منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - دورة "بوصلة الخطوبة" مع أ.خلود الغفري / المحاضرات فقط (يمنع الرد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2010, 01:21 AM
  #24
أ.خلود الغفري
كاتبة زوجية ومرشدة أسرية
 الصورة الرمزية أ.خلود الغفري
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 97
أ.خلود الغفري غير متصل  
الخطوة الثانية: التحقق من مصداقية الخاطب



نصف الاجتهاد ان تسألي الخاطب اسئلة ذكية..
والاجتهاد كله ان تتحققي من اجابات خاطبك لهذه الاسئلة بذكاء!

ام سعيد.. ربة بيت لا اعرفها شخصيا ولكن اسمع عن اخبارها من حين لاخر،
فهي امرأة تملك ذكاء فطريا واجتماعيا رغم انها امية لا تقرأ ولا تكتب،
وربت دستة من الابناء والبنات بكل تفان وتضحية.
وعندما يحين سن الزواج لاحد ابنائها.. شمرت عن ساعديها..
وأخذت باللف هنا وهناك مع بعض من بناتها، بحثا عن عروس مناسبة..

وكان لها اسلوبا خاصا في البحث عن هذه العروس..
فهي لم تكن جليسة الاعراس لتتابع رقاصات.. عفوا..
فتيات الحفل وهن ينثرن ابداعاتهن على خشبة المسرح.. اقصد على منصة الكوشة..
يتنافسن فيما بينهن لجذب انتباه عيون الحموات المراقبة..
ويقلن لهن بذبذبات رقصاتهن: ها انذا.. زوجوني ابنكن!!!!

لا.. كانت ام سعيد امرأة بسيطة.. صحيح انها امية.. لكن لها نظرة ثاقبة لا تخيب..

كانت عندما تأتي منزلا فيه فتاة في سن الزواج.. تدق على اصحابه..
ثم تقول انها مارة في الطريق.. وتطلب منهم شربة ماء بسبب الحر الشديد..
وترقب ردة فعل اهل البيت!!!!


فان غضبوا او اجابوها ببرود ونفور، تركتهم وصرفت نظرها عن طلب ابنتهم،
وان تواضعوا وهشوا وبشوا وسارعوا باجلاسها اكراما لسنها واعطائها ما تيسر لديهم،
عندها، اتخذت الخطوة التالية وفتحت مجال الحديث معهم..
ومن ثم تطرقت لابنتهم (وكأن الامر مجرد مصادفة)..

ومن احد مواقفها الطريفة التي وصلتني، انها كانت جالسة مع ابنتها الكبرى،
في بيت اهل احدى الفتيات اللواتي تود خطبتها لاحد ابنائها، و
كانت تتجاذب اطراف الحديث مع أم الفتاة فسألتها بعفوية:

كم كانت نسبتها في الثانوية العامة يا أم فلانة؟
اجابتها : والله ابنتنا مجتهدة ومتفوقة.. نتيجتها كانت ٩٤٪ يا غالية..


بعد فترة خرجت الام وجاءت الفتاة ومعها بعض الشراب،
فتجاذبت ام سعيد معها اطراف الحديث وسألتها نفس السؤال:
كم بلغت نسبتك في الثانوية العامة يا ابنتي؟
فاجابت بحياء: ٨٧٪ يا خالة..

وبعد فترة كان المجلس فارغا الا من الاخت الصغرى..
فسألتها ام سعيد نفس السؤال:
كم كانت نسبة اختك في الثانوية العامة يا ابنتي؟
فاجابت ببراءة: ٦٥٪ يا خالة!

طبعا لا مجال للحديث عن موقف ام سعيد من هذه الاسرة
فهي انهت اللقاء بلباقة وخرجت ولم تعد لخطبة هذه الفتاة من اهلها ابدا !

هل الهمك هذا الموقف بما يمكن ان تكشفي عنه من خلال تكرار نفس السؤال
على اناس اخرين يعرفون الخاطب حق المعرفة؟؟


لك الحق كل الحق في توكيل من يسأل عن الخاطب،
وجعل هذا الامر ذو اهمية قصوى، وطلب فرصة من اهل الخاطب اسبوعين او ثلاثة لاعطائهم جوابك النهائي،
في حين تستنفر اسرتك كلها للتحقيقات والاستخبارات حول هذا الخاطب..

وما يهمني هو مقدار مصداقيته في المعلومات التي قالها الخاطب لك او لاهلك..

