يظن بعض الناس ان استقرار الزواج يعود الى امور نفسيه وشخصيه

ولذا تراهم يوصون الزوجين بالدوارت التدريبيه .. وحسن العلاقه مع بعضهما

ويرجعون المشاكل الى عوامل نفسيه وشخصيه .. ولا يرجعونها الى عوامل ثقافيه

واجتماعيه طرأت وجدت على مؤسسة الزواج .. ولم يستطع الناس هضمها والتعامل

معها بإيجابيه ..


هذا الموضوع ذكره (( جون جاكوبس )) في كتابه كذبات الزواج السبع

هذا الكتاب مبني على خبره (( عياده )) من عالم نفس قضى شطر من عمره

في حل المشاكل الزوجيه ..


ذكر صاحب الكتاب عدة عوامل اجتماعيه طرأت على مؤسسة الزواج وصارت هذه

العوامل او القوانين تشكل عامل ضغط وقانون جبري غير وجه الزواج السابق بوجه جديد ..

وللاسف

ان الزوجان لم يستعدا ولم يدربا على التعامل الايجابي مع هذه العوامل الاجتماعيه الجديده

ولذا صدر الكتاب بمقولة مي ويست (( الزواج مؤسسه عظيمه .. لكني لست مستعدا

بعد لدخولها ))


لان الاستعداد لدخول مؤسسة الزواج يوجب على الانسان ان يفهم النظم والقوانين والقيم

الثقافيه والاجتماعيه التى تحكم وتسيطر وتهيمن على مؤسسة الزواج


دعونا الان نذكر العوامل ثلاثة التى اخترناها من الكتاب ..

ونرى انها منطبقه على واقعنا تمام الانطباق ..


الاول حتى يفرقنا الموت ..

هذا القانون او الشعار كان مهيمن على مؤسسة الزواج في القرون الماضيه

لان عمر الزواج لا يتجاوز العشرين سنه ..

ذالك ان الناس في ذالك الوقت تغلب عليهم الامراض والمجاعات والحروب فكان الزوج

يعيش مع زوجته سنين بسيطه .. ثم تحدث حرب او يمرض او يهاجر لطلب الرزق

او يسافر .. ولايرجع ابدا

وربما ماتت المرأه بسبب حرب او نفاس او مجاعه

فعمر الزواج قصير بسبب ظروف الحياة الصعبه ..

ولذا يعيش الزوجان احلى حياة لانها قصيره .. ويوقنان بقصر العلاقه .. فكل واحد

يعامل الاخر معاملة المودع .. لا معاملة الباقي الدائم او (( النشبه ولزقة جنسون ))

اما اليوم

فعمر الزواج طويل جدا .. بسبب القضاء على كثير من الامراض وندرة المجاعات وقلة

الحروب وانتشار الامن .. فصار الزوج يعيش مع زوجته ثلاثين الى اربعين سنه

وهو لم يتدرب علي العيش مع زوجته اكثر من خمسة عشر الى عشرين عاما

كما كان الانسان في العصور السابقه ..

ولذا كثر الطلاق .. وصار اكثر الناس يقول لقد عشت مع زوجي خمسة عشر عاما

مليئة بالاحباطات والمشاكل .. وأريد ان عيش مع نفسي اليوم بدون مشاكل

وكأنه يريد ان يعيش عيشة الرجل السابق ..




الثاني البقاء للانسب لا للاسعد

كان الزواج في السابق يهدف على انتاج الاطفال . لان القبيله تريد الابناء لكي يكونو جنودها

البواسل ودرعها الواقي .. والفلاح يريد الابناء حتى يساعدوه في عمله ...

فكانت رعاية الابناء وحمايتهم واعدادهم للعمل والدفاع عن القبيلة والقريه والمدينه ونفع الوالدين

بالخدمه والرعاية هي هدف الزواج .. بل ان كثرة الابناء في الزمن السابق نعمه .. ومن كثر أبناءه زاد عزه وشرف مقداره


اما اليوم

فهدف الزواج هو السعادة .. والاشباع العاطفي والجنسي .. صار المطلوب من الزوجه ان تكون

اكثر حميمه مع الرجل .. والزوجة الاشطر هو العارفه بتمتيع زوجها والعزف على اوتار قلبه

وغريزته .. والزوج الانجح هو العارف كيف يسعد زوجته بالمال والهديا وتلبية الطلبات وحملها

على كفوف الراحه ..

وصار كثير من الازواج يؤخر الاولاد .. وبعضهم يقتصر على اثنين او ثلاثة او اربعه

ولا يريد المزيد .. بل صار الابناء حمل اقتصادي وتربوي ونفسي على الابوين بسبب طول

رعاتيهم وقلة نفعهم وخيرهم للابوين .. فهم بعد الزواج يودعون ابائهم الا من زيارات خاطفه

وجلوس عابر .. وصارت الشغالات والخدم والحشم هم من ينفع الابوين بعد الكبر ..


وللاسف

فالزوجان يعيشان على الثقافه السابقه التى تريد ان الهدف من الزواج هو رعاية الابناء

وليس السعاده الفرديه للزوجين .. وهذا يسبب مشاكل كثيره لا يفطن لها الزوجان


الثالث السلطه لمن يملك الذهب

في السابق كان المرأه تابعه للرجل اقتصاديا .. وكانت القرارت والقياده بيد الرجل ..

وكما تقول بيتي كارتر المعالجه النفسيه (( القاعده الذهبيه التى تدور حولها شئون الاسره

من يملك الذهب يصنع القرارات )) .. وكما يقول الشعراوي رحمة الله عليه

(( الي يأكل لقمتي يسمع كلمتي )) فاليد العلياء هو اليد القائده المتسلطه ..


اما ليوم

فالتعليم والعمل مكن المرأه من قيادة نفسها بنفسها .. وصار لها مال وعمل ولا ترضي

بالضيم ولا الخسف ولا التابعه . وتحب ان تشارك الرجل بالسلطه والقياده

وللاسف الرجل غير مستعد ثقافينا للتنازل عن سلطته ... ولا المرأه راضيه بدور التابع

وهذا يولد خصومه دائمه بين الزوجين ومعارك بسبب ان القرار لا يصنع من قياده

واحده .. وللبيت اكثر من قائد ..

وصار مكوث الزوج في البيت كثيرا .. وصار يقابل المرأه كثير . ويعيش معها كثيرا




الخلاصه

ان عمر الزواج .. وهدف الزواج .. وادوار الزوجين ...


قد اختلفت في المائه عام الماضيه

لان عمر الزواج كان في السابق قصير بسبب الحروب والمجاعات والهجره وقلة الامن

اما اليوم فهو طويل .

ولان هدف الزواج في السابق رعاية الابناء واسناد القبيله بهم وكسب اليد العامله في الحقول

والمراعي ... اما اليوم فصار الهدف الاسعاد والاشباع العاطفي والجنسي .. بحيث تريد الفتاه

من زوجها أن يسعدها اكثر مما كنت تجده في بيت ابيها .. ويريد الشاب زوجه تسعده اكثر

مما كان يعيشه في حياة العزوبيه

ولان دور الزواج في السابق كان يحصر دور الرجل في الكسب والحماية والقياده ..

والمرأه في الاستقرار في البيت والرعايه للابناء والطاعه للزوج

اما اليوم فقد اشترك الزوجان في الكسب .. واشترك الزوجان في المكوث في البيوت والرعايه

وتناطحا في القياده والقرار ..