منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2018, 12:40 PM
  #31
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الحادي عشر: عبد الله بن الزبير "أول مولود بعد الهجرة"
199 - من حديث أسماء رضي الله عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير، قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإِسلام" (1).
دخوله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها
200 - من حديث عائشة رضي الله عنها: "تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوعكت فتمزق شعري، فوفي جميمة، فأتتني أمي أم رومان -وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها, لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين" (2).
201 - وقد دخل النبي في شوال كما جاء ذلك عنها (3).
المبحث الثاني عشر: قصة الأذان ومشروعيته
202 - من حديث عبد الله بن زيد قال: "لما أمر رسول الله وسلم بالناقوس ليضرب به للناس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا: فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ فقلت: بلى فقال: تقول الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.
قال: ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال: وتقول إذا قمت إلى الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت، فقال: (إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك).
وزاد أحمد في رواية "فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجر رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فلله الحمد) (4).
المبحث الثالث عشر: عبد الله بن أبي وإيذاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم
203 - من حديث أسامة بن زيد قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب حمارًا، عليه إكاف تحته قطيفة فدكيه، وأردف وراءه أسامة، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج. وذاك قبل وقعة بدر، حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، فيهم عبد الله بن أبي، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمَّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال: لا تغبروا علينا.
فسلم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم وقف فنزل، فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن. فقال عبد الله بن أبي: أيها المرء! لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقًّا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه.
فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، قال: فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا. فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: (أي سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب؟) -ويريد عبد الله بن أبي- (قال كذا وكذا) قال: اعف عنه يا رسول الله واصفح. فوالله! لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه، شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -" (5).
المحبث الرابع عشر: الإذن بالقتال
204 - قال الزهري أول آية نزلت في القتال كما أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} (6).
205 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ - {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} (7) وهي أول آية نزلت في القتال" (8).
المبحث الخامس عشر: غزوة الأبواء
قال البخاري رحمه الله: "قال ابن إسحاق أول ما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأبواء ثم بواط ثم العشيرة" (9).
الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة ثلاثة وعشرون ميلًا (10).
أو ودان: قرية جامعة من أمهات القرى من عمل الفرع (11). والأبواء وودان: مكانان متقاربان ليس بينهما إلا ستة أميال أو ثمانية أميال.
وكان خروجه - عليه السلام - إلى الأبواء في صفر على رأس اثني عشر شهرًا من مهاجره (12).
وقبل هذ الغزوة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل بعض السرايا وهي: 1 - سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر من جهينه، فلقوا أبا جهل بن هشام فحجز بينهم مخشي بن عمرو الجهني وكان حليفًا للفريقين (13).
2 - سرية عبيدة بن الحارث حتى بلغ ثنية المرة، فوجد هناك جمعًا للمشركين، ولم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمي في الإسلام، وفي هذه السرية فر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان وكانا قد حبسا من قبل المشركين (14).
واختلف أهل السير: أي البعثين كان أول: أبعث حمزة، أو بعث عبيدة. فقال ابن إسحاق أول راية عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأول سرية بعثها عبيدة بن الحارث (15)، قال ابن إسحاق: وبعض الناس يزعمون أن راية حمزة أول راية عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (16).
وقال المدائني " أول سرية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حمزة بن عبد المطلب في ربيع الأول من سنة اثنتين إلى سيف البحر من أرض جهينة" (17).
ويقول ابن إسحاق: "ويقول بعض الناس: كانت راية حمزة أول راية عقدها - صلى الله عليه وسلم - لأحد من المسلمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معًا، فشبه ذلك على الناس" (18).
.................................................. .................................................. ......
(1) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه رقم: 3909، ومسلم في الأدب باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته حديث: 2146 وقد جاء أيضًا من حديث عائشة عند البخاري رقم: 3910 ومسلم: 2148.
(2) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب تزويج النبي عائشة رقم: 3894 وجاء بأرقام: 3896، 5133، 5134، 5156، 5158، 5160، ومسلم في النكاح باب تزويج الأب البكر الصغيرة: 1422.
(3) أخرجه مسلم في النكاح باب استحباب التزويج في شوال: 1423، الترمذي النكاح باب ما جاء في الأوقات التي يستحب فيها النكاح رقم: 1093، وابن ماجه النكاح باب متى يستحب البناء بالنساء: 1990.
(4) أخرجه أبو داود في الصلاة باب كيف الأذان: 499 الدارمي: 1/ 269، الصلاة باب في بدء الأذان، ابن ماجه الأذان باب بدء الأذان رقم: 706، البيهقي 1/ 391، أحمد في المسند: 4/ 43، الترمذي في الصلاة باب ما جاء في بدء الأذان رقم: 189 وقال حسن صحيح، والبخاري في خلق أفعال العباد ص: 34 - 35، وابن الجارود: 158، والدارقطني: 1/ 341، والسيرة النبوية لابن هشام: 2/ 177، 178، وابن خزيمة: 371، وعبد الرزاق: 1787. وقد صححه جماعة من الأئمة كالبخاري والذهبي والنووي وغيرهم- انظر نصب الراية: 1/ 259 - 260.
(5) أخرجه البخاري في التفسير باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب ... رقم: 4566، ومسلم في الجهاد والسير باب في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره على أذى المنافقين رقم: 1798.
* أكاف: هو للحمار بمنزلة السرج للفرس، قطيفة: دثار مخمل.
* عجاجة الدابة: ما ارتفع من غبار حوافرها. خمَّر أنفه: غطاه. يخفضهم: يسكنهم ويسهل الأمر بينهم شرق بذلك: غص ومعناه حسد النبي.

(6) فتح الباري: 7/ 280، وقال أخرجه النسائي وإسناده صحح، انظر السنن الكبرى، للنسائي التفسير باب قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} رقم: 11346.
(7) سورة الحج: 39.
(8) أخرجه الترمذي في التفسير باب سورة الحج رقم: 3170، والنسائي الجهاد باب وجوب الجهاد: 6/ 2، وفي الكبرى رقم: 11345، أحمد في المسند: 1/ 216، الحاكم في المستدرك: 2/ 66، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(9) أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة العشيرة أو العسيرة. 3949 من ضمن الترجمة للباب.
(10) دلائل النبوة للبيهقي: 3/ 9.
(11) السيرة النبوية ابن هشام: 1/ 591.
(12) السيرة ابن هشام: 1/ 591.
(13) ابن هشام: 1/ 595، ابن سعد: 2/ 6، الطبري: 2/ 259، 260، ابن كثير: 2/ 338 ابن سيد الناس: 1/ 224.
(14) ابن هشام: 1/ 591 ابن سعد: 2/ 7 ابن كثير: 2/ 338، 339، ابن جرير: 2/ 261.
(15) أخرجه ابن هشام: 1/ 591.
(16) ابن هشام: 1/ 595.
(17) دلائل النبوة للبيهقي: 3/ 10 نقلا عن المدائني، ابن هشام: 2/ 228 - 230، بينما هي في المغازي في رمضان من السنة الأولى للهجرة: مغازي الواقدي: 1/ 2 البيهقي الدلائل: 3/ 15.
(18) أخرجه ابن هشام: 1/ 595 - 596.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس