منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - الخطبة
الموضوع: الخطبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2006, 08:45 PM
  #7
الرميصـــــــاء
قلم مبدع
 الصورة الرمزية الرميصـــــــاء
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 430
الرميصـــــــاء غير متصل  
التدين الصحيح يضمن نجاح الزواج


كان للفرحة في العدد السابق لقاء مع الدكتور/ عمار طالبي/ رئيس المجلس العلمي في العاصمة الجزائرية..
تحدث فيه عن نشأته العلمية، وعدد من القضايا الزوجية كالحب والتعارف قبل الزواج، ونتابع في هذا العدد لقاءنا الشيق مع الدكتور طالبي.

مشكلة مزيفة
الفرحة، ما رأيك في تعدد الزوجات فهناك من يرى أن الأصل هو التعدد، وهناك من يرفض التعدد تماماً؟
طالبي: هذه مشكلة يثيرها الكثيرون، ويقصدون منها التنقيص أو الهجوم على الإسلام لأنه أباح التعدد، ولكن عندما ننظر إلى واقع العالم الإسلامي ككل نجد أن المشكلة مزيفة وغير واقعية، فمن الألف يمكن أن تجد واحداً معدداً، قد تكون النسبة أكبر في الخليج، لكن في بقية دول العالم الإسلامي فإن التعدد قليل جداً.

والإسلام أباح التعدد للضرورة، وهو ليس فرضاً، فالذي يريد أن يعدد يكون تعدده مشروطاً بالعدالة بين الزوجات والقدرة على الإنفاق عليهن، والعدالة تتحقق في الأمور المادية والمعيشية والمعاملة الحسنة وأيضاً في البيت، فإذا لم يستطع فعليه أن يكتفي بواحدة، أما القول بأن الأصل هو التعدد فهو كلام ليس له أساس.

زواج دون تكاليف
الفرحة: هل ساهم أحد معك في مصاريف زواجك؟ وهل ساهمت في مصاريف زواج ابنك؟
طالبي: أنا في الحقيقة تزوجت بعد أن توظفت في التعليم الثانوي، حيث تزوجت من فتاة من أسرة لم تطالب بتكاليف، فكان زواجاً بسيطاً، وساهمت به قدر المستطاع من مالي الخاص كما أن حفل الزفاف لم يكلفنا كثيراً، وكان لدي شقة أثثتها على قدر استطاعتي، والآن أنا أملك منزلا والحمد لله، فالإنسان عندما يصبر يتحسن حاله شيئاً فشيئاً.

وبالنسبة لابني فقد ساهمت أنا أيضاً معه في مصاريف زواجه، وهو أيضاً معه مصاريف زواجه، وهو أيضاً ساهم في ذلك لأنه تزوج بعد أن توظف، تعاونا فاشترى هو بعض الأثاث واشتريت أنا البعض الآخر، وطبعاً كانت تكاليف زواجه أكبر بكثير من تكاليف زواجي الذي كان بسيطاً.

كذلك ساهمت أسرة الزوجة وهي أسرة كريمة وغنية في العرس، فلدينا في الجزائر أهل العروس يساعدون في تكاليف زواج ابنتهم، وفي بعض المناطق تأتي العروس بالفرش كاملاً لأن الزوج عندما يدفع الصداق أو المهر يشترون بها جهاز الفتاة واحتياجاتها.

تأثير الطلبة هو الأقوى
الفرحة: إذا انتقلنا إلى جانب آخر وهو جانب المسلمين في الغرب وحياتهم الاجتماعية ومدى تأثرهم وتأثيرهم في الحياة الغربية؟

طالبي: نستطيع أن نقسم من يعيش في المهجر إلى فئتين: فئة العمال الذاهبين للعمل، وهؤلاء أغلبهم أميون، وفئة الطلاب الذاهبين للدراسة في الجامعات، وهؤلاء الطلاب في أغلب الأحيان يصبحون متدينين أكثر مما كانوا في بلادهم.

وهؤلاء بنشاطهم وأخلاقهم يمكن أن يؤثروا على الغربيين، فالغربيون يتأثرون بما يقرؤونه عن الإسلام، ولكن هؤلاء الطلبة يساعدونهم لأن لهم ثقافتهم ويعرفون الكثير عن الإسلام، ولاسيما الأمور الرئيسية فيه.
وهنا أذكر أنني عندما كنت في الولايات المتحدة وفي إحدى الجامعات، كان الطلبة يستأجرون قاعة ليصلوا بها، لأنه لم يكن هناك مسجد، وكنت أصلي معهم الجمعة، فالعائلات هناك تجدها متماسكة وتأتي بأولادها إلى المسجد، وتربي أولادها بطريقة صحيحة.

ولكن هناك أيضاً بعض العائلات التي تفلت منها الأمور، ولا تستطيع السيطرة على أبنائها، فالأبناء عندما يكبرون ويكون والدهم أمياً يخجلون منه، وحتى إذا أرشدهم لشيء يقولون إنه لا يعرف شيئاً فهو جاهل، فيتأثرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه ويعيشون عيشته وينسلخون عن ثقفاتهم وأصولهم.

