*أعرف يا معتز أنك تشعر بالقهر، والألم، والغبن، والصدمة العاطفية، والصدمة الاجتماعية.
*أعرف يا معتز أنك لا تعرف ماذا تعمل، وأين تذهب، وأين الحل، وكيف نوجد الحل.
*أعرف يا معتز صدمتك من قولها، وصدمتك من رد أبيها الباهت الذي لا يقدّم ولا يؤخّر.
* يا معتز: بالنسبة للطبخ فهي نقطة يمكن تجاوزها في بداية الزواج بحيث تُعطى الفتاة فرصة معينة لتعلمه، مع جلب الكتب المساعدة في هذا، وتحمّل أخطاءها حتى تنجح في هذه المهمة، مع الحزم بعض الأحيان فأنت المعلم وهي التلميذة.
*يا معتز: لقد أخطأت بالسكوت عن تهمة الشرف ضدك، وكان يجب عليك أن تقف بقوة وتزأر كالأسد، ولاترض باتهامك، وانتقاص حقك أبداً...لكن قدر الله وما شاء فعل.
*كأني ألتمس في شخصيتك حب تجنب المواجهات، وحب المسالمة لو على حساب كرامتك، إضافة إلى تحكيمك لعاطفتك على عقلك كثيراً.
:::
*آمل منك ما يلي:
1) بما أنك التمست من والدها عدم التعاون، أو عدم وقوفه لردع ابنته عن الخطأ..فأقترح عليك أن تنحّيه جانباً كي نستخدم حلولاً أخرى.
2) إن كان شرط البيت المستقل قد كُتب في عقد النكاح فأنت ملزمٌ به، ولكن لا يعني هذا أن يتم إلزامك ببيت يفوق قدراتك المادية.
3) وجودها في بيت مستقل له خصوصيته يلبّي شرط البيت شرعاً وقانوناً، وهذا ما يتحقّق في شقتها في بيت أهلك في الدور العلوي، والله أعلم.
4) اتجه لبيت والدها..اطلب لقاءها وإن امتنعت..حدّثها بهدوء، وامدح، وغازل، ودغدغ عاطفتها..قل لها: يا زوجتي العزيزة، ويا غاليتي، ويا حبيبتي..أنا ظروفي المادية كذا وكذا، وظروفي العملية كذا وكذا..ونحن زوجان نقتسم الحياة بحلوها ومرها، ونصبر على بعضنا، ونسامح بعضنا، ولك ما يرضيك ويسرّك..أنا يا عزيزتي سأبحث لك عن شقة تتناسب مع قدراتي المادية من الآن، وسأجعلك تشاهدينها قبل توقيع عقد الإيجار، ثم لك الحرية في اختيار أثاث مجالس النساء، والمطبخ..فهل يرضيك هذا؟..بالنسبة لأهلك فهم على رأسي، وهم أهلي، ومرحباً بهم في أي وقت، والسعة في الصدور..وبالنسبة لصديقاتك فإنهنّ لن يأتين لكِ كل يوم، وإنما من وقت لآخر، ومرحباً بهنّ على أي حال.
5) بعد قولك لما ورد في فقرة رقم "4"..مباشرة قل لها: خذي لك فرصة 3 أيام للتفكير العميق والاستخارة في عرضي هذا، وسوف آتيك لأخذ جوابك.
6) إن كان جوابها (نعم)..فاحمد لله، واذهب للبحث عن بيت لكما.
أما إن كان الجواب (لا)..فاطلب والدها للحضور معكما كرطف ثالث، واجعله يعرف وضعك، ويعرف عرضك، ويعرف رفض ابنته؛ كي يكون شاهداً على قول ابنته..ثم انصرف من بيت والدها بهدوء.
7) بما أنها خرجت من البيت بمزاجها –كما تقول- فلك الحق في تجاهلها خصوصاً إن قالت (لا) لعرضك، والحق معك وفي صفك ضدها...ويحقّ لك أن تتركها في بيت والدها حتى تملّ بشرط أن تكون أنتَ لديك القدرة العالية على الصبر وقوة التحمل..وأهمس في أذنك أن تتكرها في بيت والدها إن قالت (لا) لمدة زمنية نحددها فيما بعد.
8) يا رجل: تعوّد على قول كلمة (لا) في مكانها الصحيح، وإن قلتها فلا تغيرها إلا بأمر مقنع تمام الإقناع..فليس من المعقول أن تنفّذ كل ما تطلبه منك زوجتك؛ لأن النساء يكرهن الرجل المطيع لهنّ في كل شيء، بل يستصغرنه ويستضعفنه.
9) استخر الله قبل الإقدام على أي شيء.
:::
هذا ما أراه لك، والله أعلم.