منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-2018, 02:11 PM
  #9
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

الباب الثاني البعثة النبوية
الفصل الأول الوحي
المبحث الأول: بدء الوحي
في سن الأربعين أوحي إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فنزل عليه الوحي في غار حراء بالرسالة السماوية الخالدة.
47 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن أربعين، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرًا، فمات وهو ابن ثلاث وستين" (رواه البخاري).
48 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة رضي الله عنها: (إني أرى ضوءًا، وأسمع صوتًا، وإني أخشى أن يكون بي جنون).
قالت: "لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله: ثم أتت ورقة بن نوفل، فذكرت ذلك له فقال: "إن يكن صادقًا فإنَّ هذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن بعث وأنا حي فسأعزره، وأنصره، وأؤمن به" (صححه أحمد شاكر برقم: 2846).
49 - ومن حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح (ضياء الصبح، وهذا يقال في الشيء الواضح البين)، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنَّث فيه "وهو تعبد الليالي ذوات العدد" قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء.
فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني (عصرني وضمني) حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ((العلق: 1 - 3)) فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني (غطوني بالثياب ولفوني به)، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع (الخوف)، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي.
فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ (تنفق على الضعيف واليتيم والعيال، والكل: أصله الثقل والإعياء)، وتكسب المعدوم (تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق)، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (أنك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل)، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى: فقال له ورقة: هذا الناموس (هو جبريل - عليه السلام -، ومعنى الناموس: صاحب سر الخير) الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا (الشاب القوي)، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجيَّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا (قويًّا بالغً)، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي".
المبحث الثاني: فترة الوحي
وعند الإِمام أحمد زيادة لطيفة في شدة حزن النبي لفتور الوحي، تقول الزيادة "وفتر الوحي حتى حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه، تبدى له جبريل - عليه السلام - فقال له: يا محمَّد إنك رسول الله حقًّا، فيسكن ذلك جأشه، وتقرُّ نفسه عليه الصلاة والسلام، فيرجع، فإذا طالت عليه، وفتر الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل - عليه السلام - فقال له مثل ذلك" (رواه البخاري).
50 - من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي:
(بينما أنا واقف، فرفعت رأسي إلى السماء، فهذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيه بين السماء والأرض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فَجُئِثتُ (ذعرت) منه فرقًا، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني دثروني، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ((المدثر 1 - 5)). ثم تتابع الوحي (رواه البخاري).
فيكون أول ما أنزل من القرآن ابتداءً {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وأول ما نزل من القرآن بعد فترة الوحي وعودة جبريل للنزول على النبي - صلى الله عليه وسلم - {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} والله أعلم.
51 - ومن حديث جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: "اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة أو ليلتين أو ثلاثًا فقالت امرأة: ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (البخاري) (سورة الضحى: 1 - 3).
المبحث الثالث: كيف كان يأتي الوحي الرسول صلى الله عليه وسلم
52 - من حديث عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الحارث بن هشام سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
"يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ، فينفصم عني، وقد وعيت ما قال: وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا، فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد، فينفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا" (البخاري).
المبحث الرابع: تصديق ورقة بن نوفل بالرسول صلى الله عليه وسلم
53 - من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا تسبوا ورقة، فإني رأيت له جنة أو جنتين) (رواه الحاكم في المستدرك: 2/ 609، وقال: صحيح على شرط الشيخين).
54 - ومن حديث عائشة أن خديجة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة بن نوفل فقال: (قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض) (قال ابن كثير في السيرة: 1/ 397 هذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلًا).
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس