منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اليوم أكثر من البارحة ،
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2017, 09:36 AM
  #7
آمال عظيمة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 421
آمال عظيمة غير متصل  
رد: اليوم أكثر من البارحة ،

كيف يتغلب الإنسان على صدمة "انتقاءه لصفة جوهرية في شريك حياته" ثم يكتشف أنها غير موجودة فيه ..
وهو يعلم يقيناً أن انتفاء وجود هذه الصفة يعني فتح أبواب الخلافات على مصراعيها بأكبر شكل ؟!

حقيقة .. أنا محبطة جداً
لا أعلم لمن أشكي و لمن أتوجه
حتى زوجي أشعر بأني بداخلي قد انبنى حاجز عظيم من الألم لا أستطيع تجاوزه أو هدمه
أتمنى أن أصارح زوجي أن أتقارب معه أكثر بعد المصارحة لكن الموضوع حساس جداً بالنسبة لي و له !

حين كان يتقدم لي أي رجل كنت أركز على مسألة التدين الفكري
ف أطلب من والدي أن يسأله عدة أسئلة قمت أنا بنفسي بصياغتها
و حين يجتاز هذه الأسئلة
تأتي المرحلة الأخرى و هي السؤال عنه ثم النظرة الشرعية
ثم الحديث بالهاتف "بعلم و إذن الوالد" قبل العقد

للأمانه لم يجتز أحد هذه المراحل كلها سوى زوجي ..

بعد النظرة الشرعية جلست معه جلسة أخرى مطولة لمدة ساعتين
في صالة بيتنا و على مرأى من أهلي و تناقشنا في جميع أمور الزواج
كونت عنه انطباعاً ممتازاً خاصة فيما يتعلق بمسألة التدين الفكري ..

التدين الفكري كما تحدث عنه د. طاري الحبيب
هو أن يتبنى المسلم الإسلام كعقيدة تجري ب دمه مجرى الدم و يطبقها في أقل تفاصيل حياته
هو أن تكون أعلى قيمة في حياته هي الإسلام
هو أن يكون مستعداً لأن يموت لأجل الإسلام فقط بعد أن عاش فقط من خلاله "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين"
=
و بالمقابل هذا يعني أموراً كثيرة عظيمة : أن تكون أرضية التحاكم بيني و بين زوجي هي الكتاب و السنة فقط و ما اجمع عليه سلفنا
و أن تكون تصرفاتنا ضمن هذا المنطلق في حياتنا الزوجية
و هذا يعني أيضاً الدخول لمجال الدعوة و بذل الغالي و النفيس فيه ، فهذا يتناسب مع كون ديني أعلى قيمة لدي
وهذا يعني ترتيب الأولويات أيضاً فتقدم طاعة الزوج ثم تأتي الدعوة تباعاً بعد القيام بالواجبات كاملة .. فالوقت الباقي يكون لله وفي الله .

كان أيضاً لزاماً لذلك أن تكون شروطي في العقد مختلفة
ف اشترطت على زوجي أن لا يمنعني من خدمة ديني "في الوقت المتبقي لي بعد أن أقوم بواجباتي نحوه"

وافق زوجي على الشرط و لكنه طلب مني عدم تسجيله كتابياً
وكان أن أصبح الشرط ملزماً له شفوياً لأن عليه شهود "وهذا رأي الاجماع"
أن الشروط قبل العقد ملزمة للزوج و إن كانت شفهياً و لم تدون !

و ليتني فهمت و ليتني استنتجت أن زوجي حين رفض كتابة العقد
قدم عواطفه و تبنى التدين العاطفي فقط و وضح لي اختلافه عني بشكل صارخ و لكني لم أتنبه !
فقد كانت حجته "سوف تحرجيني إن رأي أحد العقد أو قرأه"

و التدين العاطفي هو الحماسة للدين و حبه فقط
مع عدم تطبيقه أبداً ان تعارض مع العواطف ، بل و تقديم العواطف عليه

ثم توالت المواقف بعد الزواج
و أصبحت أجمع بينها لأكون سلسلة كبيرة جعلت هذا الرجل الذي اخترته عن قناعة تامة
مفهوماً أمامي بشكل أكبر ، مما حفر في دخلي أخدوداً عميقاِ من الحزن

كان أول خلاف:
ما الذي ستفعلينه إن كنت غير موجود بالمنزل و جاء أخي ليلقي السلام عليكِ مثلاً و معه أغراض ؟
اختلفنا في هذه النقطة و كان واضحاً عليه التعصب فقط لنقطة وجود أخيه
قلت له نتحاكم إلى الشرع : و الشرع يقول يجوز أن أرد السلام لكن دون تبسط بالحديث و دون استقباله طبعاً
وافق زوجي و أظن أن عواسفه حكمته تجاهي حين وافق ، حيث كنا في بداية الزواج

لأن المواقف الأخرى المتتالية المشابهة
جاءت بنفس السياق : التعارض بين ما يقوله صريح الشرع و بين العواطف تجاه الأهل
فكان يقدم عواطفه في كل مرة و يضع لنفسه مبررات
كنت أفاجأ جداً ، يأخذني التفكير لنواحٍ بعيييدة ..
كيف سأستطيع ان اربي عيالي في ظل هذا التضارب الفكري الصارخ ؟
الحب وحده و المودة وحدها لا تكفي أبداً ؟
فهذا أهم موضوع و هذه آعلى قيمة بالنسبة لي ، نحن نختلف فيها جذرياً ؟

توالت الاختلافات و جرحتني جداً
لأنها ترسخ في بالي الحقيقة الجديدة التي اكتشفتها
و تخيفني جداً من المستقبل
حيث أشعر أن لا أرضية صلبة نستطيع الوقوف عليها و التحاكم من خلالها
حين أذكره بصريح القران و السنة ، يجيبني بمبررات عاطفية تزيدني ألماً و نفوراً و إحباطاً منه ..

مر يومان على تيقني من اكتشافي
أشعر بنفور كبير من زوجي ..

في كل أمور حياتنا أصبحنا نتقاتل على هذه القيمة
يحاول أن يسفهها و أن يعطيها حجماً أقل على حساب عواطف و مشاعر
و أنا العكس أصر عليها ..

هل أسأت الاختيار ؟ هل استعجلت ؟
هل ألوم نفسي ؟ أم أبرئها كوني بذلت الأسباب و حاولنا أن نتحرى عن المناسب فكرياً ؟
و الآن هل اعتبر ما حدث قدراً أحاول الرضا به و التعايش معه؟
وكيف اتعايش مع كم الصدامات التي تعصف بنا ؟
وكيف أمسح على قلبي و أجنبه الإحساس بالألم الشديد و الإحباط في كل مرة نختلف ؟

الأمثلة كثيرة و عاطفية زوجي فيها واضحة "رغم أننا ظاهرياً في جميع نواحي الحياة الباقية عكس ذلك ف أنا عاطفية حتى النخاع وهو عملي جداً و عقلاني"
رد مع اقتباس