منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2019, 11:03 PM
  #64
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الرابع: قصة ثمامة بن أثال الحنفي
478 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ماذا عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي يا محمَّد خير، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم، تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت.
فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان من الغد، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) قال: ما قلت لك. إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت".
فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بعد الغد فقال: (ماذا عندك! يا ثمامة؟) فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال، فسل تعط منه ما شئت.
فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أطلقوا ثمامة) فانطلق إلى نخيل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يا محمَّد! والله! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا، والله! لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (1). واللفظ لمسلم.
فوائد من قصة ثمامة:
1 - جواز ربط الكافر في المسجد.
2 - جواز المن على الأسير الكافر، وتعظيم أمر العفو عن المسيء, لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حبًّا في ساعة واحدة لما أسداه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه من العفو والمن بغير مقابل.
3 - الاغتسال عند الإِسلام كما فعل ثمامة حين أسلم.
4 - الإحسان يزيل البغض وينبت الحب.
5 - يشرع للكافر إذا أراد عمل خير ثم أسلم أن يستمر في عمل ذلك الخير.
6 - الملاطفة لمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام، ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه" (2).
7 - الإِسلام يغير سلوك المؤمن حي يضع المسلم قدراته تحت تصرف الإِسلام والمسلمين كما فعل ثمامة بعدم إرساله القمح لأهل مكة إلا بإذن من الرسول - عليه السلام -.
8 - ينبغي أن يخلع المؤمن على عتبة الإيمان وعند تركه للكفر كل علاقاته السابقة، والتزامه بأوامر رب العالمين بعد إيمانه.
المبحث الخامس: غزوة بني لحيان
كانت في أوائل السنة السادسة للهجرة على الصحيح كما قاله ابن كثير (3).
وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاة الخوف لأول مرة بعسفان كما جاء في:
479 - حديث أبي عياش الزرقي رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم.
قال: فنزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآيات بين الظهر والعصر {وإذا كنت فيه فأقمت لهم الصلاة} قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذوا السلاح، قال: فصففنا صفين، قال: ثم ركع، فركعنا جميعًا، ثم رفع، فرفعنا جميعًا، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء قال: ثم ركع فركعوا جميعًا، ثم رفع فرفعوا جميعًا، ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلس، جلس الآخرون فسجدوا فسلم عليهم ثم انصرف، قال: فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين، مرة بعسفان ومرة بأرض بني سليم" (4).
480 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: إن لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم، فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلي ببعضهم، وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم تأتي الأخرى فيصلون معه، ويأخذ هؤلاء حذرههم وأسلحتهم، لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان) (5).
المبحث السادس: قصة العرنيين
481 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "إن ناسًا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتكلموا بالإِسلام فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وراع, وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا، حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا الذود، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم، فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم). واللفظ للبخاري.
وأما رواية مسلم "أن نفرًا من عكل، ثمانية، قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعوه على الإِسلام، فاستوخموا الأرض، وسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا تخرجون مع راعينا في إبله، فتصيبون من أبوالها وألبانها؛ فقالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها، فصحوا، فقتلوا الراعي وطردوا الإبل، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعث في آثارهم، فأدركوا فجيء بهم، فأمر فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا) (6).
.................................................. ........................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب وفد بني حنيفة، حديث ثمامة بن أثال: رقم: 4372، مسلم في الجهاد والسير باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه رقم: 1764، أبو داود في السنن الجهاد باب في الأسير يوثقه رقم: 2679، النسائي في الطهارة باب تقديم غسل الكافر إذا أراد أن يسلم: 1/ 109 - 110 باختصار، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني: 21/ 88 - 89.
(2) فتح الباري: 8/ 88 - 89.
(3) السيرة النبوية ابن كثير: 3/ 285.
(4) أخرجه أحمد في المسند: 4/ 59 - 60، أبو داود في الصلاة باب صلاة الخوف رقم: 1236، النسائي في الصلاة صلاة الخوف: 3/ 176 - 178، والحاكم في المستدرك: 1/ 337 - 338 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 2/ 522، الترمذي في التفسير سورة النساء حديث رقم: 3038، وقال الترمذي حسن صحيح، النسائي: 3/ 174 كتاب صلاة الخوف.
(6) أخرجه البخاري في المغازي باب قصة عكل وعرينة حديث رقم: 4192، وقد أورده في مواطن أخرى كثيرة تبلغ أربعة عشر موضعًا، مسلم في صحيحه في القسامة باب حكم المحاربين والمرتدين حديث رقم: 1671، أبو داود في الحدود باب ما جاء في المحاربة حديث رقم: 4364، والترمذي في الطهارة باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه حديث رقم: 72، والنسائي في كتاب التحريم: 7/ 94، 95، 97، 98، وابن ماجه في الحدود حديث رقم: 2578، وأحمد في المسند: 3/ 107، 163، 170، 177، 198، 205، 233.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس