منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - غير متزوجات لكن سعيدات
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2006, 06:27 PM
  #1
elrazie23
عضو دائم
 الصورة الرمزية elrazie23
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 83
elrazie23 غير متصل  
غير متزوجات لكن سعيدات

اهدي لكم اخواتي هدا الكتاب للشيخ محمد رشيد العويد
و اتمنا من الله أن يفرج همكم و يرزقكم بالزوج الصالح انشاء الله
سوف اقسمه لأربعة أجزاء نظرا لكبره
وادعوا لي الله ان يغفر لي و يرحمني ويرزقني بالزوجة الصالحة



أنت أسعد من كثيرات!

هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها وأولادها يخرجون في نزهة؟!

أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك، وحرمانك الزوج ومساندته، والأولاد وبراءتهم؟!

أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة، أو أنك تعيسة، أو أنك محرومة؟

تمهلي قليلا، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية، والأحاسيس المحبطة؛ تملأ عليك نفسك، وتزرع فيك الحزن.

لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة؛ لكن هناك جوانب كثيرة أخرى لم ترها عينك.

لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم، واستمعت إلى شكواها من معاناتها الدائمة منه؛ لربما حمدت الله على أن نجاك من الزواج.

لو رأيت زوجة لا تجد وقت راحة، نالت الأعمال من صحتها، وذهبت المسؤوليات بنضارة وجهها، واستمعت إلى شكواها من هذا كله... لربما حمدت الله على أن خفف عنك وأعفاك مما قد لا تحتملينه.

لو جلست مع مطلقة تندب حظها، وتعلن ندمها على زواجها، واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملت وعانت حتى حصلت على الطلاق، واستعادت أمنها؛ لربما حمدت الله على أنك لم تتزوجي ولم تعاني مثل ما عانت.

إن تفكرك، أختي الغالية، بما تعانيه آلاف الزوجات، وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق، يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك.

إن ذاك التفكر يبدد إحساسك بأنك مظلومة، ويحل محله إحساسا جميلا بالرضا. الرضا الذي يجلب لك رضا الله، كما حدثتك في الرسالة السابقة.

تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدائم، ونجاتك أنت من هذا.

واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية بعد أن ضربها زوجها فألحق بها ضررا وأذى. واستحضري حديث أختك التي لا تجد وقتا تهتم فيه بنفسها وبممارسة هوايتها الأثيرة لديها في القراءة. ستجدين أنك في نعم كثيرة، وستطمئنين إلى أنك أحسن حالا من متزوجات كثيرات قد يحسدنك على ما أنت فيه من مسؤوليات قليلة، وأعباء خفيفة، وأوقات وافرة كثيرة تمارسين فيها هواياتك من قراءة أو كتابة أو دعوة أو زيارة أو نشاط خيري أو اجتماعي.

أرجو أن تبتسمي الآن ابتسامة الرضا، فأنت في خير عظيم، ولن تستبد بك بعد اليوم مشاعر القلق، والأسى، والانهزام.

أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر الطمأنينة، والرضا، والهناءة.

أرجو أن تكوني سعيدة.


حروف صادقة وغاية نبيلة

أعرض رسالة تلقيتها من الأخت التي كنت نفسها ب "أم يمان "، وتحدثت فيها عن تجربتها الناجحة بتجاوز ما يمكن أن يسببه لها عدم زواجها من حزن أو إحباط.

تقول في بداية رسالتها: "شكر الله سعيكم، وجزاكم خيرا على اختيار هذا الموضوع الشائك الذي يهم فردا مهما هو: المرأة".

وتضيف: "أود أن أنقل إلى أخواتي في الله تجربتي المتواضعة التي خرجت منها أكثر سعادة، بعون الله وفضله ".

ثم تشرح حالها فتقول: "بلغت الأربعين من عمري ولم أتزوج، وأحمد الله على كل حال ارتضاه لي. في بداية أمري كنت أشعر بالحسرة والألم كلما خلوت بنفسي، وأندب حظي كلما تزوجت واحدة من صديقاتي. لم تكن لي شروط أو مواصفات محددة في الرجل الذي أرتضيه زوجا" فقد كنت مستعدة للقبول بأي رجل صالح. لكن السنين مرت دون أن يأتي هذا الرجل. صرت أعتزل الناس لأتحاشى نظرات الشفقة... ولم أنج منها تماما فقد كنت أراها في عيون والدي وإخوتي الذين كانوا يدعون لي كلما رأوني ". "وفي يوم من أواخر أيام شهر شعبان، ونحن نستعد لشهر رمضان المبارك، هداني الله إلى اقتناء مصحف خاص بي. صممت على ختمه. وجدت صعوبة كبيرة في قراءته بسبب انقطاعي عن القراءة طوال عشر سنين مضت ". "وجدت صعوبة كذلك في فهم بعض الآيات، فاشتريت كتاب تفسير، وصرت أقرأ فيه تفسير ما أتلوه من آيات الكتاب الحكيم. انتهى رمضان ولم ينته تعلقي بكتاب الله، فواصلت تلاواتي آيات الله وقراءة تفاسيرها ".

"وجاء اليوم الذي استوقفتني فيه آية في سورة الكهف{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}. تساءلت: ما معنى {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} وجدت في التفسير أنها كل عمل صالح ".

"عشقت الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وتسبيح و تحميد وتهليل وتكبير. وبدأت السعادة تملأ قلبي، والرضا يستقر في نفسي. حمدت الله حمدا كثيرا أن هداني إلى هذا الطريق وأرشدني إلى معالمه ".

تستدرك الأخت أم يمان فتقول:

"لكن هذه ليست دعوة للرهبانية، بل هي دعوة للرضا بقضاء الله وقدره ".

وتورد من ديوان الشافعي بيته الشهير:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء

وكذلك أبياته:
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت وذاك أعنت وذا لم تعن

وتختم بقولها: "لقد أطلت عليكم كثيرا، ولكن يعلم الله أني أريد منفعة المسلمين ".

ثم تذكر ملاحظة تقول فيها: "إن لم تكن رسالتي تستحق النشر فأنا أتفهم ذلك، فقد كتبت الرسالة وأنا في قمة انفعالي ".

يا أخت أم يمان؛ بل تستحق رسالتك النشر، بل والشكر والدعاء، ويكفي الصدق الذي كتبت به حروفها، والإخلاص الذي انطلقت منه كلماتها، والرضا الذي كان بين سطورها، والغاية النبيلة التي توجهت إليها معانيها.

بارك الله فيك، وأجزل لك الأجر على نصحك أخواتك، ووفقك إلى مزيد من هذا العطاء.


يتأخر زواجهن لأنهن... غير أنانيات!

في السابعة والثلاثين من عمرها. تعمل اختصاصية اجتماعية. تشرح سبب عدم زواجها حتى الآن بقولها: في أثناء دراستي في الجامعة، وأثناء عملي بعد تخرجي، تقدم لي كثير من الشباب الذين يرغبون في الزواج مني، ورغم ارتياحي إلى بعضهم، وعدم رفضي لهم،- فقد كانوا ذوي ثراء أو منصب علمي- ورغم قدرة الكثيرين منهم على تكوين أسرة والإنفاق عليها، فإنني كنت أرفض هذه الفرص للزواج حرصا على والدتي المريضة، التي لم يكن لها أحد غيري، لأن شقيقاتي صغيرات وغير قادرات على رعايتها من بعدي، بل كن هن في حاجة إلى من يرعاهن. لهذا رفضت الزواج في سن مبكرة حتى تكبر شقيقاتي ويصبحن قادرات على رعاية والدتنا بعد زواجي وتركي منزل أسرتي

لا يمكن لنا إلا أن نصف ما أقدمت عليه هذه الأخت بالتضحية والإيثار، وهما خلقان عظيمان، يدلان على نفس نبيلة، وقلب سليم.

إنها ابنة بارة بأمها، حريصة عليها، رحيمة بضعفها، تحررت من الأنانية وإيثار النفس.

ولكن، أما كان يمكن أن تتزوج هذه الأخت دون أن تتخلى عن أمها وعن أخواتها؟ هل يكون جزاء إيثارها وتضحيتهما أن تعيش بقية عمرها دون زوج وأولاد؟

أجل. كان يمكنها الجمع بين حبها لأمها وزواجها! ولكن متى؟ وكيف؟ حين يتقدم الخاطب إليها، ويعلم أن سبب رفضها الزواج منه هو رغبتها في رعاية أمها، فيزداد تعلقا بها، ورغبة فيها، وحرصا على الزواج منها، لأنها فتاة مرضية من أمها، وذات خلق جعلها تضحي، فيقول لها: والدتك والدتي، أرعاها كما ترعينها، وأبرها كما تبرينها، وأخواتك أخواتي، أتزوجك ونقيم معا في بيت ملاصق لبيت أمك وأخواتك، أو ينتقلون ليقيموا في بيت ملاصق لبيتنا.

هذا ما كان ينبغي أن يصدر عن أولئك الذين تقدموا إلى خطبتها، أو عن واحد منهم على الأقل، فمثل هذه البارة بأمها لا ينصرف عنها الرجل الحكيم البصير الراغب في زوجة تطيعه، وتحسن عشرته وتربية أطفاله.

لكنها الأنانية، وحب الذات، وعدم إدراك الأجر الذي يناله الرجل لو أعان هذه الفتاة على بر أمها ورعاية شقيقاتها، والزواج منها في الوقت نفسه.

وكأنما كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة (هند بنت أبي أمية بن المغيرة) ليتأسى به المسلمون فلا يمنعهم ما تحمله الفتاة أو المرأة من مسؤوليات تجاه أولاد وبنات، أشقاء لها أو أبناء، من الزواج منها. فقد تقدم إلى خطبتها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني مسنة ذات عيال، وأغار من النساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنك مسنة فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله عنك، وأما العيال فإلى الله ورسوله ".

إن الرغبة لتزداد في فتاة تضحي من أجل أهلها، وأرملة تحب أولادها وتحرص عليهم، لكن الواقع الحزين أن الرجال ينصرفون عن هؤلاء الفتيات والنساء، ويزهدون بهن، ويبحثون عمن تترك أولادها وأهلها من أجلهم وحدهم.

وتبقى كلمتان، الأولى لكل فتاة تجد نفسها مسئولة عن أبوين كبيرين أو عن أحدهما، أو أرملة أو مطلقة مسئولة عن أطفالها الصغار ولا تريد أن تتخلى عنهم: لا ترفضي الخاطبين؛ إنما صارحيهم بحالك، وأخبريهم أنك تحرصين على تحمل مسؤولياتك تجاه أهلك أو أولادك، وأنك تسعدين لو رضي المتقدم إليك بذلك، وشاركك فيه، وأنك مستعدة للزواج منه إذا قبل بحالك.

الكلمة الثانية لمن لم تتزوج بسبب تضحيتها، مثل تلك الفتاة التي بدأت بحكايتها كلامي هذا، أقول لها: لا تندمي على تضحيتك، فإن لك- إن شاء الله تعالى- لأجرا كبيرا، وثوابا عظيما، على إيثارك أهلك أو أولادك.