المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سطام

الأخت الكريمة نايت

الحياة عندما ننظر لها من جهة واحدة تصبح سيئة حتى أننا نتمنى الموت عند حدوث أقرب صدمة, ونتمنى دوام البقاء وطول العمر عندما نسعد في لحظة من جهة أخرى وإليك الأمثلة التالية :

عندما نسافر ونكون سعداء ولانتعرض لمواقف تكدر صفو حياتنا فإننا نقرر تمديد الرحلة .

عندما نفقد أحد الأبنا في تلك الرحلة نعيش حالة من القهر واللوم .

عندما يمدنا الله بالمال ويوسع تجارتنا نسعد, وفي لحظة المرض نتمنى التنازل عن هذه التجارة مقابل تقديم العلاج الشافي .

هذه هي الحياة إن زانت لك يوم كدرتك دوم

ولو كانت السعادة نصيبنا المزمن لما أحسسنا بطعمها وحلاوتها, ولكن نستشعر بها بعد شقاء ونحس بقيمتها, ونحمد الله على العافية فغيرنا يكابد الموت ويصارع الأمراض, لا الزواج يضمن لنا السعادة ولا البقاء من دونه يضمنها لنا, ولا الأولاد يضمنونها لنا فربما ندعي عليهم بأن يصلح الله حالهم أو يأخذهم .

هي الثقة وحدها إذاً العلاج لتلك الدوامة والرضا بالقليل وبأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وربما أنه إبتلاء ودليل محبة الخالق للعبد لأن المؤمن مبتلى, وبعد الثقة يجب علينا النظر لمن هم دوننا حتى لاتنكسر رقابنا, وحتى نستشعر الراحة, وكما يقال أضحك للدنيا تضحك لك, ولا يسعني إلا أن أعطيك نموذجاً حياً يثبت صحة المقولة التي تؤكد أن الحياة من النظرة توجه, والمثال موجود وواقع بيننا (فتيات يحلمن بالإنجاب ولا يرزقن ويذهبن للطبيب للعلاج فيقول بسبب كثرة التفكير في الحمل, وبعد أن ييئسن يتم الحمل)

فالتفكير يرهق الإنسان ويجعل نظرته قاصرة ويجعل الشيطان يتحكم به فصيرورة الحياة قائمة على أنها مرحلة إنتقالية بالنسبة للسعداء ولذلك لايبالون بها, بينما من ينظر لها من منظور الديمومة فإنه يعلق الآمال ويفشل, أتمنى أن أكتب الكثير لكي أشاطرك الحزن ولكن القلم يعجز عن البوح أحياناً بما يجول بخاطرنا, جميعنا ظلم في الحياة ولكن الفرق مقدار الظلم ووقعه, فقد يظلم الزوج بسبب سوء إختياره .... الخ

لي عودة وتعقيب بشكل موسع ولكن الشرود الذهني يلازمني ولايساعدني على التركيز, عليك بالصدقة واللجوء لله سبحانه فهو القادر سبحانة على إنتشالك من حالة اليأس والشقاء إلى حالة السعادة وبلوغ المرام, كما وعدتك سأعود لموضوعك عند صفاء ذهني وفي حال كتب الله لي البقاء.

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدء سركِ وأن ينولكِ مرادك وأن يجعلك من السعداء في الدارين