منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - علاقاتنا والبيئة
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-03-2016, 01:55 PM
  #8
تمآضر
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 257
تمآضر غير متصل  
رد: علاقاتنا والبيئة

وعليك السلام..

كل الأمور التي ذكرتها تُؤَثِّر في سلوكيّات الانسان ، وفي طريقة تعاطيه مع الحياة بشكل عام ، وفي تعاطيه مع الخلافات أيضاً.

سلوك الانسان حتّى في مراحل العمر الأخيرة ، لايُنْظر اليه بمنأى عن بيئته وحياته في مراحل العمر السابقة ؛ لأن مَنْطِقَك الآن وطريقة تفكيرك هي نِتَاج عمرك الذي مضى بخبراته واخطائه وبطريقة التربية والتعليم والاحتكاك التي حظيت بها فيما مضى.

على أنك ستواجه دائماً خلافات في كل البيئات التي ستمرّبها ، بمافي ذلك بيئة العمل ، وبيئة الأسرة (بينك وبين اهلك او بينك وبين زوجتك او بينك وبين حتى ابنائك)، وستجد نفسك في مواقف تتطلّب منك البحث هنا وهناك عن حل او الوصول للطريقة الصائبة التي تنهي بها خلافك معهم، وهذا وان كان في ظاهره أمر ليس محبّب ،إلاّ أنّه خبرة وتجربة ستضاف الى رصيدك في التفكير والخبرة في حل المشاكل المُسْتَقْبَلِيَّة.

هناك نقطة مهمة وهي أنّ هناك من يخلط بين (الاخْتِلاف ) و(الخِلاف ) ، فهناك من يأبى الاّ ان يجعل من حوله يماثلونه في تفكيره وهواياته واكلاته المفضّله وآراءه والبرامج التي يحبّها -وخاصة من يعيش معهم في المنزل الواحد-ومثل هذا النوع بالطبع سيجد من يَخْتَلِف عنه ، فتجده يثور لانه يفهم من هذا انه (خِلاف)، وهو اختلاف بشري من سمات البشرية ،ومحال ان تجعل صديقك او زوجتك او ابنك استنساخاً منك حتى في بعض الأمور التي تراها ايجابيّة.

وأمّا (الخلافات) فهي ليست كلها على نفس المستوى ، فهناك خلاف لايستحق الوقوف عنده ، وهناك خلاف يُناقش ، وهناك خلاف يتطلّب منك توعية الآخر بهدوء، وهناك خلاف لاينبغي السكوت عنه ( كضرب الزوجة على سبيل المثال).

على أن السعادة نفسها تختلف من شخص لآخر ، والسعادة التي تراها الآن ستتغيّر في نظرك بعد عدة اعوام وستراها في شيء آخر ، وقِسْ على ذلك الحب أيضاً فلن يكون تعريفك للحب هو نفس تعريفي أنا أونفس تعريف غيرك ، وبعد سنوات ماكنت تراه من أساسيات الحب قد تعتبره أمراً ثانوياً لأن احتياجاتك النفسية والعاطفية ستتغيّر عما أنت عليه الآن.

أخيراً،تآلف الأرواح رزق من أرزاق الله يُطلب من الله ، وقد تجد نفسك تبذل كل الاسباب المادية فلاتجد من الطرف الآخر سوى النّفور وربما عدم تقدير لماتبذله، ولايعني أن نترك الأسباب ولانأخذ بالماديات ولكنها جزء مع جزء آخر أكبر هو التوكّل على الله وطلب التوفيق من الله دائماً وفي كل حال.


ودمت بسعادة..

التعديل الأخير تم بواسطة تمآضر ; 24-03-2016 الساعة 01:58 PM
رد مع اقتباس