في أشد الحاجة لدعائكم ومساندتكم ... اختكم " زهرة "
وها أنا من بينكم من جديد ...
في هذا القسم الذي طالما هربت من أن يكون لي فيه موضوع ... نعم ... هروووب كبير
ليس ذلك - والله شهيد علي ماأقول - تعاليا مني .... ربما لم أريد أن أعترف بهذا الواقع ..
ربما لم أريد أن أثقلكم بتلك الأفكار التي سكنت روحي قبل رأسي ...
لأنني وجدت من بعض الاخوة ضيقا بالشكوي ...
ولو أنها ليست شكوي- والعياذ بالله - من رب العالمين ... او ضيق بالحال وملل ...
بل هي مجرد فضفضة ... طلب مشورة ... دعاء بظهر الغيب ...
الله وحده يعلم مدي سعادتي لوجودي بينكم ... وإن تحدثت وأخرجت كل مابداخلي ... معكم .. أسعد وأرتاح
تذكرت كلمة أختي الغالية " شوبارد" ... تزعجني كلمة ( عانس) .. كلمة أشعرها خالية من الحياة ..
ربما فضلت عليها ... (متأخرة) .. ذلك ما احس به ..
ولماذا جئت الآن .. الآن بالذات ؟؟؟
مابال ذلك الاحساس بالوحدة يزداد ... حتي سئمت معه النفس كل المتعة ؟
وكم من مرة تشرفت بالرد علي اخوات لي بنفس (الخندق) ... واسيت هنا وهناك ... مبشرة بالفرج القريب
مالي الآن .... لا أدري ؟
مازال إيماني بالله الكريم شديد ... وكبير ... والحمد لله
وها أنا في حالات متفرقة ...
بعض الأوقات .. هناك من اخواني في نصائحهم لمثيلاتنا :
" اشغلي نفسك بالعمل ... بهواية مفيدة ... وطبعا بأعمال الخير ... ليس الزواج هو نهاية العالم ... هناك من الأشياء في حياتنا أهم... ونحن ما خُلِقنا إلا للعبادة أولاً ... "
لكل هؤلاء ... أقول نعم ... أنتم علي حق ...
وأظل أرددها بيني وبين نفسي ... كالذي يردد العنوان الذي سيذهب إليه حتي لا يضل الطريق!
وأشعر ببعض الرضا ..
وبعد قليل .. يأتيني قلبي ... حزينا .. معترضا علي تجاهلي لحقه في الحياة ... أن يشعر بالحنان والمودة والدفء
نعم سأظل أعمل طوال اليوم ... من هنا إلي هناك ...
لكن ...
ماذا عندما أدخل غرفتي .. وأغلق علي نفسي بابها ؟؟؟
نعم أنا مع ذكر الله في تلك الغرفة المظلمة ....
لكن .... ما أصعبك أيتها الوحدة ... قطار سريع لا يرحم من يقف بطريقه !
أين أنت زوجي الغالي ..
يداك التي تحنو .. كفك الذي يربت ... وعيونك الملآنة بالمشاعر الفياضة ؟
أين أنت يا طفلي الصغير ... اشتقت إليك ... وأن أضمك إلي صدري ....
اشتقت لرؤياك تكبر بين يدي يوما بعد يوم ... أضحك أنا ووالدك علي تعثُرك في بداية تعلُمك للمشي
نختلف أنا ووالدك ... هل أنت تشبهني أكثر أم تشبهه هو ؟
وحين يأتي أول يوم لك بالدراسة .. وأنت تبكي ياصغيري .. لأنك لأول مرة ستفارق " ماما" ...
الله ما أروعها من كلمة !
الله ياربي .... كم هو جميل ذلك الشعور ... كم هو رائع ذلك الاحساس !
وأعود فأقول ...
أليس هذا هو سيد الخلق أجمعين ... محمد صلي الله عليه وسلم ...
لم يحرمه الله سبحانه وتعالي الزوجة ... ... تعينه ... وتكون له صدرا حانياً
كانت له الزوجة والصديقة ...صدقته حين كذبه الناس في بداية الرسالة ... وواسته وشدت من أزره
وما أروعه من درس أراد الله به الخير لزوجات المسلمين ... وما يجب أن تكون عليه مع زوجها !
