أَسْتَوْدِعُ اللهَ فِيِ أُمِّ الْقُرَىَ جَسَدَاً
نظراً للوحدة و الفراغ و الهم ؛ فضلتُ بعد قراءة القرءان أن أكتب كثيرا ، لأشعر بالتنفيس عن النفس ، فكتبت هذه القصيدة المتواضعة الآن ، في والدي الحبيب رحمه الله تعالى.
أحببتُ أن أعيشها معكم بما تحمل من ألم.
الْحُبُّ وَ الْحُزْنُ مِنْ أَقْسَىَ عَلَامَاتِيِ
وَ الْهَمُّ وَ الشَّوْقُ مِمَّا فَاتَ وَ الْآتِي
يَا لَاَئِمِيِ فِي الدُّمُوعِ الْغُرِّ مِنْ حَدَقِيِ
أَرَاَكَ تَجْهَلُ مَا تَعْنِيِهِ دَمْعَاَتِيِ !
دَعْهَا تُعَبِّرُ لِلدُّنْيِا بِأَجْمَعِهَا
عَنِّيِ وَ تَرْسِمُ فَوْقَ الْخَدِّ مَآسَاتِي
دَعْهَا تُنَمْنِمُ سِرِّيِ بَيْنَ وَمْضَتِهَا
حّتَّى يُتَرْجِمَهُ فِيِ الْقَبْرِ أَمْوَاَتِي
دَعْهَا تُقَبِّلُ مِنْ فَوْقِ الثَّرَىَ رِمَمَاً
حَتَّىَ تَذُوُبَ إِلَيْهَا كُلَّ ذَرَّاَتِي
لَا تَسْكُتِي يَا دُمُوُعَ الْحُزْنِ وَ انْبَجِسِي
مِنَ الضُّلُوُعِ وَ جِدِّيِ فِي مُوَاَسَاتِيِ
إِنْ لَمْ أَجِدْ فِي مُصَاَبِي الْيَوْمَ آَسِيَةٌ
مِنَ الْعُيُوُنِ فَلَا كَاَنَتْ صَدَاَقَاتِيِ
اللهُ يَشْهدُ مَاَ أَبْصَرْتُ ذِيِ حَزَنٍ
إِلَّا وَ أَقْبَلَتِ الْأَحْزَانُ لِي تَآتِيِ
فَيَا سَقَاَ اللهُ بِالْإِيِمَانِ أَفْئِدَةً
مَكْسُوُرَةً مِنْ تَدَاَعِيِ حَظِّهَا الْعَاَتِي
اللهُ لِي مِنْكِ يَا دُنْيَاَيَ ، قَدْ قَنِعَتْ
نَفْسِيِ ... وَ زَاَدَتْ بِمَاَ تُخْفِيِ قَنَاعَاتِيِ
أَسْتَوْدِعُ اللهَ فِيِ أُمِّ الْقُرَىَ جَسَدَاً
مِنِّيِ وَ رُوُحَاً تَسَاَمَاَ فِي الْبَرِيَّاَتِ
سَأَشْتَفِيِ مِنْ هُمُوُمِيِ فِيِكَ يَاَ "أَبَتِيِ"
وَ أَكْتُمُ الْحُزْنَ وَ الْأَشْوَاَقَ فِيِ ذَاَتِيِ
الكريم -عندي- : من يدعو لوالدي بالمغفرة و الرحمة في نفسه و لن أطلبه أكثر.