بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أختي عقود البنفسج .. أرجو من الله تعالى أن تكوني بخير حال

و أسأل الله العظيم أن يفرج عنك ما بك و أن يحبب إليك الإيمان و يزينه فى قلبك و أن يجعلك من الراشدين

أحيي فيك كثيرا توبتك و رجوعك لله و صراحتك و رغبتك الصادقة فى الإصلاح و أسأل الله تعالى أن يكون خير معين لك و أن يخفف بك ما بك حبيبتي.... فى بداية كل توبة لابد من حدوث مشاكل و عليك الثبات و الصبر عليه فلا تجعلى للشيطان عليك سبيلا و لاتجعليه يتسلل إلى داخل نفسك الطاهرة.

كلنا حبيبتي لنا أخطاء صغرت أو كبرت و خيرنا من بادر بالتوبة و صبر و ثبت عليها و إني أحسبك و الله حسيبك ولا أزكي على الله أحدا من هؤلاء الناس الذين لديهم الاستعداد الفعلى على الصبر و الثبات بارك الله فيك و أعانك.

فى الأيام الماضية قرأت مواضيعك السابقة و من خلالها تبين لى أن زوجك سواء اعترفت له أو لم تعترفي كان سيأخذ جزء من راتبك هذه هى طبيعته فهو كان يأخذ من راتب زوجته الأولى و اتفق معك قبل الارتباط الرسمي و قبل اعترافك له على مبدأ المشاركة و هو نوع من جس النبض ليرى مدى موافقتك على أن يأخذ من راتبك.

إلى الآن حبيبتي لا أجد فى زواجك تحقيقا لأهداف الزواج الصالح إلا بنسبة قليلة .. فكلاكما يسير متخبطا و ليس من العقل أن ننهى زواجا من قبل أن يبدأ و تتضح معالمه هل هو صالح فعليا أم أنه زواج الأفضل به أن ينتهي.دعينا حبيبتي نضع الزواج في مساره الصحيح ثم تقررين بعدها هل يسير على ما يرام أم لا .

يقول الله سبحانه و تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) (سورة الروم)


المودة و الرحمة هما أساس الزواج الناجح و أرى أنهما موجودان فى زواجكما و لكن بنسبة قليلة لذلك عليك أن تستعيني بالله سبحانه و تعالى و أن تسعي لجعل هذه النسبة أكبر و أكبر .. أكيد طبعا زوجك عليه دور هو الآخر و بإمكانك تحفيزه هو أيضا للقيام بدوره بإذن الله تعالى ..

حقيقة لا ألومك فيما تشعرين به فأنت تحت ضغوط كثيرة جعلت حياتكما بهذه الصورة ولا أقلل من كونه هو أيضا واقع تحت هذه الضغوط .. لكنني سأركز عليك أنت حبيبتي في الحل لأنك كاتبة المشكلة .

و سيكون الحل على خطوات بإذن الله تعالى:

أولا تحديد الضغوط الواقعة عليك.

ثانيا مناقشة هذه الضغوط و محاولة إيجاد وسائل لإزالتها أو على الأقل للتخفيف منها.

ثالثا وضع إطار عام للتعامل بينكم.

و أرجو من الله تعالى التوفيق و السداد

قبل أن أبدأ معك أود أن أذكرك بالرحمة ثم الرحمة ثم الرحمة فإنها و الله تكون سببا فى حل الكثير من المشاكل و حدوث الوفاق بفضل الله سبحانه و تعالى و هي من الأخلاق السامية جدا في لأى زواج و فى تقديري الشخصي الرحمة أعلى و أرقى و أكثر أهمية من الحب و ليس ذلكم تقليلا من شأن الحب و لكنه رفعا و إعلاءا من شأن الرحمة ... و يكفيك شرفا أختي الكريمة أن تكوني أمام الله سبحانه و تعالى الطرف المبادر بالرحمة .


أولا تحديد الضغوط الواقعة عليك:

1- وجود زوجة أخرى لديه و إحساسك أنه يفضلها عليك.:

حبيبتي زوجكما هو نفس الرجل فهي أيضا تشعر بالغضب منه كما تشعرين أنت فبعد أن ظل يأخذ من راتبها سنوات و سنوات ها هو تزوج بأخري .. و فرشه لشقتها حتي و إن كان هو من دفع جميع التكاليف هو محاولة منها لرد جزء مما أخذه و ليس في ذلك شيء.
هي أيضا تمر بأوقات عصيبة مثلك تماما حتى و إن اختلفت الظروف و الضغوط
و أسأل الله لك و لها الفرج.... فأرجوك حبيبتي إلغيها تماما من حساباتك و لا تنشئي مقارنات وهمية بينك و بينها اهتمي بشئونك و يكفيك ما هو وواقع عليك وهو يكفيها ما هو واقع عليها.


2- التحكم فى علاقتك بالأقارب و في طريقة اللبس.:

معلش تغاضي عن هذه النقطة و أطيعيه فيها بلا نقاش و حاولي تهدئة الأمور قدر المستطاع ..هذه الأمور تستطيعين تغييرها مع مرور الوقت و مع زيادة الاطمئنان و التآلف بينكما بإذن الله تعالى.

3- أخذه لثلث الراتب:-

من الجيد جدا أنه ليس لديك مشكلة في المساهمة فى نفقات المنزل احتسبي ذلك عند الله سبحانه و تعالى حتى تأخذى عليه أجرا فى الآخرة ... و فى رأيي الشخصي أن منزل صغير مكون من زوج و زوجة لا يتطلب مصاريف توازي ثلثي راتبك (ثلث أنت تدفعيه و ثلث من المفترض أن يدفعه هو) هو بذلك ألغى نظام المشاركة و ألغى الاتفاق المبدئي بينكم .... فى رأيي قسمي الثلث لنصفين نصف أعطه و نصف أصرفي منه على نفسك و على تصليحات البيت
بذلك تكوني ارتحت من شعورك بالاستغلال و قمت فى نفس الوقت بإصلاحات بيتك و لا تخجلين من دعوة الناس إليه.



4- المعايرة بالماضي.:-

هذه أحد النقاط الأساسية التى ينبغي البدء الفوري بعلاجها

ما فهمته من مواضيعك أنك كنت بكر و مررتي بما تمر به أى فتاة طبيعية فى بداية الزواج من الخوف و الألم ..إلخ

كرري ما أقوله على مسامعه دوما
قولي له "" أنا أخطأت فى حياتي مرة و احدة فقط و الله سبحانه و تعالى أعانني على نفسي و تبت و ضغطت على نفسي و صارحتك حتى لا يصبح الغلط غلطين بعدم إخبارك الحقيقة .... أنا كنت طول عمري مستقيمة أخطأت مرة و عدت مستقيمة كما كنت سابقا .... و لو أنني غير ذلك و لو كان في قلبي ذرة حنين لهذه الغلطة ما أخبرتك بها أصلا."



5- التهديد بالطلاق و أخذه المهر و تكاليف الزواج.

إبدئي معه بالحسنى ثم الحسنى ثم الحسنى و ذكريه بالله سبحانه و تعالى و أن هذا لا يرضي الله و إذا عايرك بماضيك قولي له الكلام الذي سبق و كتبته لك بالأعلى

استمري بالتعامل بالحسنى معه و تذكيره بالله فترة لا تقل عن 3 أشهر و إذا استمر في عناده و تهديدك بالفضيحة و الطلاق عندها هدديه أنت الأخرى بأنك ستقولين لأهلك و أهله أنه يأخذ من راتبك و أنه عارف من الأول و راضي بالوضع

لا تنهي الكلام عند هذا و لكن عودي أدراجك لللطف مرة أخري ... و قولي له يا فلان الحياة كذا ما بتسير أنت تهددني و أنا أهددك نحن زوجان فى بيت واحد و بيننا مودة و رحمة و لسنا عضوين داخل عصابة يهدد أحدنا الآخر.

6- عدم الإشباع العاطفي و الجنسي.:هذه بإذن الله سأخصص لها مشاركة بذاتها لأنه نقطة مهمة للغاية

7- نقده لشكلك و جسمك.:...
هذا الكلام يقوله من و راء قلبه و ليس حقيقي لأن ما في أجبره على الزواج بك قد يكون يقوله من أجل إغاظتك أو تفريغ غضبه ... لكن مع ذلك لا تسمحي بالتمادي ... ردي بأسلوب هاديء و مهذب و قولى له " كان أمامك العشرينيات لماذا لم تأخذ منهن ؟... اصمتي قليلا و تابعي القول أنت اخترتني أنا لسبب ما و ما في أحد أجبرك علي و مع ذلك الحمد لله أنا جميلة و متعلمة وموظفة ."
لا تكثري الكلام بعدها و لا تدخلي معه فى جدل ليس منه طائل.