منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ¤®§(*§ من هو المراهق؟وكيف نكسبه ونضبطه؟؟مع ضيفة المنتدى الباحثة العنود الطيار§*)§®¤')
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2007, 08:28 PM
  #4
العنود الطيار
باحثة اسرية و تربوية
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 154
العنود الطيار غير متصل  


أولاً : شرح مرحلة المراهقة للمراهق قبل البدء في دخولها ، أي منذ أواخر مرحلة الطفولة المتأخرة عندما يبلغ الطفل سن العاشرة ، حيث نبدأ بشرح المرحلة التالية التي سيدخلها بعد عدة شهور ، وهي مرحلة المراهقة ، وإذا ما شرحنا له حقيقة هذه المرحلة وشرحنا له نفسية المراهق وأن مشكلة المراهق تكمن في أنه يريد أن يثبت شخصيته ويفرض إحترام الآخرين له ، ولكن بطريقة متعسفة غالباً فيها الكثير من التهور ، علينا أن نشرح له : كيف يستطيع أن يكسب إحترام الناس له بإحترام نفسه ، وليس بمحاولة لفت الأنظار بفعل الحركات الغريبة الفجة وإصدار الأصوات والألفاظ المزعجة ولبس الملابس الغريبة المنافية للآداب الإسلامية ، فعلينا أن ننبه الطفل إلى أن الكثير من المراهقين يصبحون صعبي المراس لا لشيء إلا لأنهم يشعرون بنقص الثقة في أنفسهم ، وأن عليه هو أن يثق بنفسه ولا يصبح مثلهم _ ونبدأ في تطمينه _ إلى أننا نحبه كما هو ونثق بأنه سيصبح عما قريب رجل - فتاة- بكل ما في كلمة رجل – فتاة - من معنى ولكن هذا لا يعني عدم أخذ مشورة والديه ، كما لا يعني عدم طاعتهما ، فهما على إستعداد لسماع أي نصيحة منه وأي إقتراح كذلك ، لأن جميع أفراد الأسرة يجب أن ينصحوا بعضهم البعض ويجب أن يأخذوا مشورة بعضهم البعض ، من حقه أيضاً أن يعرف : وسائل الأشرار لإصطياده حتى يصبح لقمة سائغة لهم سواء لتعاطي المخدرات أو الإرهاب أو السحر أو للإنخراط في الجماعات التي تدعي الإسلام وهي في الحقيقة إنما : ترمي إلى محاربته والقضاء عليه عن طريق الشباب الذين يروجون للجنس سواء الزنا أو الشذوذ من أجل إستنزاف الأموال أو امن أجل الإستغلال بأي صورة وأي شكل ولذا : لا بد أن نبدأ بشرح الميل الفطري لدى الإنسان نحو الجنس الآخر والأنس به ورغبة كل جنس في ملامسة الجنس الآخر ...... وأن هذه الرغبة طبيعية ولذلك جعل الله الزواج وعن طريق الزواج فقط يستطيع الإنسان أن يحقق هذه الرغبة الطبيعية التي جعلها الله سبحانه وتعالى من أجل إنجاب الأبناء وتكوين أسرة سعيدة يحب بعضها بعضاً ويرحم بعضها بعضاً حتى يتعاونوا على عبادة الله سبحانه وتعالى ، فهذا هو الهدف من ميل الذكر و الأنثى إلى فهذه هي حدود التربية الجنسية التي يجب أن نربي الطفل عليها ، وما تعدى هذا القدر من التربية الجنسية مرفوض في هذه المرحلة - وأن عليه نصح إخوانه وزملاؤه ...... كما عليه إختيار أصدقائه الصالحين وللتأكد من صلاحهم فلا بد من أن يسمح لوالديه بالإلتقاء بهم والحديث معهم ، ولا بد أن نحفظّه الآيات والأحاديث والأشعار التي تحث على إختيار الصديق الصالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داود والترمذي بإسنادٍ صحيح . ومن الجميل أن يحفظ هذا البيت أو الذي على شاكلته :
إذا كنت من قومٍ فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ولنحفّظه هذا المثل : ( صاحب من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله ) .
، ولا بد من : شرح أخطاء المراهقين الشائعة للطفل تلك التي نستنتجها من المشاهدات كالتدخين والتفحيط وتبادل القصص والأفلام الخليعة وإهمال الواجبات الدينية وإهمال المذاكرة والتغيب عن المدرسة وتفضيل الأصدقاء على الوالدين – وإن هذا من علامات الساعة - والإستهزاء بالذي يطيع أمه وأباه ويصطحب أهله إلى أي مكان – واتخاذ قدوات فاسدة مثل الفنانين وغيرهم من المشاهير ....... ألخ ، بالإضافة إلى هذه السلوكيات المنحرفة نجد سلوكيات أخرى من واقع الأحصائيات التي تقوم بها الجهات المختصة مثلاً في إحصائية لوزارة العمل والشئون الإجتماعية لعام 1999نجد : إزدياد جرائم الأحداث بشكل كبير ، ولم تعد جرائمهم مقتصرة على التغيب عن المنزل والخروج على سلطة الوالدين فحسب بل تطورت جرائمهم وتعددت أنواعها : كاستخدام المخدرات والسكر ومصاحبة رفقاء السوء وإثارة الشغب والسرقة ومعاكسة النساء وانتحال صفة رجال الأمن ودخول المنازل لأغراض سيئة وحيازة أفلام جنس خليعة ومحاولة الإنتحار وارتداء ملابس النساء وإبلاغ السلطات ببلاغ كاذب والإفطار في نهار رمضان والإعتداء على الوالدين وعلى الأقارب والقتل واستخدام وسائل حديثة في ارتكاب الجريمة ، وفي السنوات الأخيرة لوحظ إشتراك الفتيات الأحداث في ارتكاب الجرائم (1) وإنخراط المراهقين في جماعات الإرهاب .

والحمد لله فإن هناك أشرطة كاسيت خاصة موجهة إلى هذه الفئة تشرح وتقنع المراهق أو الطفل المقبل على مرحلة المراهقة كيف يتقي شر هذه المرحلة ، ننصح بتقديمها للطفل وتشجيعه
على سماعها ، ونحذر كل التحذير من المبالغة من الخوف من هذه الأشرطة ، فمن قال أن المطلوب منا أن نترك الطفل يستمع إليها قبل أن نستمع إليها نحن ونتأكد من أنها لا تحتوي على مواد تشجع على الإرهاب ؟ إننا نناشد وزارات التربية والتعليم في عالمنا العربي السماح بعرض هذه الأشرطة والأفلام الموثوق بها على الطلبة والطالبات لما لها من فوائد لا تتصور في توعية المراهق وصيانته بفضل الله سبحانه وتعالى ، وإنني أقترح أن تصبح هذه الأشرطة ضمن المناهج حيث نطلب من الطالب ان يكتب عنها بحث أو تجرى مسابقة ، توضع لها جوائز قيمة منذ الصف الخامس الإبتدائي وحتى آخر المرحلة .


الثانوية ، وتذكر لنا الأخت ( نوره العبيد ) وهي من أنشط من عمل في المجال الدعوي النسائي في المملكة العربية السعودية : أنها ذات مرة أسمعت طالباتها أحد الأشرطة عن العفاف وكان مليئا بقصص أولئك الفتيات اللاتي غرر بهن بعض الشباب ...... وكان شريطاً ناجحاً بكل المقاييس ، حيث إنفعلت معه الطالبات إلى حد أن إحدى هؤلاء الطالبات لحقت بالمعلمة بعد الإنتهاء من الشريط ، وقالت لها وهي تبكي وتجزل آيات الثناء : لقد كنت أنوي الخروج بعد نهاية الدوام المدرسي مع أحد الشباب ، لم أكن أعرف أن الخطر الذي يتهددني بهذا الشكل حتى سمعت هذا الشريط ، فأي فائدة لهذا الشريط جزى الله الشيخ وكل من ساهم فيه وكل من نشره خير الجزاء .
ولا بد أن نرجوه قبل الدخول في هذه المرحلة : أن يحاول قدر إستطاعته ضبط إنفعالاته وتذكر الله سبحانه وتعالى دائماً وأبداً فهو المستعان على صعوبة هذه المرحله ، لا بد أن نذكّره أنه في هذه المرحله سيعامل من قبل خالقه عز وجل على أنه إمرؤ بالغ يحاسبه على سيئاته ويكافئه على حسناته ، وكذلك فإن الناس قد لا يتسامحوا معه بعد الآن كما كانوا يفعلون قبل عدة أشهر فقد لا يجد دائماً الشكر والإحسان ، بل قد يجد التوبيخ و الذم على أي تقصير ، فلذا لا بد أن يعرف : أن في الحياة مشاكل ومصائب وفتن ولا بد أن يعرف هذه السنة الكونية التي تلخصها هذه الآيات الكريمات ، قال تعالى : ( ولقد أرسلنا الى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )

1-- خالد البشر – مكافحة الجريمة في المملكة العربية السعودية – الطبعة الأولى – 328- 1422 – أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية .