منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2019, 08:36 PM
  #59
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

4 - منزل المشركين في الخندق:
430 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر} قالت: كان ذاك يوم الخندق" (1).
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه كما قال الحافظ في الفتح تفسير آخر قال: "وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما {إذ جاءوكم من فوقكم} قال: عيينة بن حصن {ومن أسفل منكم} أبو سفيان بن حرب" (2).
وقد بين ابن إسحاق بسنده الذي ذكره في بداية غزوة الخندق ورجاله ثقات، وقد صرح هو بالتحديث، لكن الحديث مرسل ولذا فإنه يستأنس به تحديد الموقع الذي نزل فيه المشركون قال: (نزلت قريش بمجمع السيول في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وتهامة، ونزل عيينة في غطفان ومن معهم من أهل نجد إلى جانب أحد بباب نعمان، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف، والخندق بينهم وبين القوم، وجعل النساء والذراري في الأطام" (3).
وقد جاء تحديد موضع الخندق من حديث عمرو بن عوف المزني: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة عام حرب الأحزاب، حتى بلغ المداحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعًا" (4).
والحديث يستأنس به في هذا الموطن لأنه ليس فيه إثبات حكم شرعي أو غير ذلك، وإنما هو تحديد مكان تاريخي ألا وهو مكان الخندق.
5 - شعار المسلمين يوم الخندق:
431 - عن المهلب بن أبي صفرة قال: سمعت من يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان فقال: (إن بيتم فادعو حم لا ينصرون) (5).
المبحث الثاني: من مشاهد المعركة
1 - رجل المهمات الصعبة:
432 - من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "لما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الأطم (6) الذي فيه نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أطم حسان، فكان يرفعني وأرفعه، فهذا رفعني عرفت أبي حين يمر إلى بني قريظة، وكان يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق فقال: (من يأتي بني قريظة فيقاتلهم؟) فقلت له حين رجع: يا أبت تالله إن كنت لأعرفك حين تمر ذاهبًا إلى بني قريظة فقال: "يا بني أما والله إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجمع لي أبويه جميعًا يفديني بهما، يقول: (فداك أبي وأمى) (7).
433 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: "اشتد الأمر يوم الخندق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا رجل يأتينا بخبر بني قريظة؟ فانطلق الزبير فجاء بخبرهم، ثم اشتد الأمر أيضًا فذكر ثلاث مرات فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لكل نبي حواري والزبير حواري) (8).
2 - إشغال المشركين المسلمين عن الصلاة:
لقد ضيق أهل الكفر حصارهم على رسول الله وأصحابه في المدينة المنورة يوم الخندق حتى شغلوهم عن الصلاة، واستبسل الصحابة وأبدوا من ضروب الشجاعة الشيء الكثير أيضًا، وقد جاءت قصة إشغال المشركين النبي وأصحابه عن الصلاة من رواية عدة من الصحابة، وأجمع الروايات ما ثبت من:
434 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب، وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل "وفي رواية -قبل أن ينزل صلاة الخوف فرجالًا أو ركبانًا" فلما كفينا القتال وذلك قوله: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقام الظهر فصلاها كما يصليها في وقتها" (9).
435 - من حديث علي رضي الله عنه: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوم الخندق: (ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس) (10).
436 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "إن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس جعل يسب كفار قريش وقال: يا رسول الله، ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والله ما صليتها)، فنزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحان، فتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب" (11).
3 - مفاوضة الرسول زعيم بني غطفان لتخفيف الحصار:
437 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمَّد شاطرنا تمر المدينة فقال - صلى الله عليه وسلم -: (حتى أستأمر السعود) فبعث إلى سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وسعد بن مسعود، وسعد بن خيثمة، فقال: (إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وأن الحارث سألكم أن تشاطروه تمر المدينة، فإن أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد) فقالوا: يا رسول الله أوحي من السماء، فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك فرأينا نتبع هواك ورأيك، فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء، ما ينالون منا ثمرة إلا شراء أو قرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هوذا تسمعون ما يقولون)، قالوا: غدرت يا محمَّد، فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يا جار من يغدر بذمة جاره ..... منكم فإن محمدًا لا يغدر
وأمانة المري حين لقيتها ... كسر الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر (12)
4 - قتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود العامري:
438 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قتل رجل من المشركين يوم الخندق فطلبوا أن يواروه فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أعطوه الدية، وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبدود، قتله علي بن أبي طالب مبارزة" (13).
وقد جاءت قصة مبارزة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعمرو بن عبدود العامري مفصلة عند ابن إسحاق في السيرة مستقصاة ومستوفاة، إلا أنها مرسلة، ولم يصل بها ابن إسحاق إلى صحابي روى هذا الحديث، ولذلك لم أورد التفاصيل هنا، واقتصرت على ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه، من أن قاتل عمرو بن عبد ود العامري هو علي بن أبي طالب كما مر في الحديث السابق، الذي أوردناه.
هذا ما وصلت إليه بعد بذل الجهد فقد بحثت عن إسناد لهذا الحديث مفصلًا فلم أصل إلى ذلك، فاقتصرت على ما مضى، والله تعالى أعلم، فليس كل ما أورده أهل السير وأخذ مأخذ المسلمات ثبت عند أهل الحديث والمحدثين، فاعلم هذا أخي القارئ بارك الله فيك.
5 - سعد بن أبي وقاص يرمي رجلًا فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم:
439 - من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوق أنفه، ثم يقول هكذا يسفله، بعد قال: فأهويت إلى كنانتي، فأخرجت منها سهمًا مدمى، فوضعته في كبد القوس، فلما قال هكذا تسفل الترس رميت، فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس، مال وسقط فقال برجله هكذا، فضحك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أحسبه قال حتى بدت نواجذه، قال قالت: لم فعل، قال كفعل الرجل" (14).
.................................................. ........
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق حديث رقم: 4103.
(2) فتح الباري على صحيح البخاري في التعليق على الحديث السابق: 7/ 440.
(3) انظر تخريج السند أولًا في حديث رقم: 424 والحديث في السيرة لابن هشام: 2/ 315 - 316. وانظر فتح الباري: 7/ 400.
(4) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 130، رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجال ثقات.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 4/ 65، 289، 5/ 377، الترمذي في كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء في الشعار حديث رقم: 1682 أبو داود في الجهاد باب في الرجل ينادي بالثمار وصححه الحاكم: 2/ 107، وقد وصله من حديث البراء حيث قال في هذه الرواية: صحيح الإسناد على شرط الشيخين إلا أنه فيه إرسال فهذا الرجل الذي لم يسمه المهلب بن أبي صفرة البراء بن عازب" وقد أخرجه الحاكم أيضًا في نفس الصفحة عن البراء بن عازب بإسناد المهلب وصرح فيه باسم البراء.
(6) الأطم: بناء مرتفع كالحصن.
(7) أخرجه البخاري في مناقب الصحابة باب مناقب الزبير رقم: 3720، مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل طلحة والزبير رقم: 2416، أحمد فى المسند: 1/ 164، 166.
(8) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب مناقب الزبير رقم: 3719، مسلم في الفضائل باب فضائل طلحة والزبير حديث رقم: 2415، الترمذي في المناقب باب مناقب الزبير: 3745، ابن ماجه في المقدمة باب فضائل الزبير: 122، الحميدي رقم: 1231، أحمد في المسند: 3/ 307 ,314 ,338 ,365.
(9) أخرجه النسائي في كتاب الأذان باب الأذان للفائت من الصلوات: 2/ 17، أحمد في المسند: 3/ 25، 49، 67، البيهقي في السنن: 1/ 402، والشافعي في الأم: 1/ 75، الدرامي في السنن: 1/ 358 وصححه ابن حبان: 285، وغير ابن حبان وإسناده صحيح، وقال ابن سيد الناس (هذا إسناد صحيح جليل)، ورواه الطيالسي برقم: 2231، وصححه ابن السكن كما قال ابن حجر في التلخيص ص: 73.
(10) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق رقم: 4111، مسلم في المساجد باب التغليظ في تفويت صلاة العصر رقم: 627، أبو داود في الصلاة باب في وقت الصلاة حديث رقم: 409، النسائي كتاب الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر: 1/ 236، ابن ماجه في الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر حديث رقم: 684، أحمد: 1/ 79، 81، 113، 122، 126، 135، 137، 146 ,150، 152.
(11) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق رقم: 4112، مسلم في المساجد باب الدليل لمن قال أن الصلاة الوسطى صلاة العصر حديث رقم: 631، الترمذي الصلاة باب في الرجل إذا فاته الصلوات بأيهن يبدأ رقم: 180، وقد جاء شبيها بما سبق من حديث ابن مسعود عند مسلم برقم: 628 المساجد باب التغليظ في تفويت صلاة العصر، الترمذي الصلاة باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيهن يبدأ رقم: 179، ابن ماجه الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر رقم: 686، أحمد في المسند: 1/ 404، 456.
(12) كشف الأستار عن زوائد البزار رقم: 1803 وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 132 رواه البزار والطبراني ورجال البزار والطبراني فيهما محمَّد بن عمرو وحدثه حن وبقية رجاله ثقات، والسخبر: شجر تألفه الحيات فتسكن في أصوله.
(13) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 32 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقد جاء أيضًا من حديث ابن شهاب الزهري وهو مرسل عند الحاكم: 3/ 32 وقال إسناد هذا المغازي صحيح على شرط الشيخين، قد أورد الآثار عن ابن إسحاق الحاكم: 3/ 23 - 34، فانظر هناك إن أحببت الاستزادة.
(14) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 135 - 136، رواه أحمد والبزار إلا أنه قال كان رجل معه ترسان وكان سعد راميًا فكان يقول كذا وكذا بالترسين يغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه يعني جبهته والباقي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح غير محمَّد بن محمَّد بن الأسود وهو ثقة، وانظر كشف الأستار: 1808.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس