منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كسر المرأة .. (متجدد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-2007, 01:31 PM
  #10
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
كسر المرأة .. ( الجزء الثاني )

2ـ عدم معرفة حقوق أحدهما على الآخر ومراقبة الله سبحانه وتعالى في ذلك :
من مقومات الزواج الناجح أن يعرف كل من الزوج والزوجة حقوق الآخر ، فكثير من الناس نساء ورجالاً قد يظنون أن الزواج هدفه فقط إطفاء نار الشهوة لكلا الجنسين ، وهذا وإن كان صحيحاً لكنه مفهوم قاصر جداً . فإن المقصود به هو السكن كما قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) [ الروم : 21 ] « أي لتسكن نفوسكم إلى بعضكم بعضاً بحكم التجانس في البشرية » ، و« تناسبكم وتناسبوهن ، وتشاكلكم وتشاكلوهن » ، ( وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [ الروم : 21 ] أي : « بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة . فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة ، والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم ، والسكون إليها ، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة » ، « إذ كل من الزوجين يحب الآخر ويرحمـه » ، « إلا إذا ظلم أحـدهما الآخـر فإن تلك المــودة وتلك الرحمة قد ترتفع حتى يرتفع الظلم ويسود العدل والحق » . فلو أن كل واحد من الزوجين عــرف حقــوقه : ما له وما عليه ، وقام بها ـ بعد معرفتها ـ حق القيام لما حصل نزاع وطلاق قط بين زوجين بإذن الله .
وقـد بين الله سبحانه وتعالى في كتـابه حقوق المـرأة فقال : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )
[ البقرة : 228] « أي : وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة .
ومرجع الحقوق بين الزوجين يرجع إلى المعروف ، وهو العادة الجارية في ذلك البلد ، وذلك الزمان من مثلها لمثله ، ويختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة ، والأحوال ، والأشخاص والعوائد . وفي هذا دليل على أن النفقة والكسوة والمعــاشرة والمسكن ـ وكذلك الـوطء ـ الكل يرجع إلى المعروف ، فهذا موجب العقد المطلق .
وأما مع الشرط ، فعلى شرطهما ، إلا شرطاً أحل حراماً أو حرّم حلالاً » .
وكذلك قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [ النساء : 19] « وهذا يشمـل المعاشرة القولية والفعلية ، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ، من الصحبة الجميلة وكف الأذى ، وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة ، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما ، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان ، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال » .
عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال : قلت يا رسول الله ، ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال : « تطعمها إذا أكلت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض ؛ إلا بما حل عليهن » .
عن عمرو بن الأحوص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع : « .. ألا واستوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن عوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ؛ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ، واضــربوهن ضرباً غير مبرح ، فإن أطعنكم فلا تبغــوا عليهن سبيلاً . ألا إن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأْذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن »
وحقوق الزوج عظيمة جداً حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ؛ لعظم حقه عليها » ، وفي لفظ آخر : « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله ، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه » . قال العلامة ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في ( النهاية ) 4/11 : « معناه : الحث على مطاوعة أزواجهن وأنه لا يسعهن الامتناع في هذه الحال ، فكيف في غيرها ؟! » . وتكمن حقوقه في : طاعته في غير معصية الله ، وخدمته ، قال صلى الله عليه وسلم : « خير النساء التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره ». وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : « خير النساء من تسرك إذا أبصرت ، وتطيعك إذا أمرت ، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك » . وكذلك ألاَّ تفشي سره ، وألا يدخل أحد بيته إلا بإذنه قال صلى الله عليه وسلم: « فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأْذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون » . وكذلك ألا تمنعه من نفسها قال صلى الله عليه وسلم : « إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح » وقال أيضاً : « والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه » .
عن حصين بن مُحصِن قال : حدثتني عمتي قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة ، فقال : أي هذه ! أذات بعل ؟ قلت : نعم ، قال : كيف أنت له ؟ قالت : ما آلوه ؛ إلا ما عجزت عنه ، : قال : « فانظري أين أنت منه ؛ فإنما هو جنتك ونارك » .
وملاك ذلك كله تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا صّلَّتِ المرأة خمسها ، وحصَّنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت » .