الــــمـــشــكـــلات الـــمــتــعـــلــقــة بـــالـــمـــيـــول
لبعض الأطفال مشكلات تتعلق بميولهم , فقد يبدو أنهم لايستجيبون للمواقف الجديدة ولا يقدمون على المخاطرة , بالتحمس الطبيعي المعروف عند أمثالهم من الأطفال العاديين .
وبعضهم يتكون عنده ميل واحد قوي يربط نفسه به وحده بطريقة غير سليمة والبعض الآخر يتنقل من نشاط إلي نشاط آخر , ويتحول من نشاط متعلق بميل معين إلي نشاط متعلق بميل ثاني , ثم إلي ميل ثالث , وهكذا طوال الوقت ... بحيث لايثبت على ميل واحد ... فمتي إذن تعتبر هذه الحالات مشكلات ؟ وكيف نستطيع أن نساعد الطفل على أن يتجه إلي الطريق السليم في تكوين ميوله ؟
هذا مثال لفتاة اسمها فاطمة ذات ميل وحيد .
فاطمة
كانت فاطمة مغرمة بناحية واحدة فقط هي الموسيقى , فكان يطيب لها أن تجلس للعزف على البيانو ساعات طوال في كل مرة ... ولكن لم يكن عندها ايه حماسة للعمل المدرسي . فهي تستمع إلي برنامج موسيقى في الاذاعة ولكنها لاتستمع لبرامج أخري ... وهي تذهب للسينما فقط عندما تتأكد من عرض الافلام الغنائية والموسيقية ... وهي تقصر قراءتها على تاريخ حياة الموسيقيين والقصص الغنائية ... وليس لها أصدقاء ... ويبدو أنها لاتريد أن تكون لنفسها أصدقاء ابدا ... وقد ظن ابواها في أول الامر أن فاطمة عندها قدرة موسيقية ممتازة ... ولكنهما حولا نظرتهما عن مستقبلها كموسيقيةشهيرة بع أن اخبرهما مدرس الموسيقي عن رأيه فيها بقوله " يؤسفني جداً أن أخبركم بانه مع أن فاطمة تجيد عزف الموسيقى بدرجة تفوق غيرها في مثل سنها الا أنها ليست في الواقع موهوبة . ولا اعتقد أنه من الحكمة أن ترتبوا مستقبلها على اساس كونها تعزف بيانو " . وقد تأمل الأبوان في حالة ابنتهما وفكرا في كونها فتاة خجولة ومضطربة ليس لها أصدقاء ... فتبين لهما أن فاطمة كانت تهتم بالموسيقى لتعوض ماتشعر به من نقص في قدراتها الأخري وكانت تقضي كل وقتها في الموسيقى لتغطي تقصيرها هذا .
الطفل ذو الميل الواحد
هناك عدة اباب يمكن أن تفسر بها لماذا يكون لبعض الأطفال ميل واحد فقط :
1. قد يشعرون – مثل فاطمة – بقصورهم وفشلهم في نواحي النشاط الأخري فيوجهون كل طاقتهم إلي ناحية واحدة لتغطية موقفهم ولتعويض هذا الفشل .
2. قد يركز الأطفال الموهوبون والعباقرة أنفسهم على الموهبة البارزة عندهم .
3. بعض الأطفال الذين يمكنهم العمل بنجاح في نواح كثيرة , ربما يركزون أنفسهم على ناحية واحدة نظراً لتقديرهم واعجباهم بشخص معين – والد أو مدرس أو صديق أكبر منهم – يكون بارزاً في تلك الناحية المرتبطة بذلك الميل .
4. وبعض الأطفال من ذوي الميل الواحد ربما لايكونون قد وجدوا فرصاً للمحاولة في نواح أخري ... وقد يرجع ذلك إلي خجلهم أو احجامهم عن الاقدام على محاولة أي شئ جديد عليهم ... وقد يرجع ذلك إلي خوفهم من أن يسخر الناس منهم .
5. وأحيانا يحاول الأطفال أن يعملوا على إرضاء الغير بتركيز كل انتباههم واهتمامهم في ذلك النشاط الذي يعتقدون أنه السبيل إلي ذلك الارضاء .
إن الأطفال في حاجة إلي أن نشجعهم وإلي أن نشاركهم في محاولة الاشتغال بهوايات جديدة ... وهم يحتاجون لمساعدة الكبار لتوسيع خبراتهم ومجال ميولهم ولايجاد أنواع جديدة من النشاط مرتبطة بميولهم القوية .
وللحديث بقية