السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-•✵ #حديث_اليوم ✵•-

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( القُضاةُ ثلاثةٌ ، اثنانِ في النَّارِ ، وواحدٌ في الجنَّةِ ، رجلٌ علِمَ الحقَّ فقضَى بهِ فَهوَ في الجنَّةِ ، ورجلٌ قضَى للنَّاسِ علَى جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ ، ورجلٌ جارَ في الحُكْمِ فَهوَ في النَّارِ )

الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي. المحدث: الألباني. المصدر: صحيح ابن ماجه. الصفحة أو الرقم: 1887. خلاصة حكم المحدث: صحيح.

https://youtu.be/DILUm5Uuyq4
—•✵-•-✵•—

-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-


#شرح_الحديث : ⚖

الحُكْمُ بين النَّاسِ يَنْبغي أنْ يكونَ مَبنيًّا على عِلمٍ، ولا يَتولَّى القضاءَ إلَّا العُلماءُ العارِفونَ بأحكامِه وضَوابطِه، وقد حذَّرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من القضاءِ بغَيرِ علْمٍ، أو بالهوى، كما بيَّنَ فضلَ القضاءِ بالعدْلِ عن علْمٍ.
وفي هذا الحديثِ يقول رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : "القُضاةُ ثَلاثةٌ"، أي: حُكْمُ القُضاةِ في الآخِرةِ أنَّهم ثلاثةُ أنواعٍ، "اثنانِ في النَّارِ"، أي: مَحكومٌ لهما بها، "وواحدٌ في الجنَّةِ: رجُلٌ علِمَ الحقَّ، فقَضى به؛ فهو في الجنَّةِ"، أي: إنَّه لم يعمَلْ بهواهُ، بل أنفَذَ حُكمَ اللهِ واتَّبعَ الحقَّ، "ورجُلٌ قَضى للنَّاسِ على جهلٍ؛ فهو في النَّارِ"، أي: لا عِلْمَ عنده بأحكامِ القضاءِ. ويَحْتَمِلُ فيه: أنَّ الجزاءَ بالنَّارِ حتَّى ولو حكَمَ بالحقِّ في بعضِ مَسائلِه؛ لتَولِّيه مثلَ هذا المقامِ وهو غيرُ أهلٍ له؛ ففسادُه فيه أكثرُ من إصلاحِه، "ورجُلٌ جارَ في الحُكْمِ؛ فهو في النَّارِ"، أي: وهو الَّذي يعلَمُ الحقَّ وخالَفَه واتَّبعَ هواهُ.
وفي الحديثِ: بيانُ خُطورةِ القضاءِ بين النَّاسِ بغَيرِ علْمٍ، وأنَّ مَصيرَ ذلك إلى النَّارِ. وفيه: بيانُ أنَّه لا يَحكَمُ بين النَّاسِ إلَّا العالِمُ بأحكامِ القضاءِ، وأنَّ له أجرًا عظيمًا على ذلك.