السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
•✦✿ #حديث_اليوم ✿✦•
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الدينَ يُسرٌ ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه ، فسدِّدوا وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوَةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ من الدُّلْجَةِ )
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 39 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
https://youtu.be/NVwreV7QFl0
•✦••✦••✦•
•✦✿ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✿✦•
#شرح_الحديث :🌤🍃
في هذا الحديثِ حثَّ النَّبيُّ ﷺ على ملازمةِ الرِّفقِ في الأعمالِ، والاقتصارِ على ما يُطيقُ العاملُ، ويُمكِنُه المداومةُ عليه، وأنَّ مَن شَادَّ الدِّينَ وتعمَّقَ، انقطَع، وغلَبَه الدِّينُ وقهَرَه، وقد أسَّس ﷺ في أوَّلِ الحديثِ هذا الأصلَ الكبيرَ، فقال: "إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ"، أي: مُيسَّرٌ مُسهَّلٌ في عقائدِه وأخلاقِه، وفي أفعالِه وتُروكِه.
ثمَّ وصَّى بالتَّسديدِ والمقارَبةِ، وتقويةِ النُّفوسِ بالبِشارةِ بالخيرِ، وعدمِ اليأسِ، والتَّسديد: هو العملُ بالقصدِ، والتَّوسُّطِ في العبادةِ، فلا يقصِّرُ فيما أُمِر به، ولا يتحمَّلُ منها ما لا يُطِيقه، مِن غيرِ إفراطٍ ولا تفريطٍ.
وقوله: وقارِبوا، أي: إن لم تستطيعوا الأخذَ بالأكملِ، فاعمَلوا بما يقرُبُ منه.
وقوله: وأبشِروا، أي: بالثَّوابِ على العملِ، وإن قَلَّ.
ثمَّ أرشَد ﷺ إلى ما يساعدُ على السَّدادِ والمقارَبةِ، فقال: "واستعِينوا بالغَدْوةِ والرَّوْحةِ، وشيءٍ مِن الدُّلْجةِ"، يعني أنَّ هذه الأوقاتَ الثَّلاثةَ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى الله؛ فالغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلجة: سيرُ آخرِ اللَّيل، وسيرُ آخرِ اللَّيل محمودٌ في سيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سيرِ القلوبِ إلى اللهِ بالأعمال، وقال: وشيءٍ مِن الدُّلجةِ، ولم يقُلْ: والدُّلجة؛ تخفيفًا؛ لمشقَّةِ عملِ اللَّيل.