وبقى بعض الحالات يكون تأثير المجتمع فيها أكبر من تأثير الأسرة، فبعض العائلات المسلمة تعيش في مناطق ليس فيها مدارس إسلامية، مما يضطرهم إلى تدريس أبنائهم في المدارس العادية، فيدرسون المنهج الأمريكي أو الأوروبي دون أن يأخذوا جرعة من الثقافة الإسلامية، وهذه مشكلة نرجو من حكومات الدول الإسلامية أن تساعدهم في حلها، وذلك بإنشاء مدارس إسلامية وبناء نواد ثقافية يجتمع فيها هؤلاء الشباب المسلم.

أمور تافهة
الفرحة: اسم الزوجة في الغرب يقترن بعائلة زوجها منذ زواجها فهل هذا التقليد موجود في الجزائر، وهل من أثر لذلك على حياة الزوجة!

طالبي: هذه عادة فرنسية فعندما يتم الزواج يسجل في العقد اسم الزوجة مقترناً بلقب زوجها،وهذا للأسف موجود لدينا في الجزائر وذلك لقصور في الإدارة.
فمثلا زوجتي تسمى مدام طالبي، ولكن لا أجد لذلك تأثيرا في نفسية الزوجات أو معاملتهن لأزواجهن، فهذه أمور تافهة لا تستحق الوقوف عندها.

زواج من غير تدين هل ينجح؟
الفرحة: هل التدين شرط أساسي لنجاح الزواج؟
طالبي: أنت عندما تقدم على الزواج لن تقبل بواحدة غير خلوقة، فيجب أن تكون متدينة وعلى خلق لكي تربيّ أولادك في المستقبل على الدين والخلق، فإذا كانت مهملة في هذا الجانب فأبناؤها يصبحون مثلها ولا يهتمون بالصلاة ولا بالأشياء الأخرى، وهذا هو المقياس الأساسي لنجاح الزواج.

ولكن إذا رأيت أنه يمكن إصلاحها بعد الزواج، فلا بأس وأنت مأجور على ذلك.
والزواج من غير تدين قد ينجح أحياناً وهذا يتوقف على العلاقة بين الزوجين، إلا أن التدين يضمن نجاح الزواج، والمقصود هنا التدين السليم والصحيح.

فهناك حالات طلاق كثيرة بين بعض المتدينين بسبب التشدد والغيرة التي هي في غير مكانها، والشكوك المبنية على أوهام ليس لها أساس من الصحة وهذا النوع من التدين مذموم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة في ذلك، ففي حادثة الإفك لم يتخل عن زوجته أو يطلقها، ولكن انتظر حتى جاء الوحي فبرأها.

العولمة والأخلاق
الفرحة: شاركتم مؤخراً في مؤتمر المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الذي أقيم في الكويت، فهل قدمتم بحثاً للمؤتمر؟
طالبي:قدمّت بحثاً بعنوان العولمة وتأثيرها على السلوك والأخلاق لأن لُب الثقافة وأساسها هو التربية والأخلاق اللتان تتأسس عليهما كل الظواهر الأخرى الاجتماعية منها والاقتصادية.

فالعلاقة الأولى التي تربط بين الأفراد في المجتمع أساسها علاقات أخلاقية، ومن دونها يصبح المجتمع غير إنساني.
دائماً إذا أردنا أن نعرّف المجتمع نعرِّفه على أنه مجموعة أفراد، وهذا ليس صحيحاً، فأنت في الطائرة تركب مع مجموعة أفراد فهل هذا هو المجتمع؟ بالتأكيد لا، فالأساس في المجتمع هو العلاقات التي تربط بين هؤلاء الأفراد.
ثم أخذت في بحث مثالاً على تأثير العولمة، وهو تأثير المواد التلفزيونية على الشباب وعلى الفتيات خصوصاً، حيث صرن يعتقدن أن العلاقات الجنسية مباحة خارج نطاق الزواج، وطبعاً هذا التأثير وصل إليهم عبر المواد التلفزيونية التي يرونها مع أن تقاليدهن تأبى هذا الشيء.

كذلك فإن دراسات أجريت في اليمن والسعودية والأردن أثبتت أن كثيراً من الناس هناك لا يشاهدون قنواتهم المحلية، وأغلب مشاهدتهم تكون للقنوات الأجنبية، وهذا هو التأثير الكبير الذي مع طول المدة يؤدي على محو القيم والثقافة، وإكساب الأفراد والمجتمعات ثقافة أخرى تسيء إلى سلوكياتهم وأخلاقياتهم.

فالغربيون يحاولون السيطرة علينا بوسائل شتى، لذا يجب أن نحصن أنفسنا لنواجه هذا الخصم، وذلك بإيحاء ثقافتنا العربية والإسلامية، وبذل الطاقة والجهد في اكتساب العلم والتقنية على أرضية راسخة من القيم الأخلاقية، وإذا لم نغير أنفسنا فسوف يغيرنا غيرنا إلى الوضع الذي يرضاه هو.

وفي الختام تشكر الفرحة الدكتور عمار طالبي لتفضله بالإجابة على أسئلتنا.
العدد (72) سبتمبر 2002 ـ ص: 18
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة الرميصـــــــاء ; 10-04-2006 الساعة 08:48 PM