فهل نستطيع نحن أن نعيش بدون هذا الرفيق ... وتلك المشاعر ؟
اليوم جئت أطلب عونكم بعد الله سبحانه وتعالي ...
وها أنا بداخلي كل هذه المشاعر ...
ومن ناحية أخري ... شيء غريب ... هو طموحي !
كثيرا ما سألت نفسي .... أيهما أريد أكثر ... هل تصدقون أنني أعجز عن الإجابة ؟
أنا بطبيعتي طموحة ... وأتمني تحقيق الكثير في حياتي العملية ...
أعلم أنه هناك من استطعن التوفيق بين الأمرين ...
لكني لا أعلم ... وكيف سيكون الحال بالنسبة لي !
أساس المشكلة الآن ...
في حفل زفاف أعز صديقاتي ... جاءني عريسان ... أحدهما عن طريق والدته ... والآخر شقيقاته !
الله ربي وحده أعلم بحالتي تلك الليلة حينما علمت بالأمر !
فرحة .. خوف ... ترقُب ... حيرة ... والله مشاعر لم أعرف لها اسما ...
وكأنما هي الأولي التي يشعر بها بشر !!
بطبيعتي رومانسية ... لكن والحمد لله أيضا لا أنسي عقلي ..
حتي أن مَن يعرفونني جيدا ... يقولون : بكِ مشاعر جميلة .. لكن الأجمل أنكِ تسيطرين عليها بعقلك !
كثيرا ما حلمت بمَن سيملك قلبي ويملأ دنياي بالسعادة ...
والآن حين صار الحلم قاب قوسين أو أدني ... لماذا الخوف ؟
هل هو الخوف من الفشل ؟
هل يكون أحيانا انتظار الحلم أفضل من أن يصير حقيقة وواقع ؟؟؟
بمعني ...
نظل نحلم بحياتنا مع رفيق الدرب ... وحين نجده أمامنا ... يكون التساؤل: " هل هذا هو من تمنيناه؟ "
ربما نسعي للأفضل ... لأننا نشعر أننا نستحق الأفضل !
أما الجانب الآخر من الموضوع ... أنه أمامي فرصة للسفر والعمل ... وهذا كان طموحي ...
الآن جاء كل شيء في وقت واحد ....
ها هو مستقبلي الذي طالما رسمته وتمنيته ... وأن أحقق ذاتي ..
لكنهم يقولون مِن حولي : " سوف تحققي كل ما أردتيه .. لكنك ستعودين في النهاية ... وليس معك أي شيء إن خسرت الحب والزواج"
وها هو الزواج ... والحياة الأُسرية ... الحب والحنان ..
وأقول أنا لنفسي : " أين طموحك ودراستك التي التهمت أحلي سنوات العمر ؟"
وأذكر هنا تعليقا لي علي موضوع للغالية " كبريائي " ...
نصحتها فيه ألا تجعل طموحها يجعلها تنسي كونها امرأة ولها مشاعر
لا أريد أن أكون ممن يقولون مالا يفعلون ...
كان هذا هو رأيي لها ... وأنا مقتنعة به ...
لكن ... لا أعلم .... كيف سيكون الحال الآن بالنسبة لي ؟
والله لا أكره في حياتي مثل كرهي للندم !
وقد تكون الظروف الصعبة التي مررت بها ...
هي السبب الرئيسي لكل ما أشعر به الآن ...
كم أكره احساسي بالضعف الآن وترددي في اتخاذ القرار ... ما كنت في حياتي ضعيفة أبدا ...
ربما ليس ضعفا .. بل هو الحرص ..
وكيف لا ... وهل سنعيش حياتنا إلا مرة واحدة فقط ؟
.................................................. ..............
اخوتي واخواني سامحوني للإطالة ...
لكني ارتحت الآن بأن أخرجت لكم ما شعرت به
أشكر لكم أنكم أعطيتموني من ثمين وقتكم لتعيشوا معي تلك الاحاسيس
وسأكون شاكرة أكثر ... لو شاركتموني بجميل ردودكم وحكمتكم
سأبدأ صلاة الاستخارة بإذن الله ...
والله وحده يعلم أيضا كم أنا بحاجة لدعائكم ومساندتكم ... فلا تبخلوا
اختكم في الله " زهرة "