منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنىّ هذا قل هو من عند أنفسكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2006, 08:31 PM
  #10
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
أشكر الأخوة والأخوات الذين شاركوا في هذا الموضوع وأدلو بآرائهم وأطروحاتهم التي أكملت النقص الذي كان يعتريه ، فشكرا لكل من :

امل الحيـاه

بسمة رضا

ssas

صن رايز

د/مايا


mahmoma

lovepeaceangel

كما أشكر لأستاذتي الكريمة بسمة رضا مداخلتيها الواقعيتين وهما مكملان لبعضهما البعض ، كما أشكر للأخت الفاضلة أمل الحياة توضيح الجانب الثاني الذي لا يتناقض مع ما تم عرضه من خلال الموضوع المطروح ولا يتعارض معه .

أحببت أن أضيف نقطة أراها في غاية الأهمية ، وأتمنى أن أرى مشاركاتكم بشأنها وهل توافقونني عليها أم لا؟

الإبتلاء يكون بالخير أو الشر ، كما في قوله تعالى : ( و نبلوكم بالشر و الخير فتنة )
وللبلاء حكم عديدة ، أهمها :

1- تمحيص الله لعباده، قال تعالى : { حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }
2- قد يكون الابتلاء قصاصاً في الدنيا مما تقترفه أيدي العباد ، و جزاءً لهم بالسيئة على السيئة .
قال تعالى : { ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَ هَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ } [ سبأ : 17 ] و قال سبحانه : { فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً }
3- قد ينزل البلاء على العباد رفعاً للدرجات ، و تكفيراً للخطايا و السيئات . قال رسول الله : ( من يرد الله به خيراً يُصِبْ منه ) ، وقال أيضا " ما يصيب المسلم من هم و لا غم و لا نصب و لا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ".
فما يحدث للزوج والزوجة من مصائب تكون عقابا إن كان الزوج أو الزوجة من الذين يقعون في المعاصي والآثام ، وقد يكون لهم رفعة لدرجاتهم إن كانا عبدين صالحين قانتين لله .

وقد قرأت أنه كما تكون سنَّة الله في ابتلاء عباده بأنواع الابتلاءات الكثيرة لتمحيص النفوس، واختبار القوَّة من الضعف والصبر من الجزع، فإنَّها من جهةٍ أخرى تكون للتنبيه للأخطار والتقصير في بعض الواجبات، قال تعالى: "ولنبلونَّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون"، وقال تعالى: "وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".

فلا يصحُّ أن نعلِّل ابتلاءاتنا دائماً بالعلَّة الأولى دون الانتباه إلى العلَّة الثانية، كما يفعل كثيرٌ منّا، فنغطِّي بذلك على أخطائنا، ونرسِّخ أمراضنا وأدواءنا من حيث نشعر أو لا نشعر.

وهكذا فإنَّ سوء العواقب بسبب أخطائنا لاشكَّ أنَّها حقيقةٌ لا يمكن إنكارها، فعدم تقدير المسلم للموقف، وعدم إحسان التصرُّف حياله، وعدم الأخذ بالأسباب، وعدم الحكمة في التعامل معه، وارتكاب المعاصي، كلُّ ذلك قد يؤدِّي إلى سوء العاقبة.

يقول الدكتور كمال المصري : " المقياس الفارق بين الابتلاء بسبب تقصيرنا، وابتلاء التمحيص والاختبار من ربِّنا سبحانه، هو "الأخذ بالأسباب". عندما نأخذ بالأسباب كاملةً ثمَّ يأتينا الابتلاء،عندها يكون اختبارا، وتمحيصا، وإنزالاً من الذنوب، ورفعاً في الدرجات. وعندما نقصِّر في أعمالنا، ونقع في الذنوب والمعاصي، عندها يكون الابتلاء عقابا، وسوء عاقبة.