حياك الله أخي الفاضل

أشكرك جزيل الشكر لكلامك الجميل

ولحسن ظنك بي

اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون

موضوع الانفصال سبب لي صدمة نفسية فوق ما كنت أعيشه من حالة نفسية سيئة

تلك الفترة كنت أعاني بشدة من الوسواس القهري

وكنت قلقا جدا من واحد من أهم الأمور في حياتي

فقد أزف وقت مناقشتي لرسالة الدكتوراه

وكنت قلقا جدا من هذا الأمر

والقلق النفسي يذكي الوسواس ويزيده شراسة

وزاد الأمر سوءا بعدما أعلنت طليقتي رغبتها في الانفصال

ومع الأسف اختارت وقتا سيئا كاد ينسف حياتي العلمية والوظيفية

وكاد يضيع جهد السنوات التي عكفت فيها على الدراسة

فلم أكن أدر بأي شيء أنشغل

أبأمر الانفصال ومحاولة ثنيها عن ذلك وما يتبعه من قلق نفسي شديد في التفكير في حياة ما بعد الانفصال ومستقبل الأبناء

أم أفكر في الرسالة ومراجعتها والاستعداد للمناقشة وما يتطلب ذلك من وجوب التفرغ الذهني والنفسي

مررت بظروف صعبة جدا لا يعلم بها إلا الله

وناقشت الرسالة بعد الخلع بشهر وحصلت على الدرجة ولله الحمد

لكن كانت في نفسي غصة وحرقة وحزن على الشتات الأسري الذي حصل فلم أفرح كثيرا بالدرجة التي حصلت عليها

وبعد كل هذا وجدت طليقتي تتمنن في محادثتها مع أخي وتقول له أنا وقفت مع أخيك حتى حصل على الدرجة !!

سبحان الله!! كادت تتسبب في إضاعة مستقبلي ثم جاءت تتمنن!!

وكما ترى أخي الكريم الدواعي إلى كرهها كثيرة لكن عجزت أن أكرهها!!

ذكرياتها الجميلة معي أكثر من مواقفها السيئة المفاجئة التي ظهرت قبل الخلع وأثناءه وبعده

ولم أعتد على نكران الجميل وإن هي أسرفت في نكرانها لفضلي

فهي كثيرا ما تذكرني بسوء عند أبنائي

ذكر لي ابني الكبير أمس أنها قالت له إن أباكم يربيكم على حب الفلوس!!

لا أدري ما الداعي إلى هذا الكلام

وابني متضايق جدا من كلامها عني

لأنه يحبني ولا يرضى أن أُذكر عنده بسوء

لكنه ضعيف الحيلة ليس بيده أن يمنع أمه

ولا أريده أن يمنعها أو يجادلها فهو مطالب ببرها

مر على الخلع ١٠ أشهر

ولم أفق إلى الآن من صدمة الانفصال

ولا من صدمة زواجها

لكني لست مستسلما لوضعي

فأنا أجاهد نفسي على نسيانها

وأحاول أن أسلم بقضاء الله وقدره

وأنا أعلم أن الخير فيما يختاره الله

وما حصل لي ما حصل إلا لحكمة

وإن كنت أجهل أبعاد المصلحة فيها لكن في طياتها الخير ولاشك

فاللهم ارزقني الرضا بقضائك

والحمد لله دائما وأبدا

أما الحضانة فقد تنازلت لها عنها لأني لم أظن أنها ستتزوج بسرعة

وكان الأصلح للأبناء أن يبقوا في مكة

لأن عملي في الشمال.. ومرافقتهم لي صعبة جدا

لن يطيقوا تحمل برد الشمال.. ولا البعد عن عماتهم وخالاتهم

لو كنت مستقرا في مكة لكان يمكن لي أن أنازعها في أمر الحضانة

خاصة حضانة الولدين بخلاف البنت فلن ترضى الابتعاد عن أمها

لكن وضعي الآن لا يسمح لي بأن أقدم دعوى جديدة للحضانة

إلا إذا قررت هي الإقامة في ينبع

فهنا سيغترب الأبناء لا محالة

إما يغتربون معها أو يغتربون معي لو أخذت حضانتهم

والغربة في بلد والدهم خير لهم من الغربة في بلد والدتهم

لكن على أي حال لي معاملة نقل خدمات إلى مكة

وأرجو أن يُوافَق عليها لكني أرى أن نسبة الموافقة عليها ضعيفة

وإن نقلت إلى مكة سيكون لكل حادث حديث بإذن الله

شكر الله لك أخي الفاضل على ردك ومشاركتك لأخيك في معاناته

كتب الله أجرك

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!