ولذا فإن خلافاتنا تستحيل تفاهتها !
ولولا وجود خلاف حقيقي ما شكوت .. وما شكى زوجي
فاللهم ارفق بحالنا .. اللهم استر علينا
أحبائي
بالأمس القريب .. قبيل خلود زوجي للنوم .. هاتفني
وفي نهاية المكالمة .. وعقب نقاش عقلي محض .. ومطول
قال لي ..
عبير .. راجعي حساباتك .. فإن استمر حالك كما هو الآن .. فابشري بتفاقم الفجوات بيننا .. ولست أظنك تحبذين ذلك .. !
صمت ..
فأنا أعلم يقيناً صدق ما يقول .. وليست كلماته بصدمة على روحي
قال : مابالك صامتة ؟
قلت : رجوتك مراراً وتكراراً .. وها أنا ذي أرجوك مجدداً .. أن لا تحكم عليّ الآن
قال : أعلم .. أعلم .. سئمت تلكم الكلمات .. ولكن .. دعينا نحكّم المنطق بيننا ..
هل سنحيا لحين زفافنا ؟
ثم ..
أليست أيامنا هذه .. بل السنين التي مضت .. محسوبة من أعمارنا ؟
آه .. كم تصيبني كلماته بالعجز .. بم أجيبه الآن ؟
قال : لا تحزني .. فقد اعتدت كل ذاك .. ولكن لي رجاء .. لا تقتلي روحي الشبابية .. ولا تتسببي في إيرادي سن العجز
قبل أواني .. يكفيني حزناً وكمداً .. يكفيني ..
عبير .. كل ما أرجوه منك الآن .. مراجعة حساباتك .. وأنا بانتظار ردك الأخير بخصوص تأجيل الزفاف ..!!
***
يا أحبائي
ها هو زوجي قد سئم .. قد ملّ حياة رتيبة .. كنت أنا سببها .. أعترف !
أناشدكم فقط أن تساعدوني ..
خيوط المشكلة :
عبير .. ذات شخصية مزدوجة
فهي مع أهلها :
مرحة من الدرجة الأولى .. فرفوشة .. ينعتها أهلها بـ ( الأراجوز ) والكل يسائل نفسه إن رحلت عبير فمن سيبهج البيت
بضحكاته وقفزاته الجنونية ؟
أكره الصمت .. دوماً ما أشعل فتيل الحركة في البيت .. شعاري لا للسكون .. ومرحباً بالجنون ..
مع الناس :
خجولة .. هادئة .. محبوبة لروحها الطيبة .. مبتسمة على الدوام .. قيل عنها دوماً .. فتاة مؤدبة !
مع زوجي :
هادئة لأبعد الحدود .. هنالك حاجز خفي .. كلما حاولت تخطيه .. فشلت !
أعلم تحديداً مكمن المشكلة .. إلا أن الحل قد استعصى عليّ ..
هل كل الزوجات تختلف علاقتهن وأزواجهن .. عن علاقتهن وأهليهن ؟
وهل سأستمر على ما أنا عليه .. عقب زفافي ؟
أحار كثيراً بحثاً عن جواب منطقي .. فأعود بالخذلان .. فهل منكم من فطن المشكلة .. وهدي إلى الحل ؟
بانتظاركم
***