منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تشعر بالندم لكذبها عليه
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2009, 09:24 PM
  #4
وردة بين الثلوج
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,491
وردة بين الثلوج غير متصل  

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة وفقك الله//
إطلعي على هذه الفتوى لعل فيها الفائدة المرجوه

الســؤال
هل يعاقب الله الإنسان بما يقترف من ذنوب وذلك بعد أن يستغفر ويتوب؟ وهل كلما حدث مكروه لي أو شيء لا أحبه أقول أنه بسبب الذنوب؟
أرجو الإجابة.
الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذنوب تنقسم إلى قسمين:
قسم في حق الله تبارك وتعالى، وقسم في حق عباده، أما الذنوب التي في حق الله تبارك وتعالى فإن العبد إذا تاب منها توبة نصوحًا فإن الله تبارك وتعالى يتوب عليه ويغفرها له ولا يكون لها أثر رجعي في حياته - بإذن الله تعالى – بمعنى أنه إذا كان إنسان لا يصلي ثم بدأ يصلي فإنه يجتهد في قضاء الفروض التي مرت به، وهذه التوبة وبدؤه بالصلاة هذه تكفيه - بإذن الله تعالى - وهو الآن تائب راجع إلى الله تعالى حبيب لله عز وجل.

كذلك إذا كان الإنسان يشرب الخمر فإن شرب الخمر معصية تتعلق بذات الله تعالى، أو يشرب الدخان أو المخدرات فهذا كله حق الله عز وجل، فلو أنه تاب من هذه الحقوق وتوقف عن شرب الخمر أو بمعنى أنه توقف عن تعاطي المخدرات أو التدخين فإن هذه الذنوب قد تاب إلى الله تبارك وتعالى منها، والنبي بشرنا بأن من تاب تاب الله عليه.

أما إذا كان الذنب - بارك الله فيك - يتعلق بحق عبد من عباد الله كواحد ضرب إنسانا أو أكل ماله أو هتك عرضه أو زنا بأهله – والعياذ بالله – أو عاكس امرأته وغير ذلك، فإن هذا فيه حقان: حق لله تبارك وتعالى، إذا توقف العبد عن هذا الذنب وأقلع عنه ولم يرجع إليه بعد ذلك، فإن الله يغفر له حقه - سبحانه جل جلاله – أما حق العبد فإنه لا يسقط لأنه يظل يطالب به العبد يوم القيامة؛ ولذلك في هذه الحالة ماذا نفعل؟ نحن مطالبون بأن نكثر من الأعمال الصالحة، وأن نكثر من أعمال البر، وأن نكثر من الطاعات المقدور عليها، ولا نتكلم مع هذا الرجل لأنه لا يمكن أن يذهب إنسان لإنسان ويقول له أنا عاكست امرأتك، لأنه لن يقبل منه ذلك وقد يؤدي إلى منكر أكبر، فقد يضربه أو قد يقتله وغير ذلك، ولذلك يستر على نفسه، ولا يتكلم بهذا الأمر مع أحد من خلق الله تعالى، ويكثر من الأعمال الصالحة، ويحرص على قيام الله والإكثار من النوافل وكذلك على صيام التطوع ويحرص على الصدقات وعلى قراءة القرآن وعلى الأذكار وعلى صلة الأرحام وبر الوالدين، إلى غير ذلك من الأعمال حتى يكون عنده رصيد كبير من الحسنات.

فإذا ما جيء به يوم القيامة فإن صاحب الحق يقول يا رب أدّ لي حقي فهذا الرجل اعتدى عليَّ وعلى عرضي، فإن الله تبارك وتعالى إما أن يحمل عنك الذنوب هذه ويكافئ الرجل من عنده سبحانه وتعالى جل جلاله – لأنك قد تبت توبة نصوحًا صادقة، وعلم الله تبارك وتعالى منك ذلك واطلع على قلبك فعلم أنك من الصادقين فإنه جل جلاله إما أن يتحمل عنك هذا الذنب وأن يعوض الرجل خيرًا، وإما أن يعطيه من حسناتك وهذا ما يعرف بحديث المفلس - نسأل الله السلامة والعافية – كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع – أو دينار – قال: المفلس مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة إلا أنه سبَّ هذا وضرب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه فطرح في النار).


http://www.islamweb.net/ver2%20/Isti...p?reqid=283942
أسأل الله العلي العظيم أن يزيل همها ويفرج كربها
ويجعل لها من كل ضيقا مخرجا
__________________

(اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )