منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لا أحب الإجتماعات ( رجل الرجال )
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2011, 07:10 AM
  #7
hasarym
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية hasarym
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,739
hasarym غير متصل  

أمي _ حفظكِ الله _


أمي لمَ كان و مازال بيننا حاجز .. أنا ابنتكِ لمَ كنتِ تظنين أنني
و بحملي شهادة صغيرة و بمعرفتي القراءة والكتابة .. صرتُ
أفهم منكِ و أعلم .. مستحيل طبعاً يا أمي
أنت الأكبر والأعظم و الأخبر في الحياة .
أمي
كم كنتِ حنونة لكنكِ لم تكوني تظهري حنانكِ لي ..
العالم أجمع الجيران و الأقارب كانوا ومازالوا يرونك كتلة من الطيبة والحنان و الاهتمام
بالآخرين والسؤال عنهم و زيارتهم
و الاتصال الهاتفي بهم مهما كانوا بعيدين في مدن أخرى أو حتى دول أخرى ..
كان أبي يقول عنكِ : وكيلة آدم على ذريته .
ربما كان حنانك وحنيتكِ واضحة مع الجميع ماعدا نحن أبنائك
ربما لأنكِ لم تشعري بالحنان في أحضان جدتي التي عاشت معظم حياته تعاني من السحر ..
ربما هذا ما جعلها تكون قاسية معنا ومعكِ .
أمي
أعرف أنكِ كنتِ تحبين أباكِ أكثر
فقد سهر على تربيتكم و كذلك سهر على مداراة جدتي المريضة
و من قبلها زوجته الأولى
لم يكن جدي شخصاً عادياً .

فاسمحي لي يا أمي أن أخبركِ أني مثلكِ كنتُ أحب أبي أكثر منكِ
أتعلمين أن شعوري بحب أبي أكثر منك يؤلمني ويشعرني بالذنب
نحوكِ لأن حق الأم أعظم .. ولأني لم أعيش شعور الحميمية بين
البنت وأمها لم أعيش لحظات الحب والاحتضان و الاحتواء
لم أشعر يا أمي يوماً أنكِ صديقتي
كنتُ مع نفسي و كانت نفسي معي و كنتُ أحتضن نفسي و أبكي و أنام .
أمي
لماذا جعلتني أتخبط في حياتي
حينما بلغت كانت أصعب الأيام لأنكِ لم تخبريني شيئاً عن البلوغ
و حينما تعرضت للموقف المحرج و بكيت لأول مرة أمام الجميع
قلتِ : إن هذا يحدث لكل الفتيات .
أمي
قبل زواجي كنت في حالة يرثى لها .. كنتِ ترينني لكنكِ لم
تعرفي خوفي من المجهول الذي كنت مقدمة عليه
لم أكن لأخبركِ فقد كنت فقط أخبر نفسي .. أنت لم تعرفي حتى اليوم لم كنت أصاب بنوبات بكاء هستيرية
و لماذا هدأت النوبات بعد مدة ..
لقد احتضنتني نفسي وقالت : الزواج لن يتم وأنتِ ستموتين قبل موعد الزفاف .

و حين تأخرت في الحمل و الإنجاب قال الطبيب إني سليمة لكن عقلي يرفض أن أكون أماً .
أمي
أنا لا أعرف كيف تكون الأم .. أحاول الكثير في سبيل طرق التربية لكنني أتخبط ..
و أخشى في نهاية المطاف أن أكون صورة عنكِ .

أعتذر يا أمي
لأنني ابنتكِ التي لا تعرفينها على الحقيقة .
أمي هل نحن غريبتان عن بعضنا ؟

في كل حمل لي و حينما تحين الولادة أذهب للمستشفى وحدي
دون أن أخبركِ .. و أؤكد على زوجي أن لا يخبر أي كان إلا بعد خروجي من غرفة الولادة سالمة ..
حتى لا يصلكِ الخبر أنني أتألم .. هل أنا صادقة في هذا !

و في كل مرة بعد خروجي من المستشفى و عودتي للمنزل
و حين تأتين للعناية بي أجد صعوبة في أن أتقبل خدمتكِ لي
فاضطر للاستيقاظ قبلك و إعداد الفطور لكِ قبل أن يكون لي
اضطر للوقوف في المطبخ و الطبخ و أقول لنفسي :
أمي امرأة كبيرة و أنا لا أريد أن أتعبها معي
هل أنا صادقة هنا !
أم أني أخدع نفسي و أتصرف معكِ كامرأة غريبة عني
و لستِ أمي التي يجب أن تكون أمي .

احتاج إليكِ يا أمي
أحتاج لضمة الصدر
خذيني في ذراعيكِ
و ضميني مدى العمر
خذيني في ذراعيكِ
و ضميني مدى العمر
__________________

رد مع اقتباس