منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - التفسير الميسر لكتاب الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2016, 12:03 PM
  #358
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: قراءة يومية في التفسير الميسر لكتاب الله

اللقاء الثامن والتسعون بعد المائة الثانية من قراءتنا لكتاب التفسير الميسر
من الآية 36 الى الآية 46 من سورة الحج
(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)
وجعلنا لكم نَحْرَ البُدْن من شعائر الدين وأعلامه؛ لتتقربوا بها إلى الله , لكم فيها- أيها المتقربون -خير في منافعها من الأكل والصدقة والثواب والأجر , فقولوا عند ذبحها: بسم الله. وتُنْحَر الإبل واقفة قد صُفَّتْ ثلاث من قوائمها وقُيِّدت الرابعة , فإذا سقطت على الأرض جنوبها فقد حلَّ أكلها , فليأكل منها مقربوها تعبدًا ويُطْعِمُوا منها القانع -وهو الفقير الذي لم يسأل تعففًا- والمعترَّ الذي يسأل لحاجته, هكذا سخَّر الله البُدْن لكم , لعلكم تشكرون الله على تسخيرها لكم.
(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)
لن ينال اللهَ مِن لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء , ولكن يناله الإخلاص فيها , وأن يكون القصد بها وجه الله وحده , كذلك ذللها لكم -أيها المتقربون-؛ لتعظموا الله , وتشكروا له على ما هداكم من الحق , فإنه أهلٌ لذلك. وبشِّر- أيها النبي- المحسنين بعبادة الله وحده والمحسنين إلى خلقه بكل خير وفلاح.
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)
إن الله تعالى يدفع عن المؤمنين عدوان الكفار , وكيد الأشرار; لأنه عز وجل لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه , جحود لنعمته.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)
(كان المسلمون في أول أمرهم ممنوعين من قتال الكفار , مأمورين بالصبر على أذاهم , فلما بلغ أذى المشركين مداه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من "مكة" مهاجرًا إلى "المدينة" , وأصبح للإسلام قوة) أَذِنَ الله للمسلمين في القتال؛ بسبب ما وقع عليهم من الظلم والعدوان , وإن الله تعالى قادر على نصرهم وإذلال عدوِّهم.
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
الذين أُلجئوا إلى الخروج من ديارهم , لا لشيء فعلوه إلا لأنهم أسلموا وقالوا: ربنا الله وحده. ولولا ما شرعه الله من دَفْع الظلم والباطل بالقتال لـهُزِم الحقُّ في كل أمة ولخربت الأرض , وهُدِّمت فيها أماكن العبادة من صوامع الرهبان , وكنائس النصارى , ومعابد اليهود , ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها , ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا. ومن اجتهد في نصرة دين الله , فإن الله ناصره على عدوه. إن الله لَقوي لا يغالَب , عزيز لا يرام , قد قهر الخلائق وأخذ بنواصيهم.
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ (41)
الذين وعدناهم بنصرنا هم الذين إنْ مكَّنَّاهم في الأرض , واستخلفناهم فيها بإظهارهم على عدوهم , أقاموا الصلاة بأدائها في أوقاتها بحدودها , وأخرجوا زكاة أموالهم إلى أهلها , وأمروا بكل ما أمر الله به مِن حقوقه وحقوق عباده , ونَهَوْا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله. ولله وحده مصير الأمور كلها , والعاقبة للتقوى.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)
وإن يكذبك قومك- أيها الرسول- فقد سبقهم في تكذيب رسلهم قوم نوح, وعاد , وثمود , وقوم إبراهيم , وقوم لوط , وأصحاب "مدين" الذين كذبوا شعيبًا, وكذَّب فرعون وقومه موسى , فلم أعاجل هذه الأمم بالعقوبة , بل أمهلتها , ثم أخذتُ كلا منهم بالعذاب , فكيف كان إنكاري عليهم كفرهم وتكذيبهم , وتبديل ما كان بهم مِن نعمة بالعذاب والهلاك؟
(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)
فكثيرًا من القرى الظالمة بكفرها أهلكنا أهلها , فديارهم مهدَّمة خَلَتْ مِن سكانها , وآبارها لا يُستقى منها , وقصورها العالية المزخرفة لم تدفع عن أهلها سوء العذاب.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)
أفلم يَسِر المكذبون من قريش في الأرض ليشاهدوا آثار المهلكين , فيتفكروا بعقولهم , فيعتبروا , ويسمعوا أخبارهم سماع تدبُّر فيتعظوا؟ فإن العمى ليس عمى البصر , وإنما العمى المُهْلِك هو عمى البصيرة عن إدراك الحق والاعتبار.

__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!



التعديل الأخير تم بواسطة صاحب فكرة ; 11-10-2016 الساعة 12:05 PM
رد مع اقتباس