منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ملف كامل عن العادة السرية .
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2006, 04:14 PM
  #12
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
.العلاج

ينبغي أن يعلم الشاب والفتاة أنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهلة من جهلة، إن الله تعالى هو الذي خلق الناس ويعلم دواخلهم وغرائزهم، وهو الذي شرع لهم شرعه، فلا يمكن أن يأمر الله تبارك وتعالى الناس بما لا يطيقون فعله، ولا أن ينهاهم عما لا يطيقون تركه، ومن أهم وسائل العلاج لهذا الداء.

.قوة الإيمان:

إن الإيمان بالله عز وجل هو العاصم- بعد توفيق الله سبحانه- للعبد من مواقعة الحرام . أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"( رواه البخاري (2475) ومسلم (57)) إذاً فحين يعمر الإيمان قلبك، ويملأ فؤادك ومشاعرك فلن تتجرأ بإذن الله على محارمه.

فالإيمان يردع صاحبه عما حرم الله تعالى، والإيمان يوجد في القلب الحلاوة واللذة التي لا تعدلها حلاوة الشهوة ولذتها، وأين تأتي هذه الشهوة العاجلة من تلك اللذة، والإيمان يملأ القلب بمحبة الله تبارك وتعالى فلا يبقى في القلب إلا حب الله عز وجل وحب مايحبه تبارك وتعالى، وشتان بين ذلك وبين الهوى والعشق، لكن من لم يذق لذة الإيمان لا يدرك هذا المعنى ولا يقتنع به، والإيمان يجعل العبد في كنف الرحمن فلا يتسلط عليه الشيطان } إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بـِهِ مُشْرِكُونَ{ (النحل:99-100) }إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{ (الحجر:42) .

والمؤمن لو وقع مرة فسرعان ما يفيق؛ فقد وصف الله تعالى عباده بقوله } إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ{ (لأعراف:201).

فاحرص أخي واحرصي أختي - رعاكم الله - على تعاهد بذرة الإيمان في قلوبكم فهي حين تنمو تثمر سعادة الدنيا والآخرة.

.الوقاية قبل العلاج

أي الطريقين أسهل على نفسك وأي السبيلين تختار ؟ أن تطلق العنان لنفسك وتفتح الأبواب على مصارعها ، ثم تظل تدافع الشهوة وتصارعها؟ أو أن تغلق الأبواب وتسدّ الذرائع ؟

إن العاقل الحصيف والكيّس الفطن يختار غلق الباب وسدّ الذريعة . بل إنه المنهج الشرعي ... فهل من العقل واتباع الشرع أن تطلق النظر فيما حرّم الله عز وجل ثم تشتكي من الشهوة واستيلائها على قلبك ؟ وهل يليق بك أن تتصفح المجلات الهابطة، أو تتابع الأفلام الساقطة، ثم تسأل أين طريق العفة؟ وهل تريد النجاة وأنت تسمع أغاني الحب والغرام الساقطة؟

أخي الشاب أختي الفتاة إن أردتم النجاة فاختصروا الطريق من أوله، وأغلقوا الباب الذي تأتيكم منه الريح، وأنتم أعلم بأنفسكم، فأي طريق (زميل، كتاب، مجلة، شريط....) يدعوكم للمعصية ويثير فيكم الغرائز الكامنة فقلوا له هذا فراق بيننا وبينك .

.وصفة نبوية ناجعة:

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى كل ذي حق حقه، ونصح لكل الأمة. أتراه يترك هذا الأمر دون توجيه أو بيان؟ حاشا لله بأبي وأمي ماترك خيراً إلا دل عليه، ولا شراً إلا حذر منه، ولذا لم يكن صلى الله عليه وسلم ليترك هذا الأمر دون بيان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يامعشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"( رواه البخاري (5065) ومسلم (1400))، فيالها من وصفة ناجعة من طبيب القلوب والأبدان .

ففكر جادا بالزواج ولا تخش الفقر فالله يعدك -ومن أصدق وعدا منه؟- }وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{ (النور:32) ويخبر صلى الله عليه وسلم أن من تزوج بنية صالحة أعانه الله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف"( رواه الترمذي (1655) والنسائي (3120) وابن ماجه (2518)).

وبادري أختي بالقبول بالزوج الصالح؛ فالتأخير مخالفة للسنة، ومدعاة للوقع في الحرام، وقد يلجئ الفتاة إلى القبول بمن لاتحب.

إن النكاح يتيح للزوجين صرف الشهوة في الحلال، دون ضغوط أو آثام، بل يؤجران على ذلك ويثابان؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا : يارسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال :"أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجراً" (رواه مسلم (1006)).

وقال عبدالمؤمن المغربي : "ورجل بلا بعل كرِجْل بلا نعل ، والعزوبة مفتاح الزنى والنكاح ملواح الغنى، ومن نكح فقد صفد بعض شياطينه، ومن تزوج فقد حصن نصف دينه، ألا فاتقوا الله في النصف الثاني، فإن خراب الدين بشهوتين : شهوة البطن وهي الصغرى، وشهوة الفرج وهي الكبرى، فاعمر الركعتين وأحكم الحصنين" .

وهاهم عقلاء الغرب -إن كان فيهم من يعقل - هاهم ومع هذه الإباحية السافرة، والفجور تتنادى أصواتهم في المطالبة بالزواج المبكر يقول ول ديورانت: " ولسنا نرى مقدار الشر الاجتماعي الذي يمكن أن نجعل تأخير الزواج مسؤولا عنه، ولا ريب أن بعض هذا الشر يرجع إلى ما فينا من رغبة في التعدد لم تهذب .. ولكن معظم هذا الشر يرجع في أكبر الظن في عصرنا الحاضر إلى التأجيل غير الطبيعي للحياة الزوجية، وما يحدث من إباحة بعد الزواج فهو في الغالب ثمرة التعود قبله، وقد نحاول فهم العلل الحيوية والاجتماعية في هذه الصناعة المزدهرة، وقد نتجاوز عنها باعتبار أنها أمر لا مفر منه في عالم خلقه الإنسان -هكذا قال-، وهذا هو الرأي لمعظم المفكرين في الوقت الحاضر غير أنه من المخجل أن نرضى في سرور عن صورة نصف مليون فتاة أمريكية يقدمن أنفسهن ضحايا على مذبح الإباحية، ولا يقل الجانب الآخر من الصورة كآبة لأن كل رجل حين يؤجل الزواج يصاحب فتيات الشوارع ممن يتسكعن في ابتذال ظاهر " .

ويقول : " كان البشر في الماضي يتزوجون باكراً، وكان ذلك حلا صحيحاً للمشكلة الجنسية ، أما اليوم فقد أخذ سن الزواج يتأخر، كما أن هناك أشخاصاً لا يتوانون عن تبديل خواتم الخطبة مراراً عديدة، فالحكومات التي ستنجح في نص القوانين التي تسهل الزواج الباكر ستكون جديرة بالتقدير؛ لأنها تكشف بذلك أعظم حل لمشكلة الجنس في عصرنا هذا ".

فحري بالشباب والفتيات أن يبادروا بالزواج ويحصنوا أنفسهم؛ فإعفاف النفس يستحق أن يبذل الإنسان من أجله الشئ الكثير.

.الصيام:

حين لا يتيسر أمام الشاب والفتاة أمر الزواج، فثمة حلّ آخر إنه الصيام، فلم لا تفكر أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أو يومي الإثنين والخميس؟

إن الصيام كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم جنة ووقاية من النار(رواه النسائي (2231) وابن ماجه (1639) وأصله في الصحيحين.)، وهو مع ذلك طريق لمضاعفة الجزاء قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى :"كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"( رواه البخاري (1904) ومسلم (1151))، وأخبر تبارك وتعالى أنه فرض علينا الصيام لتحقيق التقوى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُـمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (البقرة:183).

إن الصوم مع مافيه من الوقاية من الانسياق وراء الشهوة، ومن الأجر العظيم عند الله، يربي في الإنسان قوة الإرادة والصبر والتحمل، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها . فبادر أخي وبادري أختي وفقني الله وإياكم لذلك، واجتهدوا في صيام ماتستطيعون من الأيام.

.إياك والصغائر:

قد تدعوك نفسك للتساهل ببعض الصغائـر ( النظر، المقدمات ....) وقد يتطور إلى الخلوة المحرمة، ولا شك أن الصغائر ليست كالفواحش الكبيرة لكن :
__________________