منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - : صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم- للشيخ بن باز رحمه الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2004, 12:54 AM
  #1
hamad4loveu
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 41
hamad4loveu غير متصل  
Lightbulb : صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم- للشيخ بن باز رحمه الله

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ، أما بعد :

فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أردت تقديمها إلى كل مسلم ومسلمة ، ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) " رواه البخاري " . وإلى القارئ بيان ذلك

1- يسبغ الوضوء :وهو أن يتوضأ كما أمره الله ، عملاً بقوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) " المائدة ، الآية : 6 " وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقبل صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول ) " رواه مسلم في صحيحه " . وقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ) .


2- يتوجه المصلى إلى القبلة – هي الكعبة – أينما كان بجميع بدنه ، قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشروع ، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم .


· ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
· واستقبال القبلة شرط في الصلاة إلا في مسائل مستثناة معلومة موضحة في كتب أهل العلم .



3- يكبر تكبيرة الإحرام فيقول : ( الله أكبر ) ناظراً ببصره إلى محل سجوده .


4- يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه ، أو إلى حيال أذنيه .


5- يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد ، لثبوت ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنه .


6- يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

· وإن شاء قال بدلاً من ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك " لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس ، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ، لأن ذلك أكمل في الاتباع . ثم يقول : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ويقرأ سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .

· ويقول بعدها : آمين " جهراً في الصلاة الجهرية وسراً في الصلاة السرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ، والأفضل أن تكون القراءة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل ، وفي الفجر من طواله أو أوساطه – أعني في المغرب – كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشرع أن تكون العصر أخف من الظهر .



7- يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه ، جاعلاً رأسه حيال ظهره ، واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول : " سبحان ربي العظيم " . والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " .


8- يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً : " سمع الله لمن حمده " . إن كان إماماً أو منفرداً ، ويقول حال قيامه : " ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ملء السموات وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد " .

· وإن زاد بعد ذلك : " أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " . فهو حسن ، لأن ذلك قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة .


· أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : " ربنا ولك الحمد " إلى آخر ما تقدم . ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره ، كما فعل في قيامه قبل الركوع ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل بن حجر ، وسهل ابن سعد رضي الله عنهما .


9- يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه . ويكون على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين ، ويقول : " سبحان ربي الأعلى " ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر .


· ويستحب أن يقول مع ذلك : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك .. اللهم اغفر لي " . ويكثر من الدعاء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم ) .

· وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا من الدعاء ) " رواهما مسلم في صحيحه " . ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة ، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ، ويجافي عضديه عن جنبيه ، وبطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، ويرفع ذراعيه عن الأرض ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) " متفق عليه " .


10- يرفع رأسه مكبراً ، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها ، وينصب رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ، ويقول :" رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني ، واجبرني " . ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين .


11- يسجد السجدة الثانية مكبراً ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .


12-يرفع رأسه مكبراً ، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين ، وتسمى جلسة الاستراحة ، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء ، وإن تركها فلا حرج ، وليس فيها ذكر ولا دعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك ، وإن شق عليه اعتمد على الأرض بيديه ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة . كما سبق في الركعة الأولى .

ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك ، وتكره موافقته للإمام ، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخ ، وبعد انقطاع صوته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فلا تختلفوا عليه ، فلا تختلفوا عليه ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ) " الحديث متفق عليه " .


13- إذا كانت الصلاة ثنائية – أي ركعتين – كصلاة الفجر والجمعة والعيد ، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى ، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد عند ذكر الله سبحانه وعند الدعاء ، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده ، وحلق إبهامها مع الوسطى ، وأشار بالسبابة فحسن ، لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم . والأفضل أن يفعل هذا تارة ، وهذا تارة ، ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته ، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : " التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله " . ثم يقول اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .


· ويستعيذ بالله من أربع فيقول : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال" .

· ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فال بأس ، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود لما علمه التشهد : " ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو " وفي لفظ آخر : " ثم ليتخير من المسألة ما شاء " وهذا يعم جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة ، ثم يسلم على يمينه وشماله قائلاً : " السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله " .


14- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء ، فإنه يقرأ التشهد المذكور آنفاً مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ينهض قائماً معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه ، قائلاً " الله أكبر " ويضعهما – أي يديه – على صدره كما تقدم ، ويقرأ الفاتحة فقط .


· وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ، وإن ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأول فلا بأس ، لأنه مستحب وليس بواجب في التشهد الأول ، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب ، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، وفتنة المسيح الدجال . ويكثر من الدعاء ، ومن الدعاء المشروع في هذا الموضع وغيره : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار " كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية .


· لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ، ومقعدته على الأرض ، ناصباً رجله اليمنى ، لحديث أبي حميد في ذلك . ثم يسلم عن يمينه وشماله ، قائلاً : " السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله " .


· ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : " اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .


·


· .