جميل شرحك، الحقيقة لفت انتباهي شيء
كنت منذ أكثر من عشرة سنوات وأثناء اهتمامي بالمغرب بشكل عام قرأت تقرير في مجلة عن الأمازيغية ولغتها والمطالبات التي كانت تحدث لتعتبر لغة رسمية في البلد وتكون لغة تعليم واعلام وغيره سواء في المغرب أو في الجزائر، وكان التقرير يشير إلى أن الغرب يريد أن ينشر الفتنة في البلاد المغاربية ولكِ يحارب اللغة العربية من خلال التحريض للأمازيغ ونشر العصبية العرقية لتفكيك البلاد، وبغض النظر عن صدق هذا التقرير وصوابه من عدمه إلا أنه في الواقع ومن خلال متابعتي الدقيقة أن الأمازيغيين ليس لديهم التعصب العرقي أو الاعتزاز المبالغ به كما يحدث مثلاً عن بعض الأعراق في كثير من بقاع العالم، كما أن قضية الأمازيغية والمطالبات لاتحتل الكثير من مساحة أذهانهم، صحيح أن هناك حركات صغيرة ومثقفين أمازيغ يطالبون بذلك ولكن هؤلاء لايشكلون شيئاً كبيراً، وهم مثلهم مثل كثير من الحركات التي مرت على مدار التاريخ الحديث منذ منتصف القرن الماضي تخرج حركة من هنا وهناك ثم تندثر كما حدث في مطالبة ثلة من المثقفين المصريين للاستقلال عن العربية واعتماد اللهجة المصرية كلغة فرعونية وهكذا، بالرغم من أن الأمازيغية واقع حقيقي كلغة وكعرق إلا أنها لم تشكل مشاغبة كبيرة للحكومة وللدولة ولم تسبب أي مشاكل كما يحدث على سبيل المثال للأكراد مع الحكومة التركية ومشاكلهم الكثيرة وحصولهم على حقوق تتعلق بهويتهم ولغتهم وإلخ... إلى أن وصل للمطالبة بل والمقاتلة على استقلال دولتهم على أساس عرقي! وهذا الهاجس غير موجود عن الأمازيغ نهائياً بل هم أقرب إلى السلم منه إلى الحرب ويحبون الهدوء والاستقرار والمعايشة، بل إن الحكومة والدولة بشكل عام تجاوبت مع المطالبات وجعلت اللغة أمازيغية ولم تقاوم أو تحارب وهذا ذكاءً منها لأنه تعرف في الأصل أن فكرة النزاع والشقاق غير موجودة عن هؤلاء القوم وربما ذلك يرجع إلى الطبيعة الأمازيغية المسالمة التي تألف الجميع وليس لديها الميل إلى العنف، والجميل في المغرب أن حكاية أمازيغي مقابل عربي لاتكاد تسمعها نهائياً كما يحدث في كثير من الدول من خلال الأعراق المختلفة، فالمرء لايشغل هاجسه هناك حسب علمي هل أنتَ أمازيغي أم عربي، والجميع في بوتقة واحدة لافرق بينهم ولاتفضيل في التعليم ولا في التوظيف ولا غيره لعرق عن آخر، وهذه ميزة كبيرة تريح الدولة والشعب للمزيد من الاستقرار بعيداً عن التناحر.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..