منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2019, 09:22 PM
  #39
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

2 - أوامر القائد الأعلى بالنضح بالنبل
249 - من حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: "قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم) " (1).
وفي رواية أبي داود زيادة (إذا اكثبوكم فارموهم بالنبل، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم" (2).
3 - وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
250 - من حديث ابن عباس قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: (ناولني كفًّا من حصى) فناوله، فرمى بها وجوه القوم، فما بقى أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (3).
251 - ومن حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بدر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ كفًّا من الحصى، فاستقبلنا به فرمى بها وقال: (شاهت الوجوه) فانهزمنا فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (4).
4 - مشاهد وأحداث من المعركة
أ - عمير بن الحمام والتمرات:
252 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " ... فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يقدمَنَّ أحد منكم إلى شيء، حتى أكون أنا دونه) فدنا المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض).
قال: يقول عمير ابن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: "نعم" قال: بخ بخ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما يحملك على قولك بخ بخ؟) قال: لا. والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: (فإنك من أهلها) فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل" (5).
ب - مصرع أبي جهل لعنه الله:
253 - من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قال: "بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فهذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا. قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال مثلها.
قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: (أيكما قتله؟) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: (هل مسحتما سيفيكما؟) قالا: لا: فنظر في السيفين فقال: (كلاكما قتله)، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء" (6).
254 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (من ينظر ما صنع أبو جهل؟) فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضرباه! أبناء عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبو جهل، قال: وهل فوق رجل قتله قومه أو قال: قتلتموه" (7).
255 - ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "أدركت أبا جهل يوم بدر صريعًا، فقلت: أي عدو الله قد أخزاك الله؟ قال: وبما أخزاني: من رجل قتلتموه، ومعي سيف لي، فجعلت أضربه ولا يحتك فيه شيء، ومعه سيف له جيد، فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته، ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: (الله الذي لا إله إلا هو).
قلت: الله الذي لا إله إلا هو.
قال: فانطلق فاستثبت فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر، ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انطلق) فانطلقت معه فأريته، فلما وقف عليه - صلى الله عليه وسلم - قال: (هذا فرعون هذه الأمة) (8).
جـ - مصرع أمية بن خلف:
256 - من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي (9) بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت "الرحمن" قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته (عبد عمرو).
فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزَه حين نام الناس، فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا -وكان رجلًا ثقيلًا - فلما أدركونا قلت له: ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتجللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن ابن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه" (10).
257 - ومن حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "كان أمية بن خلف لي صديقًا بمكة، وكان اسمي عبد عمرو فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن، ونحن بمكة، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماك أبوك؟ قال: فأقول: نعم.
قال: فإني لا أعرف الرحمن، فاجعل بيني وبينك شيئًا أدعوك به، أما أنت فلا تجبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف!.
قال: وكان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه، قال: فقلت: يا أبا علي اجعل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله، قال: قلت نعم.
قال: فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله فأجبته فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر، مررت به وهو واقف مع ابنه علي، وهو آخذ بيده قال: ومعي أدراع لي قد استلبتها، فأنا أحملها، فلما رآني قال: يا عبد عمرو فلم أجبه، فقال: يا عبد الإله، فقلت: نعم، قال: هل لك فيَّ فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك؟ قال: قلت: نعم ها الله؟
قال: فطرحت الأدراع من يدي، وأخذت بيده وبيد ابنه وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن؟ ثم خرجت أمشي بهما.
قال ابن هشام: يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن" (11).
د - مصرع عبيد بن سعيد بن العاص على يد الزبير:
258 - من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "لقيت يوم بدر عبيد ابن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه فطعنته في عينه فمات".
قال هشام، فأخبرت أن الزبير قال: "لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها".
قال عروة: "فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل" (12).
.................................................. ............................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب من شهد بدرًا رقم: 3984، 3985 أحمد انظر الفتح الرباني: 21/ 42 والبيهقي في الدلائل: 3/ 70.
(2) أخرجه أبو داود في السنن طبعة الساعاتي: 2/ 48 وسكت عنه المنذري والإسناد ضعيف والله أعلم، وفي إسناده إسحاق بن نجيح قال في التقريب: 1/ 61، مجهول، ومالك بن حمزة بن أبي أسيد: التقريب: 2/ 224، مقبول، ولكنه أخرجه بإسناده آخر وهو سند حسن في نفس الصفحة.
(3) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 84 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح انظر الطبراني: 11750.
(4) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 84 رواه الطبراني وسنده حسن، انظر الطبراني في الكبير: 3127، 3128، ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين: 237.
(5) أخرجه مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد: رقم: 1901، أحمد في المسند: 3/ 136 - 137، والحاكم في المستدرك:3/ 426 - وابن سعد في الطبقات: 2/ 25، والبيهقي في السنن: 9/ 43.
* بخ بخ: كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمة في الخير.
قرنه: جعبة النشاب.
(6) أخرجه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا رقم: 3988، ومسلم في الجهاد والسيرة باب استحقاق القائل سلب القتيل: 1752، الحاكم: 3/ 425 - والطبري في التاريخ: 2/ 454 - 455، والبيهقي في الدلائل: 3/ 83 - 85.
(7) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبو جهل رقم: 3963، مسلم في الجهاد، باب قتل أبي جهل رقم: 1800، أبو داود في الجهاد باب خصة في السلاح يقاتل به في المعركة رقم: 2709، أحمد في المسند: 3/ 115، 129، 236.
(8) أخرجه الهيثمي في المجمع: 6/ 79 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة، قال عنه في التقريب: 2/ 216، صدوق من العاشرة فيكون الحديث حسنًا والله أعلم، وانظر الطبراني من حديث: 8468 - 8476، والبيهقي في الدلائل: 2/ 261 - 262، والبزار كلما في الكشف: 1/ 288 - أحمد كما في الفتح الرباني: 21/ 38.
(9) الصاغية: صاغية الرجل: ما يميل إليه، ويطلق على الأهل والمال.
(10) أخرجه البخاري في كتاب الوكالة باب إذا وكل المسلم حربيًّا في دار الحرب رقم: 2301، فتح الباري: 4/ 480، ابن هشام في السيرة، 1/ 632، بإسناد حسن والطبري في التاريخ: 2/ 451 - 453، مسلم برقم:1752.
(11) السيرة النبوية ابن هشام: 1/ 631، وسنده صحيح وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
(12) أخرجه البخاري في صحيحه في المغازي باب شهود الملائكة بدرًا حديث رقم: 3998.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس