منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - منفعة الجماع**
الموضوع: منفعة الجماع**
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-2004, 01:21 AM
  #1
اللاعب
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 2,520
اللاعب غير متصل  
منفعة الجماع**

السلام عليكم



وإنهاض الشهوة والانعاظ والزيادة في المني وما يحتاج أن يتدبر به قبله وبعده، والرعدة تصيب الإنسان بعد الجماع، والبخار الشديد يصعد إلى الرأس بعد الجماع، والتعظيم والتضيق والملذذة والتي ترى ماءاً كثيراً عند الجماع، والتي تمنع سيلان الرطوبات والطمث في وقت الجماع، والمني الذي يغلظ حتى يخرج كالخيط من غلظه؛ وقد ذكرنا هذا في باب المذي.
السادسة من الأعضاء الألمة: الفتيان الكثير المني إذا لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وقلقوا وحموا وقلت شهوتهم واستمراؤهم، وأعرف قوماً كانوا كثيري المني فلما منعوا أنفسهم من الجماع لضرب من التفلسف وغيره بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم ووقعت عليهم الكأبة بلا سبب وعرضت لهم أعراض المالنخوليا وقلت شهوتهم وهضمهم ورأيت رجلاً ترك الجماع وقد كان قبل ذلك جامع مجامعة متواترة فقد شهوته للطعام فصار وإن أكل القليل لم يستمرئه، ومتى حمل على نفسه فأكل فضلاً قليلاً تقيأه من ساعته ولزمته أعراض المالنخوليا، فلما رجع إلى عادته في الجماع سكنت عنه هذه الأعراض في أسرع الأوقات.

الأنعاظ
الإستلقاء على القفا على فرش لينة حارة يزيد في الانعاظ، عكس قول ج في كلامه في انتفاخ الذكر: شد الوسط الدائم يهيج الانعاظ، والأدوية المسخنة والنافخة إذا شربت وإذا طليت على القطن وعلى الأنثيين والدبر والأطعمة المولدة للمني الكثير وترك الجماع مدة مع كثرة حديثه والسماع لما يتشوق إليه يقوي الانعاظ، وقلة إخراج الدم وترك الرياضة وكثرة الفكر ولا يغيبه بمدة طويلة إذا كان قادراً عليه، لأن الأعضاء إذا فقدت أفعالها ضعفت قواها وانسدت مجاريها، ولذلك المعتادون للجماع الكثير أقوى عليه وهم عليه أصبر وهو لهم أقل ضرراً، فأما ترك الجماع مدة طويلة والإضراب عن ذكره فإنه يقلص الذكر ويجعله شبه ذكر الشيوخ واستعماله كثيراً يوسع هذه العروق ويسهل انصباب الأخلاط إليها ويكثر له توليد المني وتكثر لذلك الشهوة.

منفعة الجماع
قال: من كان معتاداً للجماع ثم تركه فإنه ربما عرضت له العلة المسماة بارسموس وهو توتر الذكر دائماً. "لى" قولنا الضرب عن الجماع لم يغن مدة طويلة كما يضرب عنه من يريد قطعه البتة لكن بقدر ما يجتمع المني ويكثر وهو في ذلك يكثر حديثه، والإشتياق إليه ولكل ما يولد المني واستعماله خارجاً وباطناً ما سنذكره بعد هذا لمن كان ضعيف الإنعاظ، فإذا قوي إنعاظه فليتدرج إليه بالعادة فإنه إن أكثر ما جرت له به العادة قوي العضو على ذلك وجلب لنفسه ما يحتاج إليه بحسب ما قد جرت له من الرياضة والحركة.
من الثانية من تدبير الأصحاء: قد يحدث عن الجماع في البدن من اليبس ما يحدث له من كثرة الرياضة. قال: يحدث عن الجماع في البدن ولذلك ينفعه الرياضة اليسيرة والحمام والغذاء الرطب ويكون إلى الحرارة إن برد البدن بالجماع، وإلى البرودة إن سخن ولا يفارق الترطيب في الحالين.
من كتاب مابال: ركاب الخيل يعتريهم شهوة الباه أكثر ويعظم أنثييهم. من كتاب بولس في الفلاحة؛ قال: كل خبز يخبز بلا خمير فإنه يحرك الجماع جداً.
الأولى من تفسير الثانية من ابيذيميا؛ قال: الجماع يحل الإمتلاء ويمنعه لكنه يوهن قوة المعدة جداً، وترك الجماع أبلغ شيء في حفظ قوة المعدة.
الخامسة من الثانية؛ قال: الإكثار من الباه ينفع الأمراض التي تكون من البلغم. إنما ينفع منهم من قوته قوية، فأما الضعفاء فإنهم إذا أكثروا من الباه وبهم أمراض البلغم صاروا إلى الغاية القصوى من الضعف والبرد فيضرهم، فأما من كانت قوته قوية والحرارة الغريزية فيه كثيرة فإن الإكثار من الباه لا يضعفه ويحط الباه من البلغم الذي قد كثر في بدنه فإن استعمال الباه يجفف البدن كما يفعل السهر لأنه يزيد في تحليل الأخلاط، فمتى كانت القوة قوية فإن الباه يسخن الجسم، ومتى كانت القوة ضعيفة فإن الباه يسخن الجسم في وقت استعماله ثم أنه بعد يبرد تبريداً قوياً.


منقول من كتاب (الحاوي في الطب لإبي بكر الرازي )


تحياتي