الناس أصناف والتعامل معهم كلٍ بحسب شخصيته وطبيعته، وليس المجاملة أو التأني نوع من النفاق والتملق ولا المصادمة والانفعال نوع الوضوح والشفافية والمصداقية.
من الحكمة أحياناً السماع فقط، ومن ثم تتخذ القرار المناسب أو تحاول تجنبه فيكون ذلك قرارك، وليس قراره.
أحيانا طرح كلمة أرى أعتقد، وش رايك لو كان كذا، كلمات تعبر عن عدم اتفاقك مع فكرته وأنتَ ابديت رأيك ، فهو إما يأخذ برأيك أو يقتنع به، وفي الوقت نفسه عبرت عن رأيك دون صدام.
العصبية والاندفاع لايعبر عن وعي أو حسن تصرف، لذلك من الطبيعي الشخص المنفعل والمندفع لايمسك مناصب أو يتقدم للأمام في مساره الوظيفي.
الذي ينجح بالحياة هو الإنسان الذكي الهادئ والذي يعرف كيف ومتى يتكلم ومتى يصمت.
انجح الناس الدبلوماسييون يأخذون مايردون أحياناً دون أن يتكلموا وهذه مرحلة عالية يكتسبها المرء مع الوقت والخبرة.
حاول أن تدرب نفسك على الهدوء، الصمت، الوئام مع زملاء العمل، لا تخطئ على أحد، وتمسك مبادئك وآرائك باحترام وهدوء.
لا تتوقع أن مديرك في العمل سيكون تفكيره نفس تفكيرك، ولا يجب أيضاً حينما تختلف معه في منهج أو فكرة أنكَ خسرت، بل ينبغي عليك أن تنفذ مايريده فأنت موظف وهو مدير، وله وجهة نظرة وإدارته (هنا أتكلم عن الوضع الطبيعي) لأن هناك حالات من المدراء من هم في الحقيقة مرضى وكل شخص ومرضه وغالباً يريدون أن يفرغوا مشاكلهم الداخلية من خلال تسلطهم على موظفيهم.

قبل يومين طلبني المدير التنفيذي في المنشأة التي أعمل بها، وناقشني في تطوير أمرين معينين يخصان عملي، وقلت له لا أرى أن ذلك مناسباً، وأتوقع من الأفضل أن يبقى الأمر كما هو، واحترم رأيي ولم يعمل مايراه، اليوم في اجتماع مع طرف ثاني أو مستفيدين، طلبوا من المدير التنفيذي نفس ماطلبه هو، قال هذا عندكم عبدالله طلبت منه ولم يوافق، وسألهم كم شخص يرى مناسبة ماطلبه هو، رفع الأغلبية أيديهم، ومع أني مازلت مصر على رأيي لأسباب كثيرة، فإني أتوقع أن يفتح المدير الموضوع ذلك مرة أخرى، ومع ذلك سأدافع عن رأيي، وسأضطر أن أجري استطلاع للمستهدفين حول رغبته لذلك (وهو رأي المدير التنفيذي) كمحاولة مني لعدم تحقيق ذلك من خلال الاستطلاع الذي آمل أن يكون الجواب (لا)، وإن كان الجواب (نعم)، فإني لابد أن أخضع لذلك وأعمل وفق رؤية المدير وأنفذ هذا الطلب بالرغم من أني لا أتفق عليه وهو يخص عملي.
العبرة من هذه القصة هو أنه حتى لو لم تتفق مع مديرك، عليك أن تعمل مايراه وبروح طيبة، لأن مسمى مدير يعني إدارة العمل كما ينبغي وتحقيق أهداف المنشأة أو الإدارة والوصول إليها يتطلب أن يكون للمدير ذوقه ولمساته واجتهاداته، لذلك يتوقع من الموظفين أن يكونوا منفذين لخططه وتوجيهاته، وإن كان لهم رأي مخالف عليهم أن يطرحوه بالطريقة المناسبة التي توصل وجهة نظرهم بكل دقة.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..