منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - دورة "بوصلة الخطوبة" مع أ.خلود الغفري / المحاضرات فقط (يمنع الرد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2010, 07:34 PM
  #27
أ.خلود الغفري
كاتبة زوجية ومرشدة أسرية
 الصورة الرمزية أ.خلود الغفري
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 97
أ.خلود الغفري غير متصل  
ثانيا: نظرة أسرتك للزواج


كل أسرة لديها نظرة مختلفة تجاه زواج ابنتها (او بناتها عموما)،

وكل اسرة لها اجندة مختلفة من هذا الزواج،

وسيدهشك بأن هذه الاجندة لربما تختلف تماما او حتى تعاكس اجندتك او اهدافك من هذا الزواج..

فلربما كان قصدك من زواجك هو الاعفاف واشباع عاطفة الامومة لديكِ،

لكن والديك لديهما نظرة اخرى مختلفة تماما مثل:

النظرة التجارية:


الرجل ما يعيبه الا جيبه..

مقولة تكررت وعكست الكثير من المعتقدات لدى مجتمعاتنا،

فهناك اسر او اباء، يظنون ان الزواج لن ينجح الا بوجود وظيفة كبيرة وفيلا مستقلة،

ومهر ضخم، وحفل زفاف يتحدث عنه الناس لشهور وسنوات..

هذا هو مقياس بعض الاسر.. ولربما يكون مقياس اسرتك (وحتى انتِ).

النظرة الارستقراطية:


وهي التي تعكس تطلعنا الى عريس من عائلة مرموقة، او قبيلة معروفة،

فأنتِ بنت القبايل ذات الحسب والنسب،

ولا يجوز تزويجك الا من ذوي الحسب والنسب، بغض النظر عن بقية التفاصيل الاخرى (كدينه او اخلاقه)..

المهم هو المكانة الاجتماعية، والوظيفة المرموقة

(مهندس او دكتور او متخرج من الولايات المتحدة او معه الجواز الكندي.. الخ).

النظرة البدائية:


واسميها ايضا بالنظرة السطحية..

يعني نريد نزوجها وخلاص.. نستر عليها.. يا عيني تأخر سنها..

شكلها غير جذاب فتقبل بأي احد وتحمد ربها..

لديها اخوات اخريات ونريد ان نمشي سوقهن..

واحد يصلي وما يدخن كويس خلاص





هذه النظرة للاسف نسبتها قد تصل فوق الـ ٩٠٪ من الاسر

(ليس لدي احصائيات رسمية لكنني اخمن)..

وهذه النظرة غلبت على الكثير من فتياتنا..

فنجد واحدة تطلع لنا برواية: عايزة اتجوز..

ونجد ادعية ومأثورات في تواقيع الكثير من عضوات المنتديات: يارب اتزوج!! ادعولي اتزوج!!
المهم تتزوج وخلاص..

وتنتهي من ضغوط اسرتها او مجتمعها الذي ينظر اليها كحشرة

لا طائل منها ولا قيمة من حياتها الا بعد ان تركب قطار المتزوجات!

النظرة المستقبلية:


وهي النظرة السوية الصحيحة.. التي تنظر الى الزواج على انه مشروع استثماري.. وشراكة استراتيجية مدى الحياة..

فتتخير هذه الاسرة الزوج الصالح لابنتها، وتتأكد بقدر الامكان من مصداقيته قبل الزواج،

لانها تعتبر ان ابنتها امانة في عنقها، وتعتبر ان زواجها هو سبب لسعادتها ولتحقيق اهدافها في الحياة باذن الله تعالى.







قد تكون هناك نظرات اخرى، ولكني اجملت اكثر الانواع شيوعا،

ولا شك.. ان النظرة الاخيرة.. النظرة المستقبلية.. هي افضل نظرة لاسرتك بما يساعدك على اعطاء قرار صحيح في اهم مشروع لعمرك



ثالثا: علاقتك والمجتمع:




أعلم باننا نختلف.. فمنا الهادئة.. ومنا الثرثارة المتحدثة..

ومنا المنطوية.. ومنا الاجتماعية المنطلقة..

وبغض النظر عن نوع شخصيتك، فان علاقتك بمجتمعك لها تأثير على قرارك في خطوبتك (وربما جميع قراراتك في الحياة)..



فان كانت علاقتك سلبية مع الاخرين حولك.. فان هذا يعني انك دائمة الانتقاد والتذمر.. تبحثين عن اخطاء غيرك ونواقصهم..
لا ترغبين في التغيير.. ولا تتقبلينه حتى.. وترفضين المشاركة والعمل الجماعي..

وان رغبتِ في العمل او الوظيفة، فان هدفك اولا واخيرا هو الراتب فقط،

وليس الاندماج مع المجتمع او تقديم خبراتك لتحسينه وتطويره.



وبالطبع فان علاقتك الايجايبة مع مجتمعك هي عكس ذلك كله..


يعني انفتاحك على التغيير، وتقبلك للاخرين، وقدرتك على استخراج ايجابياتهم ومحاسنهم، وقدرتك على ايجاد ارضية مشتركة في علاقاتك معهم.



طيب.. ما فائدة علاقتك بالمجتمع على قرار خطوبتك؟؟



ببساطة.. ان المرأة التي لها علاقات اجتماعية واسعة.. وانشطة اجتماعية تطوعية (او غير تطوعية)..

يكون حكمها على الخاطب واهل الخاطب.. افضل من المرأة التي ليس لها هذه العلاقات والانشطة.

فضلا على انه يساعدها على تكيفها وقبولها لهم بعد الزواج ايضا، وبالاخص في حكاية التغيير الذي سيطال الزوج بالتأكيد



هل احبطك كلامي في الاعلى حول “هم”..

وظننتِ انني سآتيكِ بالعصا السحرية التي تخلصك من ضغوط اهلك

او تصلح مجتمعك الذي ظننتِ انه يتحكم في خطوبتك او زواجك؟





اذن تذكري مرة اخرى..





ان قرارك بالزواج من عدمه.. ومن هذا الخاطب او غيره.. مرهون باذنك انتِ..

او بأمرك.. هذا هو ما شرعه الاسلام لكِ. لا تفاوض في ذلك



وان فكرة ان الامر كله هو بيد أهلك.. او مجتمعك.. هي امور الاسلام منها بريء..
فلك الحق كل الحق.. في الزواج.. وحتى ارسال من يتوسط لك للحصول على زوج مناسب تريدينه

(كما فعلت السيدة خديجة رضي الله في قصة زواجها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)..





الامثلة كثيرة في رقي تعامل تاريخنا الاسلامي مع قضية الزواج ،

وللاسف فاننا نعيش جاهلية جديدة، تسمح في مجتمعات بأن يئد الشاب ابنة عمه ظلما لانها رفضته،

فلا يتزوجها، ولا يسمح لغيرها بالزواج منها حتى تموت وهي عانس ،

ولا تسمح مجتمعات اخرى للفتاة بأن ترى من سيتزوجها الا في ليلة دخلتها بسبب عادات وتقاليد صارمة ،

ولا يؤخذ رأيها في كثير من الاحيان في مجتمعات ثالثة عندما يكون الزواج اشبه بالصفقة لتصفية حسابات بين الاسر العوائل



هذه النماذج السيئة الاسلام منها برئ،

والرسول عليه الصلاة والسلام لم يجز زواج امرأة لان والدها لم يستأذنها في ذلك!



وانا هنا لاقول لك.. ان لديكِ الحق كل الحق في اختيار شريك حياتك،

وهذا الدورة جاءت لتغير طريقة تفكيري وتفكيرك وتفكير كل فتياتنا

لنضع حدود الاخرين في مقدار تسييرهم لقراراتنا، ونقيم شرع الله مرة اخرى،


ونيسر أمر الزواج الحلال، ليس بنظرات سطحية بدائية.. نتزوج وخلاص..

وانما بنظرة الاسلام الصحيحة لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام:

“ان جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه “.





في الجدول التالي ستقومين بالتقييم كالعادة للمحاور الثلاث اعلاه لـ هم:









ضعي علامة ان كانت علاقتك باسرتك وسطية..

وعلامة ان كانت نظرة اهلك للزواج مستقبلية..

وعلامة ان كانت علاقتك بالمجتمع ايجابية.. كما وضحنا مسبقا:









ملاحظة هامة:

في حال كانت علاقتك باسرتك او نظرة اسرتك للزواج او علاقتك بالمجتمع غير ذلك..
فاتركي مكان العلامة فارغا كما هو موضح اعلاه!
__________________
أ.خلود الغفري
كاتبة زوجية ومرشدة أسرية

مدونتي: