هند

تعلمين أننا نتحدث كثيراً
أنا وأنتِ صديقتان منذ القدم ..
آه يا هند
إن في القلب ندوب و جراح
فاخبريني بالله عليكِ كيف تواصلين المسير ..
كيف ترين الحياة
كيف هو شكل الغد
أيأتي بأزهار ملونة و فراشات محلقة و شمس وقمر
أم أنه غدٌ أسود حالك
ليل بهيم لا آخر له
وجه مسخ يطاردني في اليقظة والمنام
هند
لما خفتي من المرأة التي كانت في الممشى ..
ولما تخيلتِ أنها نظرت إليك بطريقة غريبة
لما اقشعر بدنكِ من مجرد نظرتها
لما نما لديكِ شعور مزعج و عدم رغبة
في الخروج للمشي في الصباح ؟
مَن تلك المرأة ؟!
لماذا افترضتِ أنها تتعامل مع الجن ..
لماذا لديك شعور أنكِ تشعرين بطاقات الأرواح في الأماكن ..
لا تجعلي هذه الفكرة تسيطر عليكِ
اطرديها حالاً من رأسكِ
هل مازلتِ تقولين أنكِ تخافين من الجن
ألم أعلمكِ في المرة الماضية أنهم لن يُسلطوا عليكِ
إلا بإذن الله
ألم أخبركِ أن الله يحميكِ منهم
حينما تقرئين القرآن و حينما ترددين الأذكار .

هند
تهربين من الموضوع الأصلي الذي يجب أن تتحدثي فيه
هل لديكِ شيء تخفينه عني ؟!
ليس لدي ما أخفيه أنا أمامكِ واضحة كالماء النقي
نقية الروح أنا .. لم أفكر يوماً في إيذاء مخلوق ..
بالعكس أحترم النملة التي تعمل في خدمة الجماعة ..
أسمح لها بالعيش وطلب الرزق
كلما صاحوا أين المبيد .. النمل .. النمل
قلتُ في نفسي ما لكم و للنمل إن هم إلا أمم أمثالنا
فدعوهم يترزقون الله .

اللهم إن كان هناك من أساء إليّ في غابر الأزمان
أو سيكون من سيسيء إليّ في قابل الأيام
اللهم أعني عن العفو عنهم أجمعين .

هند
ماذا فعلتي بموضوع النقد
هل مازلتِ حساسة لكل نقد يوجه إليكِ من قبل الآخرين ..

زمن النقد انتهى و أنا اليوم أحاول النزول على عتبات الصديقية
و لن يبلغ المرء الصديقية حتى يكون مدح الناس و ذمهم عنده سواء
لن أغتر بمدح المادحين
و لن أحزن لذم الذامّين

فأنا اعرف الناس بنفسي من نفسي .
هند

__________________