منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - شؤم المعصية واضرارها على الفرد والأمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2004, 01:19 PM
  #4
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
ثانيا :من عقوبات الذنوب والمعاصي على الأفراد :

بسم الله الرحمن الرحيم

التكملة : الفقرة الثانية

ثانيا :من عقوبات الذنوب والمعاصي على الأفراد :

للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن

في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، ومنها :


حرمان العلم

فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور

قال الشافعي لرجل: أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .


حرمان الرزق

وفي المسند:( إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه) .

فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي .

وحشة في القلب

وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله

وهذا أمر لا يحس به إلا من قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام .


تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه .

ظلمة يجدها في قلبه (حقيقة)

يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام .

حرمان الطاعة:

فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه أنه صد عن طاعة الله

فالعاصي يقطع عليه طاعات كثيرة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها .


سبب لهوان العبد علي ربه إن المعصية سبب لهوان العبد على ربه

قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم

وإذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد . ( ومن يهن الله فما له من مكرم) .


المعاصي تفسد العقل

فإن للعقل نور والمعصية تطفئ نور العقل إذا طفئ نوره ضعف .

ونقص قال بعض السلف ما عصى الله أحد حتى يغيب

عقله وهذا ظاهر فإنه لو حضره عقله لمنعه عن المعصية .

سواد القلب :

فإن الذنوب إذا تكاثرت طُبعِ على قلب صاحبها كما قال بعض السلف

في قول الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )

الران هو الذنب بعد الذنب .
فلا تستهون بالذنوب الصغيرة ،

قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يَقُولُ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ

عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ

وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا )

مقطع من حديث رواه مسلم.


ويقول الرسول الكريم صلوات ربى عليه وسلامه :

إياكم ومحقرات الذنوب فإنهم يجتمعن على العبد حتى يهلكنه .


يقول أنس بن مالك رضى الله عنه :

إنكم تعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على

عهد رسول الله من الموبقات . قال تعالى :

{إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم

وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}سورة النور:آية 15


المعصية تقصر العمر وتمحق البركة،

فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقصه.

فإذا أعرض العبد عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت

عليه أيام حياته الحقيقة التي يجد إضاعتها يوم يقول يا ليتني قدمت لحياتي.


يقول ابن القيم ما معناه :

يا صاحب الذنب إياك أن تأمن عواقب الذنب،

وفرحك بالذنب وأنت تفعل الذنب اشد عند الله من الذنب –

وإذا فرحت أنك قدرت على ذنب فارتكبته فهو أشد وأصعب عند الله من ارتكاب الذنب -

وفرحك وأنت تفعل الذنب ولا تبالي بنظر الله إليك أشد عند الله من الذنب،

وحزنك على فوات الذنب أشد عند الله من الذنب .

وحرصك على أن تستر نفسك وأنت تفعل الذنب ولا يضطرب

قلبك لنظر الله إليك أشد عند الله من الذنب ،وقلة حيائك من الملك

الذي يكتب أعمالك أشد من الذنب.

وللموضوع بقية
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129