منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2018, 12:52 PM
  #33
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

الفصل الثاني غزوة بدر الكبرى
المبحث الأول: تاريخ الغزوة وأسبابها

214 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "التمسوها (يعني ليلة القدر) في سبع عشرة، وتلا هذه الآية (يوم التقى الجمعان) يوم بدر، قال: أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين" (1).
215 - ومن حديث ابن مسعود أيضًا: قال في ليلة القدر (تحروها لإحدى عشرة يبقين صبيحتها يوم بدر).
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "أما غزوة بدر فمتفق عليه بين أهل السير: ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو الأسود وغيرهم، واتفقوا على أنها كانت في رمضان، قال ابن عساكر: والمحفوظ أنها كانت في يوم الجمعة، وروي أنها كانت في يوم الاثنين وهو شاذ، ثم الجمهور على أنها كانت سابع عشرة، وقيل ثاني عشرة، وجمع بينهما بأن الثاني ابتداء الخروج والسابع عشر يوم الوقعة" (2).
قلت: وخلاصة الأمر كما جاء في قول ابن حجر أن الخروج كان في الثاني عشر، والسابع عشر يوم الوقفة، والتاسع عشر كما في قول ابن مسعود الثاني هو انتهاء الغزوة وخاصة أن الرسول - عليه السلام - كان يقيم في عرصة أي قوم يغزوهم ثلاثًا، وكذا فعل في بدر كما سيأتي بيانه".
المبحث الثاني: مرحلة ما قبل المعركة
1 - إرسال العيون للتجسس على قوافل قريش
216 - من حديث أنس: قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله (قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه) قال: فحدثه الحديث قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال: (إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا) فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال: (لا إلا من كان ظهره حاضرًا) (3).
2 - المشاورة الأولى من الرسول لأصحابه في المدينة
217 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة، فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله الناس فانطلقوا ..) الحديث (4).
3 - دعوة الرسول - عليه السلام - الناس للخروج
218 - من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان مقبلًا من الشام: ندب المسلمين إليهم وقال: (هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها، فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقى حربًا.
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان خوفًا على أمر الناس، حتى أصاب خبرًا من بعض الركبان: أن محمدًا استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك. فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشًا فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدًا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعًا إلى مكة (5).
4 - قلة المراكب من الجمال والخيول
219 - من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وقال: وكانت عقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقالا: نحن نمشي عنك.
فقال: (ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما) (6).
220 - ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"قال: لقد أتينا ليلة بدر وما فينا إلا نائم إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو، وما كان فينا فارس إلا المقداد" (7).
5 - عدد المسلمين في غزوة بدر
221 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة" (8).
222 - ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان عدة أهل بدر عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ثلثمائة وسبعة عشر" (9).
223 - ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلًا من أصحابه .. فذكر الحديث" (10).
وهذه الرواية لا تنافي التي قبلها لاحتمال أن تكون هذه الرواية لم يعد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الرجل الذي لحق بهم.
6 - عدم السماح لمن لم يبلغ بالخروج
224 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفًا على ستين، والأنصار نيفًا وأربعين ومائتين" (11).
225 - ومن حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى عمير بن أبي وقاص، فاستصغره حين خرج إلى بدر، ثم أجازه قال سعد: فيقال: أنه خانه سيفه قال عبد الله بن جعفر قتل يوم بدر" (12).
7 - رفضه الاستعانة بالمشركين
226 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جئت لأتبعك وأصيب معك، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تؤمن بالله ورسوله؟).
قال: لا: قال: (فارجع فلن أستعين بمشرك).
قالت: ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل. فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال أول مرة: قال: (فارجع فلن أستعين بمشرك) قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أول مرة: (تؤمن بالله ورسوله) قال: نعم. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فانطلق) (13).
.................................................. ..................................
(1) أخرجه أبو داود في الصلاة باب من روى أنها ليلة سبع عشرة: 1384 والبيهقي: 4/ 310 وابن أبي شيبة: 3/ 75 - 76، والطبراني في الكبير: 9074: 9579، وعبد الرزاق في المصنف: 7697 والطحاوي: 2/ 54، وابن نصر المروزي في مختصر قيام رمضان ص: 108، والحاكم في المستدرك 3/ 20 - 21 وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وأخرجه الطبري في التاريخ: 2/ 266 بإسناده صحيح، وعزاه السيوطي في الدر المنثور: 6/ 376، إلى سعيد بن منصور وابن مردويه.
(2) التلخيص الحبير: 4/ 89 رقم الحديث: 1826.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: 1901 أحمد في المسند: 3/ 136.
* يعني الخيل أي لو أمرتنا بإدخال خيولنا في البحر وغشيتنا إياها فيه لفعلنا.
(4) أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة بدر رقم: 1779 وأحمد في المسند: 3/ 188، 3/ 100، 4/ 228، 6/ 29.
(5) أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق: 2/ 606 - 607، بسند صحيح فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
(6) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 411، طبعة لبنان رقم: 3901، طبعة أحمد شاكر، ابن حبان: 1688، والحاكم: 3/ 20، وقال حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 69، رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وحديث حسن وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، وحسنه الشيخ أحمد شاكر.
(7) الفتح الرباني: 21/ 36 والطيالسي: 2342 وأبو يعلى والحديث سنده صحيح.
(8) أخرجه البخاري في المغازي باب عدة أصحاب بدر رقم: 3958، الترمذي في السير باب ما جاء في عدة أصحاب بدر رقم: 1598 وقال حديث حسن صحيح.
(9) كشف الأستار عن زوائد البزار رقم: 1784 وقال الهيثمي: 6/ 93 رواه البزار ورجاله ثقات.
(10) أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد باب في نفل السرية تخرج من العسكر رقم: 2747، والحاكم: 2/ 145 وقال صحيح على شرط مسلم، والبيهقي: 9/ 57، وحسنه الحافظ في الفتح: 7/ 292 والحديث حسن والله أعلم.
(11) أخرجه البخاري في المغازي باب عدة أصحاب بدر رقم: 3956.
(12) كشف الأستار عن زوائد البزار: 1770 قال الهيثمي في المجمع: 6/ 69، رواه البزار ورجاله ثقات.
(13) أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب كراهة الاستعانة في الغزو بالكافر رقم: 1817، أبو داود في الجهاد والسير باب في المشرك يسهم له:2732، والترمذي في السير ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم: 1558، وقال حسن غريب، والدارمي: 2/ 233 وأحمد: 6/ 67، 49.
يحتمل أن عائشة كانت مع المودعين فرأت ذلك، ويحتمل أنها أرادت بقولها: كنا، كان المسلمون، كذا قال النووي في شرح مسلم: 12/ 198 - 199.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس