لا تحبي والدك ؟ لا تعيدي التاريخ مع أولادك
كثير من الفتيات لا تحب والدها لسبب من الأسباب ، وبعد ان تصبح زوجة وعندما تتعرض لمشاكل مع زوجها من أي نوع فكثير منهن بحكم الفترة الزمنية الطويلة التي تقضيها مع ابنائها مقارنة بزوجها ، طبيعي ان نجد الأبناء يميلون لها او مرتبطين بها اكثر من ابيهم ، وقد تجد الزوجة في ذلك ثأر لنفسها وتعويض عن ما حُرمت منه مع زوجها ، فتعمل اكثر واكثر على توطيد علاقتهم بها
وهذا بحد ذاته جيد، ولكن الغير جيد ان يكون على حساب علاقة الابناء بأبيهم ، فنلاحظ عند بعض الزوجات لن أقول انها لا تحاول ولكن لا تقوم بمحاولات جادة وصادقة لتجميل صورته امامهم او تقريب الابناء منه او حتى ايجاد مبررات لأفعاله او تذكيرهم بمكانته وواجبه عليهم حتى لو اضطرت لنسخ قصص جميلة من خيالها عنه او ادعت انه هو من احضر هذه الاشياء لهم ، وكأنها تريد بما تقوم به الانتقام منه بجعلهم يحبونها اكثر منه
ولكن مالا تعرفه الزوجة انها بما تفعله تصنع في نفسية ابنائها شرخ كبير من الصعوبة ان يندمل ، فنفسية الطفل تتكون من خلال تجارب ومواقف مرت عليه خلال حياته حتى لو كان مستمع فقط ، وستبقى صورة ومكانة الاب غير واضحة في نفس الابناء ولن تستطيع سدها لوحدها مع مرور الزمن حتى لو كانت تستطيع ذلك لوحدها في البداية
بل قد يتطور الامر ان تشتم والدتها زوجها امام اطفاله لانه اساء لإبنتها ولا تحرك الزوجة ساكن ولا تحاول ان تمنعها من الاستمرار بل قد تتمنى ان يكون الابناء واعيين لما تقوله الجدة وينصتوا لها حتى يعروفوا حقيقة والدهم السيئة
وقد نستغرب ان من نتائج هذا التصرف الخطير ان يحذو احد الابناء حذو ابيه القاسي لانه يمثل له من وجهة نظره الرجولة فيمارس هذا العنف او سوء المعاملة او اي ما يقوم به الاب مع امه نفسها او مع اخواته الفتيات
فلا تنسي عزيزتي الزوجة ان ابناءك مطالبون امام الله ببر والدهم مهما كان خلقه ومهما كانت علاقته بك سيئة وهم سيحاسبون على ذلك وسيجدون ما عملوه مع ابنائهم مستقبلاً فلو كنتي فعلا تحبينهم بصدق فاعملي على اثقال ميزان حسناتهم ولا يوجد افضل من بر الابناء لأمهم ، وابيهم مهما بدر منه
فليس المطلوب صنع صورة اخرى بقدر ما هو مطلوب عدم نقل الصورة المشوهة لهم ، فما بينك وبينه لا تدعيه يمتد ليطال الابناء ويؤثر على تعاملهم مع ابيهم او صورته في عقولهم
فحافظي على نفسية سوية صافية محبة لابنائك خالية من تشويه اجمل شئ لديهم { الاب }