فكم من استشارات مؤسفة تصلني حول زوجة بائسة تعيش هوة عميقة بينها وبين زوجها،
فقط لانها واهلها صدقوا ما قاله هذا الزوج عن نفسه في الخطبة بحجة انه ابن العم او قريب لهم،
فيدعي انه جامعي مثلا وهو خريج اعدادية، او انه موظف في منصب رفيع وهو بالاصل عاطل عن العمل..

وكل ذلك لان الاهل لم يكلفوا انفسهم عناء السؤال او البحث او الاستفسار “بضميييير”
بحجة انه قريبهم ويعرفونه واهله لن يكذبوا في شأنه

لو انك فتاة.. فرجاااء لا تستهيني بخطوة التحقق من مصداقية اجابات الخاطب بشتى الوسائل!
ولو انك ام.. فارجووووك لا تعبثي بمستقبل ابنتك وتتكاسلي انت ووالدها عن السؤال عن الخاطب
بحجة انكم ارتحتم له وانه باين عليه طيب وابن حلال!!!!!


الزواج مشروع استثماري وشراكة استراتيجية قد تدوم مدى الحياة.. فكري من هذا المنطلق وبس!!!!!!


السيدة خديجة رضي الله عنها،
ما تزوجت من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام “فقط” من مديح مولاها ميسرة له،
ولكن لانها “ايضا” لمست امانته وصدقها بنفسها في تجارته باموالها،
وبما يشهده بنو قريش كلهم للصادق الامين عليه الصلاة وافضل التسليم.

وسيدنا عمر بن الخطاب..
عندما سمع وهو يتعسعس ليلا امّا تقول لابنتها: اي بنية امذقي اللبن بالماء ان عمر لا يرانا..
فترفض البنية وتقول: ان كان عمر لا يرانا فان رب عمر يرانا..
فيسارع ويخطب هذه البنية لابنه..
فيكون من ذريتهما خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز!


وسيدنا موسى عليه السلام..
عندما يسقي بفطرة الشهامة لفتاتين كانتا تذودان عند البئر بسبب زحام الرجال حوله..
ثم ينصرف عنهما بكل ادب وخلق، فيستأجره والدهما للعمل لديه،
ويزوجه احدى ابنتيه لان: خير من استأجرت القوي الامين!

انها المواقف التي تكشف معادن الرجال… وليست الاسئلة فقط!!!


واخيرا.. اختم هذه المحاضرة بقصة مجازية..

كان احد المستثمرين يريد الاستثمار في تجارة جديدة، وهو شراء مزرعة نخيل..
وطلب من احد اصدقائه المتخصصين ان يبحث له عن ارض جيدة..
وجاء الصديق، واقنعه بأنهم دلوه على ارض متميزة، رائعة، انتاجها السنوي هائل وضخم، الخ الخ..
والمستثمر صدق معلومات صديقه.. ولم يكلف نفسه عناء الذهاب ورؤية الارض..
ووقع العقد على اساس ان يرى الارض بعد ذلك..

ثم..

ذهب ليصطدم بالواقع.. فلا الارض موقعها جيد.. ولا النخيل باجود الانواع التي طلبها..
ولا الماء متوفر.. ولا التسهيلات متوفرة…. الخ الخ..

امامه الان خياران..

اما انه يرضخ للامر الواقع.. ويبلع هذه المصيبة..
ويستمر في هذه الارض مع اجراء تحسينات هائلة عليها تستنزف جهده ووقته وماله وعمره..

واما.. ان يحاول التخلص من الارض ويتنازل عنها بثمن بخس!

اي الموقفين تريدين ان تعيشيه؟

الاول ام الثاني؟؟

ام لا الاول ولا الثاني..
وتتأكدين من صلاحية ارضك قبل ان توقّعي على عقد الموافقة والشراء؟؟؟؟؟؟؟

الخيار لك


حتى المحاضرة القادمة..
اتمنى منك تعبئة هذا الجزء من بوصلة الخطوبة الخاص بـ “هو”
(في حال وجود خاطب فعلا)..


وطبعا لم انس السبب الثالث لطرحي سؤال المحاضرة السابقة..
وهو لتحضيرك للرد على آخر سؤال من اسئلة هذه الدورة:


ماذا لو تغير خطيبك بعد الزواج (وهو امر وارد بنسبة ٩٩٪) ..
او انك اكتشفت انه لا يستوفي بعض من شروطك التي طلبتها قبل الزواج (وارد بنسبة ٩٩,٩٪)..
في هذه الحالة.. ما الذي ستقدمينه لهذا الزواج؟



وابشرك.. فهذا السؤال سيهدم اخر قلاع مثالياتك


وبانتزاااارك يا كميل

__________________
أ.خلود الغفري
كاتبة زوجية ومرشدة أسرية

مدونتي: