ها أنا أعود على الوعد بعد ليلة حافلة لم أذق فيها طعم النوم .. لكنني نفذت الواجب المطلوب مني

فإليك أول الرسائل :

أبي _ رحمك الله _

أعرف أنك لم تكن لتؤذيني
و رغم أني اليوم أتألم .. إلا أني لن ألوم شيخاً كبيراً
منذ وعيتُ الحياة و الشيب قل اشتعل في رأسه ولحيته
شيخ ضرير .. لستُ متأكدة إن كان يعرف ملامحي
ليس ذنبك يا أبي أن أنجبتني في هذا العمر
و ليس ذنبك أني اليوم أتألم .. لكنني يا أبي أتعلم
وكل ما تعلمته في الحياة كان قاسياً شاقاً لذلك تحتفظ ذاكرتي بالكثير

أجمل لحظات حياتي معك :
كانت حينما نفتح موضوعاً للحوار .. شكرا لكل الحرية التي ربيتني عليها ..
أنت عززت ثقتي في نفسي فعندما كنت تبتسم و تضحك
أعرف أني قد أقنعتك رغم أنك لم تكن لتعترف بانتصاري .
أبي
لا تعتقد أني غاضبة أو حزينة لأنك وقفت في وجه تسجيلي في الثانوية ..
لأيام و أنا أحاول إقناعك حتى سمحت لي ..
و لستُ حزينة عندما انقطعت عن الثانوية و لم تراجعني
أو تحرك ساكناً لم تسألني حتى لماذا انقطعت .. فقط تركتني على حريتي ..
لن أفكر أبداً أنه قد فاتني الكثير فانا اليوم أكثر
استمتاعاً بالثانوية .

أتذكر يا أبي حينما كنت تقرأ القرآن غيباً و أنا أستمع لك و أذكرك
الآيات .. أتذكر حينما أقرأ أنا و تردني وتوجهني في القراءة ..
كانت تلك أجمل أيامي معك .

سلاماً يا أبي ..
انعم بقبرك .. نم في روضة من رياض الجنة _ بإذن الله _
أسأل الله تعالى أن يغفر لك ويرحمك و يعافيك ويعفو عنك
و أن يكرم نزلك ويوسع مدخلك و يغسلك بالماء والثلج والبرد
و ينقيك من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

__________________