منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أصول الإيمان
الموضوع: أصول الإيمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2018, 11:01 AM
  #40
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: أصول الإيمان

الولي والولاية في الإسلام
تعريف الولي والولاية
الولاية: ضد العداوة. وأصل الولاية: المحبة والقَرب. وأصل العداوة: البغض والبعد.
والولاية في الاصطلاح: هي القرب من الله بطاعته.
والولي في الشرع: هو من اجتمع فيه وصفان: الإيمان والتقوى. قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ - الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (يونس: 62، 63) .
تفاضل الأولياء: وإذا كان أولياء الله هم المؤمنون المتقون فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تعالى فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية لله. فالناس يتفاضلون في ولاية الله بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى.
وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولو العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأفضل أولي العزم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم - على ما تقدم ذلك في موضعه - ثم إبراهيم عليه السلام. ثم اختلف الناس في المفاضلة بين الثلاثة الباقين.
أقسام أولياء الله: وأولياء الله على قسمين:
القسم الأول: سابقون مقربون.
القسم الثاني: أصحاب يمين مقتصدون.
وقد ذكرهم الله تعالى في عدة مواضع من كتابه. قال تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ - لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ - خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ - إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا - وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا - فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا - وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً - فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ - وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ - وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ - أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ - فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (الواقعة: 1- 12) .
فذكر ثلاثة أصناف. صنفا في النار وهم أصحاب الشمال وصنفين في الجنة وهما: أصحاب يمين وسابقون مقربون. وقد ذكرهما أيضا في آخر هذه السورة وهي سورة الواقعة فقال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ - فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ - وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ - فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} (الواقعة: 88- 91) . وقد ذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم عمل القسمين في حديث الأولياء المشهور وهو حديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وقد أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذيَ يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه». فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه تعالى بالفرائض، يفعلون ما أوجب الله عليهم ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات ولا الكف عن فضول المباحات. وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه تعالى بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات فلما تقربوا إلى الله بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبا تاما وعصمهم من الذنوب واستجاب دعاءهم كما قال تعالى: «ولا يزال عبديَ يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» . .) إلى آخر ما ذكر في الحديث.
لا يختص أولياء الله بلباس ولا هيئة: وأولياء الله لا يتميزون عن غيرهم من الناس في الظاهر بلباس ولا بهيئة على ما هو مقرر عند أهل العلم والتحقيق من أهل السنة.
قال بعض الأئمة المصنفين في الأولياء: (وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان مباحا، ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره إذا كان مباحا. كما قيل كم من صديق في قباء، وكم من زنديق في عباء، بل يوجدون في جميع أصناف أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم إذا لم يكونوا من أهل البدع الظاهرة والفجور، فيوجدون في أهل القرآن، وأهل العلم، يوجدون في أهل الجهاد والسيف، ويوجدون في التجارة والصناع والزراع) .
بطلان ما قد يعتقد فيهم من الغلو
وأولياء الله ليسوا معصومين ولا يعلمون الغيب وليس لهم قدرة على التصرف في الخلق والرزق ولا يدعون الناس إلى تعظيمهم أو صرف شيء من الأموال والعطايا لهم ومن فعل ذلك فليس بولي لله بل كذاب أفاك ولي للشيطان. والله تعالى أعلم.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس