منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - قراءة يومية في السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2016, 12:48 PM
  #4
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: مع الحبيب في روضة الأنوار

اللقاء الرابع من لقاءات السيرة العطرة
بقاء النبي صلي الله عليه وسلم - في بني سعد بعد الرضاعة :
وكانت حليمة تأتي بالنبي - صلي الله عليه وسلم - إلى آمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها في بني سعد ، فلما اكتملت مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقائه - صلي الله عليه وسلم - عندها ، لما رأت من البركة والخير . فطلبت من أم النبي - صلي الله عليه وسلم - أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه - صلي الله عليه وسلم - بذلك ، ورجعت به حليمة إلى بيتها مستبشرة مسرورة ، وبقي النبي - صلي الله عليه وسلم - عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً في حليمة وزوجها حتى ردا النبي - صلي الله عليه وسلم - إلى أمه . وتلك الحادثة هي شق صدره - صلي الله عليه وسلم - وإليكم بيان ذلك .

شق الصدر :
قال أنس بن مالك رضي الله عنه - : إن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه – أي ضمه وجمعه – ثم أعاده في مكانه .
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره ( وهي المرضعة ) – فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أي متغير اللون .
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .

إلى أمه الحنون :
ورجع النبي - صلي الله عليه وسلم - بعد هذا الحادث إلى مكة ، فبقي عند أمه وفي أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدي بن النجار ، وكان معها قيمها عبد المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هي في الطريق لحقها المرض ، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .
إلى جده العطوف :
وعاد به - صلي الله عليه وسلم - جده عبد المطلب إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها إلى أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ، ويجلسه على فراشه الخاص الذي لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً في المستقبل ، ولكنه توفي بعد سنتين حين كان عمره - صلي الله عليه وسلم - ثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام .

إلى عمه الشفيق :
وقام بكفالته - صلي الله عليه وسلم - عمه أبو طالب شقيق أبيه ، واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله في قليله ، حتى كان طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول - صلي الله عليه وسلم - مثال القناعة والصبر ، يكتفي بما قدر الله له .

سفره إلى الشام وبحيرا الراهب :
وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام في عير قريش ، وكان عمره - صلي الله عليه وسلم - اثنتي عشرة سنة – وقيل : وشهرين وعشرة أيام – فاستعظم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى – وهو بحيرا الراهب – فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي - صلي الله عليه وسلم - فأخذ بيده ، وقال
" هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين " .
قالوا : وما علمك بذلك ؟
قال : "إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده في كتبنا " .
ثم أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود والرومان ، فرده أبو طالب إلى مكة .
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس