منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - همي لايُطاق ومأساتي ليس لها مثيل ..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2010, 11:22 PM
  #3
ثنيـــــان
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية ثنيـــــان
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,189
ثنيـــــان غير متصل  




يا صاحِبَ الهَمِ إن الهَمَ منفرِجٌ .... أبشِر بـِخيرٍ فإنَ الفارِجُ اللهُ .
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِهِ .... لا تيأَسَنَ فإِن الكافيَ اللهُ .
إذا بُليتَ فَثِق باللهِ وارض بِهِ .... إن الذي يكشِفُ البَلوى هُوَ الله.
اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسرِ ميسَرةَ .... لا تـَجَزَعَنَ فإنَ الصانِعَ الله.
و اللهِ مالـَكَ غَيرُ اللهِ مِن أَحَدٍ .... فَحَسبُكَ اللهُ في كلٍ لَكَ اللهُ .


يالسعادة من زال همه وتبدل حاله فاصبح سعيداً يتذكر ماضيه فيصرف وجهه فأصبحت تلك الليالي يعيشها على الذكرى وأصبح واقعه مختلفاً مغايرا ،

انظر للإرض الجدباء الأرض العطشى كم مرّ عليها من الزمن دون أن تنعم بقطرة مطر ، انظر لها وللجبال حواليك وللإشجار يمينك تجد كل شيئ يدعو للشفقة يدعو للرأفة وماهي إلا لحظات فينزل الباري أمره فتستجيب السحاب وتنزل ماحملته من المــاء فتتبدل الأحوال وتنتعش الأرض العطشى فترتوي ويغرد الطير فرحاً مسرورا فكيف هو الحال الآن ؟؟

ألم يتبدل!!
ألم يتغير !!
هكذا هي رحمة الله سبحانه تصيب من يشاء وتتنزل على من يشاء ، هاهي سحائب الرحمات تترى على كل مهموم وكل محزون تنزل عليه فتغسل ماعلق به من سواد الدنيا حتى يبْيَضْ فينقلب الحال إلى سعادة وهناء رحماك ياالله ، رحماك يارب0
[[قال تعالى (وليمحص الله الذين ءامنوا ويمحق الكافرين)
(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنّا وهم لايُفتنون)
ألا وأنه لايكون تمحيص ولاامتحان ولا فتنة إلا بالبلاء والابتلاء ،
إنّ المسلم والمؤمن حين يبتليه الله تمحيصاً لإيمانه واختباراً لثباته على الدين ،إنّ عليه أن يوقن بأنه ليس أول من يُبتلى وأنه لن يكون الأخير ، إنه من ضمن ملايين مملينه من لدن آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة0
إنه حين يوقن بهذا اليقين فإن يقينه سيمنحه سكينةً وطمأنينه تنقشع بهما عن صدره رهبة الشعور بالوحده في محنته وبلائه وتتهاوى بهما ضغوط الحصار النفسي التي يحيكها الشيطان حول قلبه وروحه ووجدانه 0
وإن للشيطان أبواباً ومنافذ لاتُعد ولاتحصى ينزع من خلالها إلى قلب المؤمن ووجدانه ليزعزع ثباته ويوهن قواه ويثبط همته ويزلزل صموده وصبره.
إن الشيطان يشتدُّ به الفرح حين يرى المؤمن يزج تحت عنت المحنة وضيق الإبتلاء ،إنه يظنُّ وبئس مايظن أن المسلم الممتحن يكون في تلك الحاله في أضعف حالاته ولذلك يشتطُّ الشيطان في هجومه مؤملاً أن يجد في خط دفاع المسلم المُبتلى نقطة ضعف يخترق من خلالها حصونَ صبره وثباته !!
ألم نسمع ممن ابتُليَ أنه قد طرأت له فكرة أن ينتحر ويُنْهي معاناته أوَليس الشيطان قد استولى عليه وهداه الى النهاية المأساوية...
ألم يجد الشيطان في قلب هذا المسلم أرضاً خصبة يوسوس له ويقول:
• لماذا يعرضك ربك لكل هذا العذاب؟؟!
• أفما يقدر ربك أن يخلصك منه ؟!!
• أفما يقدر ربك أن يُخفّف عنك وطأة هذا البلاء ؟!
• غيرك يعيش سعيدا وأنت ترزح تحت هذه المأساة والإبتلاء؟!
إن على المسلم المُبتلى والشيطان يقذف في قلبه هذه الوساوس أن يتيقن أن ربه أرحم به من نفسه ، وأن المحنة التي ينوء جسده ووجدانه تحت وطأتها ليست عذاباً ولا تعذيباً يوقعه الله به كما يحاول الشيطان أن ينفث في صدره بل هي إمتحان وتمحيص ليبدو بعدها براقاً تقياً نقياً ، إن عليه أن يعيَ ويتيقن بأن الله معه لايغفل عنه لحظة واحده ،فهو معه في كل خفقة من خفقات قلبه ، وفي كل زفرة وتنهيده ، وليعلم أن يد الله الحانية الراعية لن تلبث أن تتنزل عليه لتملأ قلبه بسكينة يدفع بها وساوس الشيطان]] 0**
أسأل الله لكل مهموم وكل محزون أن يعجل بفرجٍ له من عنده وأن يزيل مابه من هم وأن يبدل حاله كحال تلك الأرض العطشى وأن يهدئ من روعه وأن يكتب له الأجر والثواب على بلواه ، اللهم آمين 0


* مقال كتبته ونشرته في النت بتاريخ 1/ 7 / 1429هـ وأعيده للتذكير ..

** مابين القوسين منقول من كتيب ( يوم تغدو كالجسد أمتنا ) .

التعديل الأخير تم بواسطة ثنيـــــان ; 01-08-2010 الساعة 11:30 PM