منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - إلى المتمنعة من زوجها (الاجزاء كاملة )
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2007, 11:07 AM
  #4
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
إلى المتمنعة من زوجها ( الجزء الثاني ) !

أو أشد من فقد الولد؟!

- أريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة.
- للغرائز ضغط على أعصاب الإنسان فيزيد غضبه.
- 3 ثمرات جنتها من استجابتها لزوجها.
من الأعذار التي تبديها الزوجة وتبرر بها امتناعها من زوجها: التعب، والقلق، والحزن، وغيرها .
ما رأي الإخوة والأخوات في زوجة مات ابنها فلم يمنعها هذا من الاستجابة لزوجها في يوم وفاته نفسه ؟!
لنقرأ ما جاء في صحيح البخاري :
كان لأبي طلحة- رضي الله عنه- ابن يشتكي (أي مريض). فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي (مات في أثناء خروج والده من البيت) فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم (زوجته) : هو أسكن ما كان. فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها (نال منها ما ينال الزوج من زوجته)، فلما فرغ قالت : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها؟ ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا . قالت: فإن ابنك قد فارق الدنيا. قال : فأين هو ؟ قالت : هاهو ذا في المخدع. فكشف عنه واسترجع ( قال : إنا لله وإنا إليه راجعون). فلما أصبح ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه بقول أم سليم فقال( والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكراً لصبرها على ولدها )).

وأريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة( فقربت إليه العشاء فتعشى..ثم أصاب منها )) أي نال منها ما ينال الزوج من زوجته.

هل بين القارئات من تقوى على هذا؟ تلئي دعوة زوجها في اليوم نفسه الذي مات فيه ابنها؟

لقد فعلت هذا أم سليم. صبرت على فقد ولدها صبراً نجحت معه في إخفاء مشاعرها الحزينة إلى حد قدمت فيه لزوجها العشاء وجعلته ينال منها ما ينال الزوج من زوجته !

وهذه ثلاثة توجيهات نخرج بها من هذا الموقف لأم سليم رضي الله تعالى عنها :

أ- أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها، مبررة بها امتناعها منه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات- ؟! أليس في هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات ؟

ب- معروف أن للغرائز ضغطاً على أعصاب الإنسان، ولهذا تزداد ثورة الإنسان إذا تلقى خبراً مزعجاً وهو تحت ضغط غريزة أو أكثر. وهذا ما يعبر عنه الناس حين يلتمسون العذر لهياج إنسان(( اعذروه فهو جائع لم يأكل منذ الصباح ))، أو (( اعذروه فإن زوجته مسافرة )) .

ولهذا فإن الحكيمة أم سليم لم تشأ أن يتلقى زوجها خبر وفاة ولده إلا بعد أن يلبي غريزة الجوع وغريزة الجنس.. ليكون أكثر تسليماً ورضى. لقد قدمت إليه العشاء لتلغي ضغط غريزة الجوع، وجعلته يصيب منها لتلغي ضغط غريزة الجنس .

ج - لتعلم الزوجة أن أجرها على استجابتها لزوجها كبير، في الدنيا والآخرة. ولقد وجدنا عدة ثمرات قطفتها أم سليم رضي الله عنها في موقفها الحكيم ذاك :

- تلقى زوجها خبر وفاة ابنه بالرضى والتسليم رغم حبه الشديد له
- أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على صنيعها ووصفه بالصبر .
- نتج عن هذه الاستجابة حمل عوضها الله به عن ولدها الذي مات. بل تسعة أولاد كلهم قرؤوا القرآن رزقت بهم فيما بعد.
إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً .

هل لزوجة، بعد هذا، أن تتعلل بأي علة من العلل، أو عذر من الأعذار، خاصة إذا كان مبعثه المزاج، أو الهوى، أو العناد، أو غيره من المبررات التي يمكر أن تتجاوزها، وتستطيع أن تتعداها، مع توفيق الله تعالى، وابتغاء رضاه سبحانه (لتتذكر كل زوجة تمتنع من زوجها أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع من زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولدها، فلذة كبدها،بل لعلها هي التي تقربت من زوجها وعرضت نفسها عليه .

إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً.

افترض نفسك عزباً
- ما أبلغ هذا المثل: "أعزب دهر.. ولا أرمل شهر".

ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة .

من المبررات التي تحاول بها الزوجة إقناع زوجها بالانصراف عنها حين يرغب في معاشرتها، قولها له: افترض نفسك مسافراً.. ! أو قولها : افترض أني في المحيض . أو قولها : صبرت سنوات في فترة العزوبة.. أ فتعجز عن أن تصبر أياماً الآن ؟!

وهذا التبرير الأخير ذكرني بقريب يعمل في بلد غير بلده، سافرت زوجته في الصيف إلى أهلها، وأطالت في مكثها ولم تعد إلى زوجها في الوقت الذي اتفق معها أن تعود فيه. فاتصل هاتفياً، وتحدث مع عمه ( والدها )، وجرى بينهما الحوار التالي :

- الزوج: متى حجزتم في الطائرة لـ"... " ( ذكر اسم زوجته ).
- العم: لم نحجز لها بعد.
- الزوج: ولكن الازدحام شديد يا عمي.. والناس كلهم يعودون في هذه الفترة.
العم: ولماذا العجلة.
الزوج: تدري عمي..
العم مقاطعاً: مكثت عندك عشرة أشهر.. فما يضير لو مكثت عند أهلها شهرين!
- الزوج: ولكن يا عمي.. الحياة العزوبية صعبة.. وأنت سيد العارفين بهذا.
العم: أنت لم تتزوج إلا بعد أن تجاوزت الثلاثين.. وما دمت قد صبرت السنوات الطوال دون زوجة.. أي صعوبة إذا غابت عنك زوجتك شهرين أو ثلاثة .
هكذا يمنع الأهل ابنتهم عن زوجها. وهكذا تتحجج الزوجة حين تأبى على زوجها. ولعل خير رد على تلك الدعوى هذا المثل الشائع: أعزب دهر. أرمل شهر .

إن اضطرار الرجل لحياة العزوبة، وصبره عليها، وإحساسه بأنه لا يملك هذا إلى أن يتزوج.. يجعله معتاداً هذه الحياة بعض الشيء، صابراً عليها إلى حد ما... أما حين يتزوج، وتملأ زوجته عليه البيت، وتصبح حياتها جزءاً من حياته وحياته جزءاً من حياتها، فإنه لشد ما يفتقدها إن غابت عنه.. حتى ولو ساعات معدودة .

وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث، فالدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة ماركيت الأميركية يقول: إن الشائع بين الناس، وفي مختلف المجتمعات، أن الأعزب يتزوج وفي ظنه أنه يتخلص من الإحساس بالوحدة؛بينما وقع الشعور بالوحدة على المتزوج أقوى وأشد، ولهذا فإن المتزوج حين يبتعد عن زوجته، ولو لأيام قليلة، يحس بوحدة حادة، ويكون وقعها على نفسه أقسى وأصعب.

ويضيف: إن المتزوج لا يستطيع أن يتكيف مع الوحدة إن أجبر عليها.. بينما الأعزب يتكيف مع الحياة الاجتماعية إن وجد نفسه فيها.
وإذا عدنا إلى حجج الزوجة "افترض أنك مسافر" أو "افترض أنك ما زلت عزباً"... فإني أشبهها بحجج زوجة يطلب منها زوجها أن تعد له طعام الغداء فتقول له: "افترض نفسك في رمضان ))! ((لماذا لم تصم اليوم؟ )) ((شارك الفقراء والمساكين جوعهم))! لتبرر تقصيرها في إعداد الطعام له .

ولا شك في أنها تبريرات غير مقبولة، وغير منطقية، لأن معاناة الزوج ستكون أشد حين يشعر بالوحدة وهو مع زوجته التي تأبى عليه وتمتنع من الاستجابة إليه .

ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة .