منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2019, 09:21 PM
  #38
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

15 - مناجاة ودعاء، ومطر ونقاء
237 - من حديث علي السابق الذكر رقم: 231: قال: " أصابنا من الليل طش من المطر -يعني الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر- فانطلقنا تحت الشجر والحجف، نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه ويقول: (اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد) قال: فلما تطلع الفجر نادى: (الصلاة عباد الله) فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله وحض على القتال" (1).
238 - من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض)، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه.
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: "يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} (2) فأمده الله بالملائكة" (3).
238 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد) فأخذ أبو بكر بيده، فقال حسبك فخرج وهو يقول: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (4).
239 - ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلًا من أصحابه، فلما انتهى إليها قال (اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلى قد رجع بجمل أو جملين واكتسوا أو شبعوا " (5).
16 - استفتاح أبي جهل ودعاؤه يوم بدر
240 - أ - من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: "كان المستفتح يوم بدر أبا جهل قال: اللهم "أقطعنا للرحم وآتانا بما لم يُعرف فأحنه الغداة" فبينما هم على تلك الحال، وقد شجع الله المسلمين على لقاء عدوهم، وقللهم في أعينهم حتى طمعوا فيهم، خفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خفقة في العريش ثم انتبه فقال: (أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامته، آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع، أتاك نصر الله وَعِدتُه) (6).
240 - ب - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت (7): {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} (8) (9).
17 - نزول جبريل عليه السلام يوم بدر
241 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: (هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب) (10).
18 - أسلوب القتال
242 - من حديث أبي طلحة رضي الله عنه قال: "غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر" (11).
وهذا المبدأ "قتال الصف" قرره الإسلام وحث عليه في قول الله تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوص} (12).
فأسلوب القتال هذا الذي ذكره القرآن يعطي القائد القدرة الفائقة للسيطرة على الجند.
19 - تسويته الصفوف وقصته مع سواد
243 - من حديث محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر الباقر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتخطى بعرجون فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري فقال: "يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني"، فكشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه فقال: (استقد) قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟).
قال يا رسول الله: "حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير، وقال له خيرًا" (13).
20 - عريش القيادة النبوية يوم بدر
ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له عريش يدير منه المعركة يوم بدر، وقد شارك أيضًا صلوات الله عليه في الحرب والمعركة ونزل إلى ساحة القتال.
244 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو في قبة له يوم بدر .. وذكر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (14).
245 - ومن طريق ابن إسحاق: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حرض أصحابه على القتال، ورمى المشركين بما رماهم به من التراب، وهزمهم الله تعالى صعد إلى العريش أيضًا ومعه أبو بكر، ووقف سعد بن معاذ ومن معه من الأنصار على باب العريش، ومعهم السيوف خشية أن تكر راجعة من المشركين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (15).
المبحث الثالث: المرحلة الثانية: أحداث المعركة
1 - المبارزة بين المسلمين والمشركين
246 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وقال قيس بن عبادة: وفيهم أنزلت {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر، حمزة، وعلي، وعبيدة، أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة" (16).
247 - ومن طريق ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال:
"ثم خرج عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم عوف، ومعوذ، أبناء الحارث -وأمهما عفراء- ورجل آخر يقال: هو عبد الله بن رواحة فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم.
قالوا: من أنتم؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي: علي، قالوا: نعم، أكفاء كرام.
فبارز عبيدة -وكان أسن القوم، عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة.
فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه، واحتملا صاحبهما، فحازاه إلى أصحابه (17).
248 - من حديث علي بن أبي طالب قال: "تقدم يعني عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه وأخوه، فنادى من يبارز فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيده بن الحارث) فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة" (18).
وقد وافقت رواية حديث علي هذه بأنه قتل شيبة وحمزة قتل عتبة ثم أعانا عبيدة على الوليد ما رواه الطبراني بإسناد حسن عن علي قال: "أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث على الوليد بن عتبة، فلم يعب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك علينا" (19).
وقال ابن حجر (بعد أن ذكر حديث علي الذي رواه أبو داود): وهذا أصح الروايات، لكن الذي في السير أن الذي بارز علي هو الوليد، وهو المشهور، وهو اللائق بالمقام لأن عبيدة وشيبة كانا شيخين كعتبة وحمزة، بخلاف الوليد وعلي فكانا شابين (20).
ولمن أراد زيادة تفصيل في هذا الأمر فليراجع كتاب مرويات غزوة بدر ومناقشة الأقوال في بيان من بارز كل واحد من الثلاثة من المشركين الثلاثة أيضًا، والأظهر والله أعلم ما جاء في حديث أبي داود عن علي رضي الله عنه؛ لأنه أصح الروايات كما قال ابن حجر رحمه الله تعالى.
.................................................. .......................
(1) انظر التخريج حديث رقم: 231.
* يهتف بربه: يصيح ويستغيث بالله بالدعاء.
(2) سورة الأنفال: 9.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر رقم: 1763، وأحمد في المسند: 1/ 30 - 32.
(4) أخرجه البخاري في المغازي باب: (إذ تستغيثون ربكم ...) رقم: 3953.
(5) انظر تخريج الحديث رقم: 223.
(6) أخرجه أحمد في المسند: 5/ 431، الحاكم في المستدرك: 2/ 328، وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي، ابن كثير في السيرة: 2/ 434 وسنده حسن، وفي التفسير: 296/2 وعزاه للنسائي، وانظر سيرة ابن هشام: 1/ 626 - 627، البيهقي في الدلائل: 3/ 74.
(7) الآية: 32 سورة الأنفال.
(8) سورة الأنفال آية:33.
(9) أخرجه البخاري في تفسير سورة الأنفال باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم رقم: 4649 فتح الباري: 3098، مسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار باب قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}، الآية حديث رقم: 2796.
(10) أخرجه البخاري في المغازب باب شهود الملائكة بدرًا رقم: 3995.
(11) أخرجه أحمد في المسند الفتح الرباني: 21/ 43، وإسناده صحيح كما قال شاكر في تحقيقه للمسند: 4/ 39 حديث رقم: 2197 - 2198 ورجال هذا الإسناد ثقات، وقد جاء أيضًا من حديث أبي أسيد الساعدي أخرجه أبو داود: 2663 بسند حسن.
(12) سورة الصف: 4.
(13) الإصابة في تمييز الصحابة: 2/ 95، وسنده حسن إلا أنه مرسل، ويسنده ما جاء عن عبد الله بن جبير الخزاعي في مجمع الزوائد: 6/ 289، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات على ما في عبد الله بن جبير من ضعف كما جاء في التهذيب: 5/ 168.
(14) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ تستغيثون ربكم ... رقم: 3953 من طرق متعددة.
(15) البداية والنهاية: 3/ 284، وانظر سيرة ابن هشام: 1/ 620، والطبري في التاريخ: 2/ 440، والبيهقي في الدلائل: 3/ 44، جميعًا من طريق ابن إسحاق من مرسل عبد الله بن أبي بكر.
(16) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: 3965، وقد جاء هذا الحديث أيضًا من طريق أبي ذر رضي الله عنه عند البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل رقم: 3966، ومسلم بشرح النووي: 18/ 166، وابن ماجه برقم: 2835، الطيالسي: 2/ 21، والطبراني في الكبير: 3/ 164، وقال الحاكم: 2/ 386 عن حديث علي: لقد صح الحديث بهذه الروايات من طريق علي، كما صح من طريق أبي ذر.

(17) أخرجه ابن هشام في السيرة بإسناد حسن عن ابن إسحاق: 1/ 625 ولكنه مرسل، وفتح الباري: 7/ 298، وقد أخرجه الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 2/ 193 من حديث علي وإسناده صحيح.
* فذففا: أسرعا قتله.
(18) أخرجه أبو داود في الجهاد باب في المبارزة رقم: 2665 وإسناده صحيح كما قال ابن حجر في فتح الباري: 7/ 298، وأحمد: 1/ 117، وأخرجه الحاكم: 3/ 187 - 188، عن ابن عباس وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(19) فتح الباري: 7/ 298.
(20) فتح الباري: 7/ 298.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس