منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كيف ادير مجموعة اشخاص؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2007, 03:41 PM
  #5
الرماني
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 419
الرماني غير متصل  
الموظفون مرآة مديريهم.. إذا ابتسم ابتسموا وإذا غضب غضبوا
من يزرع الفتنة يحصد الفشل


اعداد : سعد الشيتي
كتب محمد النغيمش*:
عندما يكون المدير ذا قيمة مضافة الى عمله ويشيع الخير فيه نسميه 'مفتاحا للخير'. والخير بجميع درجاته هو ما يتوقعه الموظفون من المدير -بطبيعة الحال- وليس زرع الفتنة والتآمر بينهم فيكون بذلك 'مفتاحا للشر' حيث يضر المدير نفسه قبل ان يؤذي الآخرين.
من الصور التي تجعل المدير يفتح على نفسه وعلى زملائه ابواب الشر مثلا ان يحرض بعضهم على زرع الفتنة والشقاق، بتعزيزه سلوك 'القيل والقال' والسماح لهم بان ينالوا من بعضهم البعض سواء بالغيبة او النميمة في الاجتماع، مقتنصين لحظات غياب زملائهم. والاصل في المدير الا يسمح بالنيل من زميل غير متواجد، ليطبق مبدا العدالة، ويضمن حقه الغائب في الرد. وهذا الامر ليس مثاليا وانما اداء اداري في قمة الروعة.
الشقاق بين الموظفين
كما ان عدم تهاون المسؤولين مع مسألة انتقام الموظفين من بعضهم البعض لفظيا، يساعد على بث روح الاحترام والشفافية في التعامل بين الموظفين، فكثير ما نسمع ان الدنيا قامت ولم تقعد لان موظفا او موظفة طعنت في مجهود زميلتها امام زملائها او مسؤولها فوجدت نفسها مضطرة الى الانتقام بطريقة مماثلة. وتكرار هذه المواقف لاشك انه يوتر اجواء العمل.
وكثيرا ما اسمع عن مديرين يرسلون 'عيونهم'، وهم موظفون يعينونهم ليس لكفاءتهم وانما لولائهم المستميت للمدير. فهم مستعدون للتجسس لصالحه مهما كلفهم الامر، ولا يتوانون عن فعل اي امر يطلبه المدير حتى ان بعض الموظفات مستعدة للتنازل عن اعز ما تملك لتظفر بمحبة المدير!
ومن الامور التي تؤجج اجواء العمل عدم وضع الموظف المناسب في المكان المناسب، فيحدث الصدام بين الموظفين والمدير (غير المناسب) فينصرفون عن اداء عملهم ويتفرغون لتصيد الاخطاء. وقد تحدث موجة استقالات جماعية، حتى ان تمتعت المنظمة بالحد الادنى من المميزات التي يحتاج اليها الموظف.
مفتاح الخير
اما صور ممارسة المدير للخير فلا حصر لها. اذ يمكن ان يكون المدير مفتاحا للخير، مثلا، عندما يعزز بدوره اي سلوك ايجابي يأتي به الموظفين او يقترحونه. فالمدير لا يستطيع ان يقوم بكل شيء منفردا، ما لم يجد مساعدة من مرؤوسيه. ومن هذه المبادرات ان يقبل باصلاح ذات البين، خصوصا اذا كان بين المدير وأحد الموظفين تنافر طرأ اخيرا على علاقاتهما. فلا يكون عنيدا ويصر على رأيه بل يتغاضي عن الاساءة ويحسن الظن بالموظفين، في الحدود المعقولة. ولا يقتصر اصلاح ذات البين على ادارته، بل يكون المدير واسطة خير بين نظرائه في الادارات الاخرى، فيرطب الاجواء بلباقة بين المتخاصمين، حتى وان اضطر الى ممارسة 'الكذب' لانه محمود في هذا الموضع، كان يقول ان 'فلانا مدح فيك كذا وكذا' او 'يشكرك على هذا وذاك' وذلك على سبيل التقريب بين الاثنين. واذا لم يبادر احد بلعب هذا الدور الخيري المهم، فان اعمالنا ستكون جحيما لا يطاق، فما اكثر الشد والجذب والتنافر بين الموظفين بسبب اختلاف البيئات والتربية والمستوى التعليمي احيانا.
ابتسامة ود
ومن اجمل ما يمكن ان يشيعه المدير في عمله 'ابتسامته الودودة' الصادقة نحو جميع الموظفين من دون محاباة. ولا ننسى ان العاملين يمكنهم ان يفرقوا بين الابتسامة الطبيعية العفوية وبين الابتسامة الصفراء المصطنعة التي ترسل رسالة سلبية، ولا شيء غير ذلك. وقد يقول قائل كيف اتبسم وانا اكره فلانا او لا احبه، والاجابة اننا (جميعا) نحتاج الى تنقية يومية لقلوبنا ومراجعة لطريقة تفكيرنا، بان نحسن الظن بالآخر ونلتمس له سبعين عذرا عندما يمارس سلوكا يبدو لنا سلبيا.
ومعلوم ان خير الابتسامة متعد الى العملاء ايضا، فيشعرون بالراحة وهو ينظرون الى محيا المديرين والموظفين هاشين باشين، يستقبلونهم بوداعة وترحاب. وعندما تصبح الابتسامة عادة حميدة للموظف فان ذلك يضفي جوا من القبول الصادق ويعزز من ولاء العملاء، كما اظهرت بعض الدراسات. واذا كان المدير يمارس الابتسامة بصدق فسوف يشجع ذلك الموظفين على اتباعه.
الموظفون مرآة رئيسهم. فعندما ينظرون اليه، يفترض ان يروا فيه المثال الحسن الذين يجدر بهم ان يحذوا حذوه، في كل امور الخير الممكن ممارستها في العمل، لا ان يكون لهم مثال سلبي في ممارسة الشر الذي يصدع جدار العلاقات الاجتماعية في العمل، ويعيق عملية الانتاج فيه.
* كاتب متخصص في الادارة
القبس