منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-2018, 09:42 PM
  #13
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

3 - إيذاء عقبة بن أبي معيط للرسول صلى الله عليه وسلم
79 - من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه، فَيَضَعُهُ في كتفي محمَّد إذا سجد.
فانبعث شقي القوم فأخذه، فلما سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، قال فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والنبي ساجد، ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة.
فجاءت، وهي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت تشتمهم، فلما قضى النبيُّ صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم. وكان إذا دعا، دعا ثلاثًا، وإذا سأل، سأل ثلاثًا، ثم قال: (اللهم عليك بقريش) ثلاث مرات.
فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال:
(اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط). وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق! لقد رأيت الذين سمَّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب: قليب بدر) (رواه مسلم).
وأما السابع ففي رواية البخاري: (عمارة بن الوليد).
80 - ومن حديث عبد الله بن مسعود أيضًا قال:
"بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وأبو جهل بن هشام، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، ورجلان آخران كانوا سبعة، وهم في الحجر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فلما سجد وأطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها، فنكفئه على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط، فأتى به فألقاه على كتفيه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم، ليس عندي منعة تمنعني، فأنا أذهب إذ سمعتُ فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه، ثم استقبلت قريشًا تسبهم، فلم يرجعوا إليها شيئًا.
ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: (اللهم عليك بقريش ثلاثًا، عليك بعتبة وعقبة وأبي جهل وشيبة)، ثم خرج من المسجد، فلقيه أبو البختري بسوط يتخصر به، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خل عني، قال: علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك، فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غير مخلّ عنه أخبره، فقال: (إن أبا جهل أمر فطرح عليّ فرث)، قال أبو البختري: هلَّم إلى المسجد.
فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فطرح عليه الفرث قال: نعم. قال فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثار الرجال بعضها إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل: ويحكم هي له، إنما أزاد محمَّد أن يلقي بيننا العداوة،
وينجو هو وأصحابه" وفي رواية: فلما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه: (حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد اللهم عليك الملأ من قريش).
4 - اجتماع الملأ من قريش وضربهم الرسول
81 - من حديث أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها:
ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: "كان المشركون رفعوا في المسجد عمدًا ليروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك، إذ أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاموا إليه بأجمعهم، فأتى الصريخ إلى أبي بكر، فقالوا: أدرك صاحبك، فخرج من عندنا، وإن له لغدائر أربع، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلًا يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟ قال: فَلهَوْا عن رسول - صلى الله عليه وسلم -، وأقبلوا على أبي بكر - رضي الله عنه -، قالت: فرجع إلينا أبو بكر، فجعل لا يمس من غدائره إلا جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام" (قال الحافظ في الفتح: رواه أبو يعلى بإسناد حسن).
82 - من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال:
"إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإساف، لو قد رأينا محمدًا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة - رضي الله عنها - تبكي حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، فقال: يا بنية أريني وَضُوءًا، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه رجل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: شاهت الوجوه، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرًا" (صححه أحمد شاكر).
المبحث الثامن: عدوان المشركين على مستضعفي المسلمين
83 - من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمار بن ياسر، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد" (قال الحاكم: صحيح الإسناد).
84 - من حديث عثمان بن عفان قال: "أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخذًا بيدي نتمشى بالبطحاء، حتى أتى على آل عمار بن ياسر، فقال أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت" (قال الهيثمي في المجمع: 9/ 293 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
وفي رواية قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار: (اصبروا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة) (قال الهيثمي في المجمع: 9/ 293 رواه الطبراني ورجاله ثقات).
85 - ومن حديث جابر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله -عَزَّ وَجَلَّ- فقال: (أبشروا آل ياسر، موعدكم الجنة) (رواه الحاكم في المستدرك: 3/ 388، وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه).
86 - عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: "قال أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو في ظل الكعبة متوسدًا بردة له، فقلنا: يا رسول الله، ادع الله -تبارك وتعالى- لنا، واستنصره. قال: فاحمر لونه أو تغير، فقال: (لقد كان من كان قبلكم يحفر له حفرة ويجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق، ما يصرفه عن دينه، ويمشي بأمشاط من الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب، ما يصرفه عن دينه، -وليتمَّن الله -تبارك وتعالى- هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون) (رواه البخاري).
87 - من حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: (كنت رجلًا قينًا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لن أكفر به حتى تموت، ثم تبعث. قال: وإني لمبعوث من بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد. قال فنزلت: {أفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} " (رواه البخاري في التفسير: تفسير سورة مريم).
88 - من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة حتى غشي عليه، فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله! فقالوا: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر المجنون".
وزاد البزار في رواية: "فتركوه، وأقبلوا على أبي بكر" (صححه الحاكم ووافقه الذهبي).
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس