منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - للسيدات /// اسباب الدوالي مع الشرح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2004, 04:54 PM
  #2
بلوبيرد
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,722
بلوبيرد غير متصل  
وإذا كان من السهولة للطبيب تشخيص جلطة في أوردة الأطراف السفلى الداخلية بسبب أعراضها الواضحة المتمثلة بتورم في الساق والفخذ، المصحوب بألم شديد وسخونة، وكذلك بفضل سرعة تشخيصها بواسطة فحص الصدى والأمواج فوق الصوتية الذي قلل من ضرورة إجراء تصوير ملون للأوردة، إلا أن جلطة أوردة الحوض العميقة يصعب تشخيصها بالفحص السريري وحده نظرا لقلة أعراضها وغموضها في بعض الأحيان عندما لا تصاحبها علامات واضحة مثل حدوث تورم ووجع في الطرف السفلي المصاب وتقتصر على دلائل غير كافية مثل ارتفاع متواضع في حرارة الجسم مع وجع أو التهابات في الحوض أو اضطرابات في وظيفة المثانة أو الشرج ولهذا فإن إجراء فحص الصدى والأمواج فوق الصوتية يعد في الوقت الحاضر أهم خطوة تسمح بتشخيص الجلطة دون تأخير والمباشرة بوصف العلاج المناسب.
ومع أن الجلطات تعادل أقل من 1% من جميع حالات الولادة ويحصل ثلثاها بعد الولادة مباشرة إلا أن خطورتها تقضي بإعطائها كل الأهمية المطلوبة وخصوصا في حالات البدانة والولادة القيصرية، وبأن يتعامل الطبيب معها بصورة حذرة في حالات الحمل المستقبلية بعد إجراء تقييم دقيق لوضع المريضة.
وبالإضافة إلى الجلطات العميقة فقد تتعرض المرأة الحامل للإصابة بتخثرات في الأوردة السطحية ذاتها المصابة بالدوالي وذلك على شكل وتر أحمر اللون ساخن ومؤلم يصاحبه التهاب على طول مسار الوريد الصافن المصاب بالدوالي. ويتم تشخيص هذه التخثرات ومعالجتها بسهولة بواسطة الأدوية القامعة للالتهابات بالإضافة إلى الأدوية المانعة لتراكم الصفائح الدموية مثل الأسبرين واستخدام الجوارب والأربطة الطبية الخاصة.


الدوالي وحبوب منع الحمل
منذ أن اكتشف الطبيب بينكوس عام 1953 بأن إعطاء المرأة مزيجا من هورموني الأستروجين والبروجسترون يؤدي إلى منع الإباضة أي منع حدوث حمل، وهذه الطريقة تحتل المرتبة الأولى بين وسائل منع الحمل من حيث دقتها والأمان الذي تقدمه للنساء. إلا أن ما يقارب 50% من نساء أوروبا يرفضن استعمالها اليوم نظرا للخطر المحتمل على الأوعية الدموية ولا يتبعها سوى 30% من النساء الأوروبيات البالغات ما بين سن النضوج وسن اليأس.
وقد اتضح للأطباء منذ فترة طويلة بأن هناك خطرا لا يستهان به لحدوث تخثرات دموية شريانية وريدية من جراء استعمال الحبوب بالإضافة إلى تسببها بحدوث دوالي في الأطراف السفلى. وبدا واضحا من الدراسات العديدة أن لهذين الخطرين علاقة مباشرة بقوة تركيز الإستروجين مما فرض التخلي عن الجيل الأول من الحبوب الذي كان يحتوي على نسبة عالية من الإستروجين تقارب 100 ميكروغرام في الحبة الواحدة وابتكار جيل آخر لا يتعدى فيه50 ميكروغرام حتى تم التوصل أخيرا إلى الجيل الثالث الذي يحتوى على 30 ميكروغرام، بل وأن هذه النسبة تصل في بعض الحبوب الحديثة إلى 20ميكروغرام فقط. وكذلك الأمر فيما يخص البرجسترون فهو مسؤول بشكل مباشر عن الإصابة بجلطات وريدية وذلك من جراء التغييرات التي يعود سببها لبعض عوامل تميع الدم بينما يؤثر البروجستون على حركة وانقباض وسمك جدار الأوردة مؤديا في بعض الحالات إلى ظهور دوالي أو إلى تفاقمها إن كانت موجودة قبل تناول الحبوب.
وفي غالبية الحالات يبدأ مفعول حبوب منع الحبوب على الأوردة وظهور الدوالي أو تفاقمها مع بداية العلاج وتستقر الحالة بعد ثلاثة شهور من بدء العلاج وتعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق بعد شهر واحد من وقفه.
تحتاج خطورة حبوب منع الحمل إلى تقييم جديد في ظل المعطيات العلمية الحديثة، فلقد ساهمت بعض المجلات غير الطبية في تضخيم خطر حبوب منع الحمل على الأوردة.
فمن الضروري قبل اتباع علاج هورموني لغاية منع الحمل إجراء فحص طبي ومخبري مسبق لأنه الوحيد الكفيل بتخفيف الآثار الجانبية للحبوب، فلا عجب أن يكون للحبوب مضاعفات إذا ابتاعتها سيدة من الصيدلية دون التأكد من أنها تناسب جسمها لأنه إذا تم احترام القواعد التقليدية لعدم اتباع علاج هورموني لمنع الحمل فإن تأثيره سيكون طفيفا……فهناك بعض النساء المعرضات للخطرأكثر من غيرهن عند استعمال حبوب منع الحمل مثل البدينات والمدخنات والمصابات بارتفاع في ضغط الدم ومعدلي الدهنيات والسكري، ولكن الخطر الرئيسي يكمن في حالة وجود جلطة سابقة لدى المرأة أو عائلتها تجعل احتمال تأثير الحبوب على الأوردة جديا للغاية.
وفيما يخص الدوالي فإنه لمن الضروري التمييز ما بين الدوالي التي ظهرت بالفعل بعد بدء تناول الحبوب وتلك التي كانت موجودة من قبل، ثم ازدادت حدة بعد استعمالها، لكن حبوب منع الحمل تؤثر بلا شك لدى بعض النساء على ظهور دوالي أو زيادة خطورتها، ونشاهد باستمرار نساء في مقتبل العمر يتعاطين حبوبا لمنع الحمل تحتوي على مزيج من الاستروجين والبروجسترون يطلبن النصيحة والعلاج بسبب ظهور شعيرات سطحية أو بقع شعرية دموية غير مرغوبة في منطقة الساق أو الفخذ لم تكن موجودة قبل البدء بتناول حبوب منع الحمل. وقد تكون التوسعات الوريدية في بعض الأحيان كبيرة الحجم ومزعجة ومنتشرة في مناطق مختلفة من الساق والفخذ وقد يصحبها أحيانا تورم أو ثقل أو ألم في الساق ظهرت بصورة سريعة.
ومن الاحتياطات التي من شأنها تخفيف الخطر الوريدي للحبوب نذكر بالإضافة إلى الفحص الطبي المسبق أهمية استعمال الحبوب خفيفة التركيز وضرورة إيقاف العلاج الهورموني قبل إجراء عملية جراحية بشهر.
وفي حالة حدوث جلطة وريدية أو داخلية فإن وقف العلاج الهورموني بشكل قطعي وأبدي أمر لا يناقش. أما في حالات ظهور الدوالي أو تفاقمها فإن الأمر يحتاج إلى تقييم للفوائد والسيئات قبل اتخاذ القرار بالمواظبة على العلاج ، فإن الحكمة تتطلب وقف العلاج بينما يمكن في الحالات البسيطة عدم إيقافه والاكتفاء بتخفيف تركيز الحبوب في بداية وانتظار نتائج العلاج الطبي للدوالي حسبما يصفه طبيب مختص.
ومن المعروف أن الهورمونات التي يفرزها جسم المرأة خلال فترة الإخصاب تحمي المرأة من تصلب شرايين القلب التاجية. لكن من المتعارف عليه أن نسبة الجلطات الوريدية تزداد بعد بلوغ المرأة سن اليأس وكذلك الأمر فيما يخص الذبحات الصدرية وجلطات القلب.
ولا يؤدي سن اليأس بحد ذاته إلى حدوث تأثيرات مباشرة على الأوردة فهو لا يحدث تغييرات في عوامل تخثر الدم أو ديناميكية الأوردة لكن الخطر يكمن أحيانا في العلاج الهرموني الذي تتبعه النساء بعد انقطاع الحيض.
وقد يؤثر سن اليأس على الأوردة بصورة غير مباشرة وذلك لأن المرأة في هذه المرحلة النفسية الانتقالية من حياتها تهمل نفسها وجسمها ورشاقتها فيزيد وزنها وتقل نشاطاتها وممارستها للتمارين الرياضية وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الدوالي التي كانت موجودة سابقا أو ظهور"دوالي"جديدة، كما يحدث عند اقتراب سن اليأس اختلال توازن ما بين مستوى إفراز الإستروجين ومستوى البروجسترون مما قد يؤدي إلى حدوث تغييرات على جدار الأوردة وصماماتها واحتمالية تعرضها لتوسعات دوالية.


فترة الحيض
كثيرا ما تشكو النساء من أوجاع وثقل وتورم في الساقين عند بداية الدورة الشهرية حتى ولو لم يكن لديهن" دوالي"، ويمكن تفسير ذلك بفقدان التوازن ما بين الاستروجين الذي يزيد مستواه في هذه الفترة وبين البروجسترون، وهذا التفاعل ما بين الهورمونين يسبب هذه الأعراض التي يمكن السيطرة عليها أو الحد منها بأخذ أحد مقويات الأوردة الفعالة في الأسبوعين الأخيرين من الدورة بعد طلب رأي طبيب مختص وإجراء فحص طبي وتكميلي لأوردة الأطراف السفلى بأكملها للتأكد من عدم وجود أضرار وريدية سطحية أو داخلية.


العلاج الهورموني البديل بعد سن اليأس
تلعب الهورمونات الجنسية دورا مهما في جميع مراحل حياة المرأة ولها فوائد عديدة، لكن نقصها أو زيادتها قد يلحق بها الضرر وخصوصا على مستوى الأوعية الدموية.
ومن الطبيعي أن يحدث بعد سن اليأس نقص في إفرازات بعض الهورمونات وفي مقدمتها الإستروجين والبروجسترون مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات للجسم تتطلب استخدام بديل اصطناعي لهما، كما سبق ذكره فإن الإستروجين الطبيعي الذي يفرزه جسم الإنسان يحمي شرايين القلب من التصلب بينما أظهرت دراسات عديدة بأن الإستروجين البديل المستعمل بعد سن اليأس قد يؤدي إلى مضاعفات على أوردة الأطراف السفلى وخصوصا تعرضها إلى جلطات أو توسعات.
وفيما يخص التوسعات الوريدية فإن الإستروجين البديل يلعب بالفعل دورا سلبيا في ظهور الدوالي لدى بعض النساء ويساهم بدرجة أكبر في اشتداد حدة "دوالي" كانت موجودة قبل بدء العلاج، أما الجلطات الوريدية فلقد تم تضخيم خطرها في بعض الدراسات الطبية التي لم تميز ما بين المرأة التي تخلو من عوامل خطر الجلطات الدموية والأخريات اللواتي يوجد لديهن نقص في بعض عوامل تميع الدم وماض شخصي أو عائلي في الجلطات الوريدية.
وأظهرت الأبحاث الأميركية الحديثة بأن نسبة الجلطات الوريدية لا تتعدى 1% من مجموع النساء اللواتي يتلقين بديلا للإستروجين بينما تتحدث بعض الدراسات السابقة عن نسبة مذهلة تفوق ذلك بكثير.
وتزداد خطورة الدوالي كما وتحدث غالبية الجلطات في بداية العلاج وليس لها علاقة بقوة تركيز الإستروجين ولا بطول مدة الاستعمال، لكنه من المهم عدم إعطاء الإستروجين البديل لامرأة ظهرت لديها شخصيا أو لدى أمها أو أختها جلطة وريدية في الماضي. ويجب وقف العلاج الهورموني في الحال وبدون تردد إذا ثبت حدوث جلطة وريدية حديثة حيثما كان موقعها ومهما كانت أهميتها، وقد أظهرت دراسات أوروبية حديثة بأن استخدام الإستروجين كعلاج بديل بعد سن اليأس على شكل مرهم لا يحدث جلطات وريدية ويعطي ذات الفوائد المتوخاة من الإستروجين البديل .
أما فيما يخص العلاج البديل للبروجسترون فإن استعمال العيار خفيف التركيز يبعد المرأة عن الأضرار التي كان يسببها البروجسترون المركز قبل سنوات.


الجنس
تحتل المرأة الأولى في الإصابة بالدوالي وتعادل نسبة النساء المصابات بتوسعات وريدية ثلاث أضعاف النسبة لدى الرجال، بل إن بعض الإحصائيات تتحدث عن نسبة 80% من حالات الدوالي لدى النساء.
لا شك أن العوامل الهورمونية تلعب الدور الرئيسي في تربع المرأة وبدون منازعة على عرش مرض الدوالي ولكن بعض الأبحاث استنتجت أيضا بأن لدى المرأة قابلية أكثر من الرجل لوراثة أمها أو والدها المصابين بـ "دوالي". وبما أن الوراثة والعوامل الهورمونية هي العوامل الرئيسية المسببة للدوالي فلا دهشة إذًا لتفوق المرأة على الرجل في إصابة أوردة أطرافها بتوسعات دوالية.


الوقوف المطول
يعتمد تصريف الدم من الأطراف السفلى إلى القلب بدرجة كبيرة على قوة انقباض عضلات الأطراف، ومن هذا المنطلق يسهل فهم كيفية تأثير وضع الإنسان واقفا دون حراك على ديناميكية الدم واحتباسه داخل الأوردة.
وقد أثبتت الدراسات منذ زمن طويل بأن الأشخاص الذين يتطلب عملهم المكوث واقفين لدرجة طويلة، أو الذين يجلسون مطولا دون حراك، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالدوالي ولكن هذا لا يعني بأن الدوالي فرض على كل من يتطلب عمله البقاء واقفا لفترة طويلة بل ويجدر القول أن الوقوف المطول يشكل عاملا مساعدا على تفاقم الدوالي لدى الأشخاص الذين تتوفر لديهم قابلية للإصابة بالمرض وتتوفر لديهم عوامل الخطر الأخرى المسببة للتوسعات الوريدية وإلا لامتلأت سيقان الممرضات والعاملين في المقاهي والمطاعم وصالونات التجميل والحراسة بالدوالي.
__________________